رئيس أوكرانيا بين أسلحة أوروبا ودخول جنتها.. هل ينجو من هجوم الشتاء؟
على الطريق إلى العام الثاني من عمر الأزمة الأوكرانية، وقفت عقبات "كأداء" في طريق البلد الأوراسي، الذي يطمح لأن يكون قادرًا على شن هجوم "مضاد" خلال الفترة المقبلة، يعيد إليه "نغمة الانتصارات".
وفي ظل استعداد كل من روسيا وأوكرانيا لهجوم قد يشنه أحد البلدين على قوات الآخر خلال الفترة القليلة المقبلة، بات الميدان ساحة للاحتشاد.
فبينما زعم مسؤول عسكري أوكراني أن موسكو بدأت ترسل تعزيزات إلى شرق أوكرانيا قبل هجوم جديد قد يبدأ الأسبوع المقبل، هرع الرئيس الأوكراني إلى الدول الغربية والأوروبية لإقناعهم بمد بلاده بمزيد من الأسلحة.
فماذا فعل؟
في ثاني زيارة خارجية له منذ بدء العملية العسكرية الروسية في فبراير/شباط الماضي، حطت طائرة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء في بريطانيا ذلك البلد الذي يعد الأكثر دعمًا لكييف.
وخلال اجتماع في لندن مع رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، حث الرئيس الأوكراني، حلفاءه الغربيين على تزويده بـ"الأسلحة الضرورية" لوقف العملية العسكرية الروسية.
وقالت الرئاسة الأوكرانية في بيان عقب الاجتماع إن زيلينسكي "شدد على أهمية حصول أوكرانيا على الأسلحة الضرورية من الحلفاء لوقف الهجوم الروسي وتحرير كل الأراضي الأوكرانية مؤقتًا".
وفيما يبدو أن الزيارة آتت أكلها، أعلنت بريطانيا عن زيادة فورية في الشحنات العسكرية إلى أوكرانيا لمساعدتها في صد هجوم روسي مكثف، وتعهدت بتدريب طياريها.
وقالت بريطانيا إن التدريب الإضافي سيضمن اكتساب الطيارين الأوكرانيين القدرة على التحليق "في المستقبل بطائرات قتالية متطورة ومصنعة حسب معايير حلف شمال الأطلسي" مضيفا أن التحرك "جزء من استثمار طويل الأجل في جيشهم".
وقال سوناك إن الزيارة شهادة "على شجاعة بلاده وإصرارها وقتالها … وعلى الصداقة المتينة بين بلدينا".
ومن بريطانيا إلى باريس، يتوقع وصول الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى العاصمة الفرنسية مساء الأربعاء، حسبما أعلنت الرئاسة الفرنسية، بعد زيارته للمملكة المتحدة.
قمة ثلاثية
وقالت الرئاسة الفرنسية، إن قمة ثلاثية ستجمع الرئيس إيمانويل ماكرون ونظيره الأوكراني زيلينسكي والمستشار الألماني أولاف شولتز، فيما لم تتحدث عن أجندة الاجتماع الذي ستسيطر عليه المطالب الأوكرانية بمزيد من الدعم العسكري لبلاده، بحسب مراقبين.
القمة الثلاثية، تأتي بعد تصريحات للمستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء، أكد فيها أنه على قناعة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لن يحقق أهدافه" في الحرب في أوكرانيا "لا في ساحة المعركة" ولا "من خلال فرض معاهدة سلام".
وفي خطاب أمام نواب البوندستاغ قبل قمة لقادة دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل، قال المستشار الألماني: "هذا ما يمكننا ملاحظته بعد عام من الحرب (..) هكذا الحال منذ اليوم الأول: التماسك داخل تحالفاتنا هو أثمن ما نملك"، مشددًا على أن الحلفاء سيساعدون أوكرانيا في الدفاع عن "سيادتها ووحدة أراضيها ... طالما كان ذلك ضروريًا".
ماذا قدمت ألمانيا؟
واستقبلت ألمانيا أكثر من مليون لاجئ أوكراني منذ بداية العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير/شباط 2022 وقدمت مساعدات إجمالية قدرها 12 مليار يورو للبلاد.
وأكّد المستشار الألماني، الذي تساعد بلاده كييف على المستوى العسكري أيضًا من خلال تعاون وثيق مع شركائها، أن "هذا الدعم مستمر في العام 2023"، مضيفًا: "نعزز هذا التماسك ونحميه من خلال إعداد القرارات بيننا بشكل سري ثمّ الكشف عنها"، في إشارة إلى إعلان ألمانيا والولايات المتحدة مؤخرًا عن تسليم دبابات إلى أوكرانيا لمساعدتها على صدّ هجوم القوات الروسية في شرق البلاد.
وتعرضت برلين لانتقادات بسبب المماطلة في إعطاء الضوء الأخضر لتسليم الدبابات القتالية الثقيلة لكييف، خصوصًا بعدما قال شولتز مرارًا وتكرارًا إنه يعارض خيار تزويد كييف بمقاتلات.
وأكّد المستشار دعم ألمانيا القوي لطموحات أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يسعى فيه الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى تسريع محادثات انضمام بلاده إلى التكتّل، مضيفًا: "تنتمي أوكرانيا إلى أوروبا، مستقبلها في الاتحاد الأوروبي! وهذا الوعد مهمّ".
قمة أوروبية
واجتمع كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة الماضي في كييف للتعبير عن دعمهم لعملية انضمام أوكرانيا إلى التكتّل.
ويأمل مسؤولو الاتحاد الأوروبي أن يتوجه زيلينسكي إلى بروكسل الخميس للقاء القادة الأوروبيين، في زيارة تحمل طابعا رمزيا إلى حد كبير ولكن تحظى باهتمام بعد أشهر من الدعم الأوروبي لأوكرانيا.
وبحسب مسؤول أوكراني رفيع المستوى، فإن زيلينسكي سيطالب قمة قادة الاتحاد الأوروبي يوم الخميس، بمزيد من الأسلحة، على أن يبدأ مفاوضات الانضمام إلى القارة العجوز هذا العام.
aXA6IDMuMTQ1LjcyLjQ0IA== جزيرة ام اند امز