جنون أسعار الحبوب يعصف بطيور الزينة في مصر.. هواية تحت رحمة التضخم (خاص)
لا يتوقف تأثير الأزمة الاقتصادية في مصر على البشر، بل يمتد ليشمل طيور الزينة أيضا؛ بسبب ارتفاع أسعار الحبوب والأعلاف.
وأمام موجة التضخم التي تشهدها البلاد، اضطر الشاب إسلام خضر، هاوي اقتناء عصافير، إلى الاستغناء عن طيوره، فأهدى بعضها إلى أصدقائه، وباع البعض الآخر لمحل حيوانات وطيور.
وتسجل أسعار الحبوب والأعلاف ارتفاعات كبيرة في مصر، وتضاعفت أسعار أكل الطيور، فيما تبذل الحكومة جهودًا حثيثة للإفراج عن شحنات الحبوب والأعلاف في الموانئ لكبح جماح التضخم.
ويقول "خضر" لـ"العين الإخبارية" إنه كان يقتني 8 أزواج من العصافير، و6 زغاليل (عصافير صغيرة)، لكنه وقف عاجزًا عن سد احتياجاتها من الحبوب والطعام بسبب الارتفاع الكبير في الأسعار.
التضخم يعصف بالطيور
وفوجئ الشاب المصري قبل يومين بنفوق أحد عصافيره، مؤكدًا أنه كان بصحة جيدة ولم تظهر عليه أي أعراض إعياء، مرجحًا أن يكون السبب في الحبوب، إذ يلجأ بعض التجار إلى خلط التراب والرمل بكُلفة الطيور.
ويشكو "خضر"، البالغ من العمر 27 عامًا، من ارتفاع أسعار أكل العصافير (الكٌلفة)، مشيرًا إلى أن سعر الكيلوغرام من خليط "الدنيبة والبلكم والفلارس" ارتفع من 20 جنيهًا إلى 50 جنيهًا في غضون أيام.
وأضاف: "لم أعد قادرًا على إحضار أكل العصافير في الوقت المحدد، وأخشى عليها من الموت جوعًا، لذا اضطررت إلى إهداء بعضها إلى أصدقائي وبيع مجموعة أخرى، والاكتفاء بزوجين وزغلول واحد".
طيور بـ"تراب الفلوس"
الأمر نفسه ينطبق على الشاب نادر محمد، مربي طيور، فاضطر هو الآخر إلى بيع طيور حظيرته بالكامل، ولم يبقِ سوى على زوج واحد أسير إلى قلبه، ويرجع السبب إلى الارتفاع غير المبرر في أسعار الحبوب.
ويقول "محمد" لـ"العين الإخبارية" إنه كان يخصص سطح منزله لاقتناء وتربية الحمام والعصافير، وكان يقتني أكثر من 50 زوجًا، مؤكدًا ارتفاع سعر جوال الحبوب البالغ 25 كيلوغرامًا من 100 جنيه إلى 400 جنيه.
وأوضح الشاب المصري أن أسعار طيور الزينة والحمام سجلت تراجعًا حادًا في الأسواق؛ بسبب استغناء المُربين عن حظائرهم، مؤكدًا أن بعضهم اضطر إلى بيع الطيور بـ"تراب الفلوس" خشية نفوقها جائعة.
أسعار أكل طيور الزينة
ورصدت "العين الإخبارية" أسعار أكل طيور الزينة في مصر، وقال محمد فاروق، صاحب محل طيور بمحافظة الجيزة، إن كُلفة العصافير ارتفعت من 20 جنيهًا إلى 50 جنيهًا للكيلوغرام بشكل مفاجئ.
وأضاف "فاروق" أن الحبوب المكونة لكُلفة العصافير إنتاجها شحيح للغاية في مصر، ولا يقدم على زراعتها سوى عدد قليل من المزارعين، موضحًا أنها تتكون من حبوب "الدنيبة والبلكم والفلارس".
وسجلت أسعار الطيور انخفاضًا كبيرًا، ويقول "فاروق": سعر زوج الحمام اللاحم الفرنساوي هبط من 400 جنيه إلى 150 جنيهًا، وتراجع سعر زوج الأسترالي إلى 50 جنيهًا، كما هوت أسعار الفصائل النادرة.
الدولار وجشع التجار
ويعزو هشام أبوالدهب، عضو غرفة صناعة الحبوب في مصر، ارتفاع أسعار حبوب الطيور إلى "قلة المعروض من الحبوب وارتفاع سعر صرف الدولار وجشع بعض التجار".
ويقول "أبو الدهب" لـ"العين الإخبارية": أسعار جميع الحبوب ارتفعت في مصر بسبب ارتفاع سعر الدولار، وقلة المعروض من الحبوب في السوق بسبب تراجع حجم الإفراج عن الشحنات المستوردة في الموانئ.
ويحمل عضو غرفة الحبوب التجار جانبًا كبيرًا من مسؤولية ارتفاع الأسعار، متهمًا غالبية التجار بـ"الجشع": "يرفعون الأسعار بمعدلات غير مبررة، وتأتي الزيادات بشكل استغلالي وانتهازي للغاية".
وأوضح "أبو الدهب" أن أكل الطيور هو في الأساس خليط من الحبوب، وأسعاره تخضع للمعادلة نفسها، فالمعروض قليل والتجار ينتهزون الفرصة، مختتمًا: "هذه الأزمة عالمية، ونتمنى انفراجة قريبة في مصر".
aXA6IDMuMTIuMzQuMjA5IA== جزيرة ام اند امز