حبوب أوكرانيا تعاني.. أزمة الغذاء العالمية تنتظر الأسوأ في 2023
صدّرت أوكرانيا حوالي 27.7 مليون طن من الحبوب خلال موسم 2022/23 حتى الآن انخفاضا من 39.2 مليون طن خلال الفترة نفسها من الموسم السابق.
تراجع الصادرات
ووفق بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية الصادرة الإثنين 6 فبراير/شباط 2023 شملت الصادرات نحو 9.9 مليون طن من القمح و15.9 مليون طن من الذرة ونحو 1.8 مليون طن من الشعير.
وقالت الوزارة إن صادرات الحبوب بلغت 714 ألف طن حتى السادس من فبراير/شباط مقارنة مع 740 ألف طن في الفترة نفسها من العام الماضي.
وبعد حصار دام قرابة ستة أشهر بفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، رُفع الحصار عن ثلاثة موانئ أوكرانية مطلة على البحر الأسود في نهاية يوليو/تموز 2022 بموجب اتفاق بين موسكو وكييف توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا، من شأنه تسهيل توريد المنتجات الروسية، ومساعدة روسيا في تصدير الحبوب والأغذية والأسمدة الأوكرانية.
وتهدف الاتفاقيات للسماح بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية إلى الدول الأكثر فقراً، إلا أن معظم الشحنات في الواقع اتجهت إلى الدول الغنية، بما فيها الأوروبية.
مؤشرات خطيرة
وكانت الدول الأوروبية أعلنت في تقرير مشترك أواخر يناير/كانون الثاني الماضي مؤشرات خطيرة بسبب ارتفاع واردات المنتجات الزراعية الرخيصة من أوكرانيا بشكل حاد واستمرارها في النمو، الأمر الذي يخلق صعوبات للمزارعين من بولندا ورومانيا وبلغاريا والمجر وجمهورية التشيك وسلوفاكيا.
وجاء في التقرير أنّ "في الوقت الحالي هناك دلائل على أن المنتجات الأوكرانية تتسبب في صعوبات خطيرة لمنتجي الاتحاد الأوروبي في القطاع الزراعي".
وأشار التقرير إلى أنّ "المزارعين الأوروبيين عانوا بالفعل من ارتفاع أسعار الأسمدة والوقود والطاقة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الإنتاج، إنهم يعرضون دفع تعويضات للمزارعين المتضررين، بالإضافة إلى إغلاق طرق إمداد الحبوب من أوكرانيا".
ويؤكد التقرير في الوقت نفسه، ضرورة مساعدة أوكرانيا بطرق لا تسبب مشاكل للقطاع الزراعي، على سبيل المثال، من خلال إنشاء ممرات نقل جديدة؛ حيث طالبت بولندا في وقت سابق بفرض رسوم على المنتجات الزراعية الأوكرانية.
أزمة الغذاء العالمية تتفاقم
ولا يزال تضخم أسعار الغذاء المحلية مرتفعًا في مختلف أنحاء العالم؛ حيث تُظهر معلومات البنك الدولي الخاصة بالفترة بين سبتمبر/أيلول وديسمبر/كانون الثاني 2022 ارتفاع معدلات التضخم في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريباً؛ إذ سجل 83.3% من البلدان منخفضة الدخل، و92.9% من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، و89% من الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل ارتفاعاً في مستويات تضخم تجاوز 5%، ويعاني الكثير منها من تضخم مكون من خانتين. وارتفعت نسبة البلدان المرتفعة الدخل التي شهدت ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى 85.7%. والبلدان الأكثر تضررا تقع في: أفريقيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى.
وأقفل مؤشرا أسعار الزراعة والحبوب بنهاية يناير/كانون الثاني 2023 بنسبة 1% و2% على التوالي عما كانا عليه بمنتصف الشهر ذاته. وأقفل مؤشر الصادرات عند نفس المستوى. ودفعت أسعار الذرة والأرز، التي أقفلت مرتفعة بنسبة 3% و4% على التوالي، إلى زيادة مؤشر الحبوب، في حين انخفضت أسعار القمح بنسبة 1% عما كانت عليه قبل أسبوعين. وعلى أساس سنوي، ترتفع أسعار الذرة والأرز بنسبة 10% و16% على الترتيب، وتقل أسعار القمح بنسبة 3%. وفي حين ترتفع أسعار الذرة والقمح بنسبة 31% و27% على الترتيب عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني 2021، تقل أسعار الأرز بنسبة 15%.
وقد تفاقمت أزمة الغذاء العالمية لعدة أسباب منها تزايد عدد القيود المفروضة على تجارة الغذاء التي تضعها البلدان بهدف زيادة الإمدادات المحلية وخفض الأسعار. وحتى 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، طبق 19 بلداً 23 قرارًا لحظر تصدير المواد الغذائية، وطبقت ثمانية بلدان 2022 إجراءً للحد من الصادرات.
ووفقا للتقرير العالمي عن أزمة الغذاء 2022، من المتوقع أن يواجه ما يصل إلى 205 ملايين شخص نقصا حادا في الأمن الغذائي ويحتاجون إلى مساعدات عاجلة في 45 بلدًا.
ورغم مغادرة شُحنات الحبوب للموانئ الأوكرانية من جديد، وانخفاض أسعار الأسمدة بشكل حاد، وتقديم مليارات الدولارات من المساعدات، لا يزال العالم في قبضة أسوأ أزمة غذاء في التاريخ الحديث، بحسب تقرير نشرته شبكة ” سى إن إن” الأمريكية منتصف يناير/كانون الثاني 2023.
ويعني ذلك المزيد من الضغط على المجتمعات الفقيرة، كما أنه يزيد من خطر حدوث مجاعات في بلدان مثل الصومال، التي تتصارع مع ما تصفه الأمم المتحدة بأنه حالة طوارئ غذائية «كارثية».
وما زالت التوقعات القاتمة هي السيناريو الأقرب في 2023، وجاء آخرها من المنتدى الاقتصادي العالمي دافوس ومن قبله صندوق النقد والبنك الدوليان، بأن أزمة الطاقة والغذاء ستسمر على مدى العامين المقبلين.