هزة في سلة غذاء العالم.. "تآكل" حبوب أوكرانيا يهدد بمجاعات واسعة
أظهرت بيانات وزارة الزراعة الأوكرانية، الإثنين، أن البلاد صدرت نحو 23.6 مليون طن من الحبوب حتى الآن في موسم 2022-2023.
وذلك انخفاضًا من 33.5 مليون طن صدرتها بحلول الفترة نفسها من الموسم السابق.
حصد 51 مليون طن فقط من الحبوب
واشتملت هذه الكمية على نحو 8.6 مليون طن من القمح و13.3 مليون طن من الذرة ونحو 1.7 مليون طن من الشعير.
وبموجب اتفاق بين موسكو وكييف توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا منذ يوليو/تموز 2022، بدأت عمليات تصدير الحبوب تتحرك في ثلاثة موانئ أوكرانية مطلة على البحر الأسود.
وقالت الحكومة إن أوكرانيا ربما تحصد نحو 51 مليون طن من الحبوب هذا العام هبوطًا من رقم قياسي عند 86 مليون طن في 2021 وذلك بسبب الأزمة المستمرة مع روسيا وضعف المحاصيل.
وتعتبر أوكرانيا سلة غذاء عالمية ومصدرًا عالميًا رئيسيًا للحبوب والزيوت والخضروات، والأسماك، ولحوم الدواجن وغيرها.
وتحتل الزراعة المرتبة الثانية من حيث الأهمية بالنسبة إلى اقتصاد أوكرانيا، حيث تُساهم بـ 14% من ناتجها المحليّ. وتمثل منتجات القطاع الزراعيّ 45% من إجمالي الصادرات الأوكرانية. وتبلغ حصة البلدان الآسيويّة 48.7% من إجمالي الصادرات الزراعية الأوكرانية، يليها الاتحاد الأوروبي بنسبة 29%، وأفريقيا بنسبة 12.9%، ورابطة الدول المستقلّة بنسبة 5.8%.
وتحتل أوكرانيا المركز الأول عالميًا في صادرات دوار الشمس وزيته بنسبة 50% من الإنتاج العالمي، والخامس عالميًا في تصدير القمح بنسبة 18.1%، والرابع في إنتاج الشعير وتصديره بنسبة 18%، والخامس في إنتاج الذرة بنسبة 16% ورابع أكبر مصدّر له.
أسعار الغذاء العالمية.. الأعلى على الإطلاق
وكانت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) التابعة للأمم المتحدة قد أعلنت مطلع يناير/كانون الثاني الجاري أن الأسعار العالمية للسلع الغذائية كالحبوب والزيوت النباتية وغيرها كانت الأعلى على الإطلاق العام الماضي حتى بعد تراجعها لتسعة أشهر على التوالي، فيما تسببت الحرب الروسية في أوكرانيا والجفاف وعوامل أخرى في رفع معدلات التضخم وتفاقم الجوع حول العالم.
وقد ارتفع مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء الذي يقيس الأسعار العالمية للسلع الغذائية الأكثر تداولًا حول العالم، إلى 143.7 نقطة في 2022، بزيادة 14.3% عن عام 2021، وهو أعلى مستوى له منذ بدء التسجيلات عام 1990.
انعدام الأمن الغذائي يهدد 345 مليون شخص
فيما يقدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 345 مليون شخص يعانون أو معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي الحاد، أي أكثر من ضعف العدد المسجل في عام 2019.
ووفق آخر تحديث لحالة الأمن الغذائي في العالم على موقع البنك الدولي في 19 ديسمبر/كانون الأول 2022، لا يزال تضخم أسعار الغذاء المحلية مرتفعاً في مختلف أنحاء العالم. وتظهر المعلومات الخاصة بالفترة بين أغسطس/آب ونوفمبر/تشرين الثاني 2022 ارتفاع معدلات التضخم في جميع البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تقريباً؛ إذ سجل 88.2% من البلدان منخفضة الدخل، و90.7% من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، و93% من الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل ارتفاعاً في مستويات التضخم الذي تجاوز 5%، ويعاني الكثير منها من تضخم يزيد عن 9%. وارتفعت نسبة البلدان المرتفعة الدخل التي شهدت ارتفاع تضخم أسعار المواد الغذائية إلى 81.8%. والبلدان الأكثر تضررا تقع في: أفريقيا، وأمريكا الشمالية، وأمريكا اللاتينية، وجنوب آسيا، وأوروبا، وآسيا الوسطى.
أقفل مؤشرا أسعار الزراعة والتصدير أعلى بنسبة 1% و6% على الترتيب، مقارنة بآخر تحديث تم إعداده في 1 ديسمبر/كانون الأول؛ وأقفل مؤشر أسعار الحبوب عند نفس المستوى. وارتفعت أسعار القمح والأرز بنسبة 1 في المائة و6 في المائة على التوالي، في حين انخفضت أسعار الذرة بنسبة 1 في المائة خلال الفترة نفسها. وقد أصبح متوسط أسعار القمح أقل في ديسمبر/كانون الأول 2022 بنسبة 5% على أساس سنوي، بينما أسعار الذرة والأرز أعلى بنسبة 9% و12% على الترتيب. وفي حين ترتفع أسعار الذرة والقمح بنسبة 28% و18% على الترتيب عما كانت عليه في يناير/كانون الثاني 2021، وتقل أسعار الأرز بنسبة 11%.
ويشير المؤشر العالمي للجوع لعام 2022 إلى أن الأزمات المتداخلة كشفت عن ضعف الأنظمة الغذائية، وأن التقدم العالمي في مكافحة الجوع قد ثبت إلى حد كبير في السنوات الأخيرة. ووفقا للتقرير، فإن آثار الصراعات الإقليمية المستمرة، وتغير المناخ، وأزمة كورونا، والحرب في أوكرانيا، وتعطل سلاسل الإمداد، وارتفاع وتقلب أسعار المواد الغذائية والأسمدة والوقود قد أضعفت بشدة الأنظمة الغذائية غير الكافية وغير المستدامة بالفعل في العالم. ونتيجة لذلك، يشهد العالم ثالث أزمة غذائية عالمية في أقل من عقدين من الزمن. أما المنطقتان اللتان سجلتا أعلى درجة في المؤشر فهما منطقتا جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء اللتان تُعتبران في وضع خطير.