فتنة التوربينات تقسّم أوروبا.. أوكرانيا المنكوبة البطل
تفوقت أوكرانيا خلال العام الماضي على بريطانيا في تركيب توربينات رياح برية.
وذلك على الرغم من تعهد حكومة المملكة المتحدة بتخفيف القيود المفروضة على إنشاء مزارع الرياح البرية، بحسب الغارديان البريطانية.
وتم تركيب اثنين فقط من توربينات الرياح البرية في إنجلترا منذ اندلاع حرب أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، لتوليد 1 ميغاواط من الكهرباء في قرية ستافوردشاير في كيلي.
أول محطة في منطقة نزاع
وبدأت محطة تايليغولسكا لتوليد الطاقة من الرياح في أوكرانيا، وهي أول محطة يتم بناؤها في منطقة نزاع، في توليد ما يكفي من الكهرباء النظيفة لتشغيل حوالي 200 ألف منزل على بعد 60 ميلاً فقط من خط المواجهة في المنطقة الجنوبية من ميكولايف، مع 19 توربينة توفر قدرة مركبة تبلغ 114 ميغاواط.
ويشير إد ميليباند، الوزير المعني بتغير المناخ فى حكومة الظل، إلى أن هذا الكشف الاستثنائي هو إدانة رهيبة لريشي سوناك رئيس الوزراء البريطاني وفشله المذهل في إنهاء حظر إنشاء توربينات الرياح البرية.
ويوضح ميليباند أنه "حتى الحكومات التي تكافح من أجل بقائها يمكنها المضي قدمًا وبناء البنية التحتية للطاقة النظيفة اللازمة لمعالجة أزمة تكلفة المعيشة، وأزمة أمن الطاقة، وأزمة المناخ بنجاح أكبر مما يستطيع حزب المحافظين حشده".
وكانت وعدت الحكومة البريطانية العام الماضي بإلغاء حظر فعال على مزارع الرياح البرية في إنجلترا، والذي تم وضعه في عام 2015 من خلال تشديد قيود التخطيط في إطار سياسة التخطيط الوطني.
ومع ذلك، لم تقم الحكومة بعد بإجراء أي تغييرات، ويعتقد نشطاء أن تمرد نواب حزب المحافظين في البرلمان يهدد بتكثيف الضغط على الوزراء لإجراء تعديلات متواضعة فقط على الإطار، الأمر الذي سيستمر في إعاقة بدء تشغيل مزارع الرياح الإنجليزية.
٨٠٠ مليون جنيه استرليني
وتشير التقديرات إلى أن الحظر المفروض على الرياح البرية، وهو أحد أرخص مصادر الكهرباء قد كلف الأسر في المملكة المتحدة 800 مليون جنيه استرليني خلال الشتاء الماضي عندما غرق الملايين في أزمة الوقود للمرة الأولى بسبب ارتفاع أسعار سوق الطاقة العالمية، وفقًا لمحللين في وحدة استخبارات الطاقة وتغير المناخ.
وتواجه الأسر البريطانية فواتير طاقة من المتوقع أن تظل أعلى من مستويات ما قبل الوباء حتى نهاية العقد بعد أن تسببت الحرب الروسية الأوكرانية في زيادة أسعار الطاقة العالمية العام الماضي.
وعلى الرغم من تراجع الأسعار العالمية عن مستوياتها القياسية المرتفعة، فمن المرجح أن تظل أعلى بكثير من المعتاد، بينما تسعى الدول الأوروبية إلى مصادر طاقة بديلة للمساعدة في استبدال صادرات الغاز الروسية.
ويؤكد سام ريتشاردز، مؤسس ومدير حملة بريطانيا "ريماد"، التي تقوم بحملات من أجل النمو الاقتصادي الأخضر، "إنه أمر محير للعقل ببساطة أن أوكرانيا، بينما تكافح من أجل بقائها، قامت ببناء طاقة الرياح البرية أكثر من إنجلترا".
ويشير ريتشاردز إلى أنه "يجب على الحكومة أن تبدأ بإلغاء الحظر الذي تفرضه على مزارع الرياح البرية الجديدة في إنجلترا - بضربة قلم لفتح أرخص مصدر متاح للطاقة".
ووضع حزب العمال خططا لإنهاء حظر الرياح البرية وجعل بريطانيا قوة عظمى للطاقة النظيفة بحلول عام 2030. ويتضمن جزءا من خطته إنشاء شركة طاقة مملوكة ملكية عامة ، جي بي إنيرجي ، لإنتاج "طاقة رخيصة ونظيفة في بريطانيا".
وقالت شركة دي تي تي كيه، أكبر مستثمر خاص في الطاقة في أوكرانيا، إن مزرعة تايليغولسكا للرياح تسير على الطريق الصحيح لتصبح أكبر مزرعة رياح برية في أوروبا الشرقية بمجرد اكتمالها.
الألواح الشمسية
في غضون ذلك، يبدو أن بريطانيا منشغلة في إنشاء المزيد من منشآت الطاقة الشمسية على الأسطح السكنية والتجارية في المملكة المتحدة هذا العام أكثر من أي وقت مضى، مدفوعة بالتكلفة العالية لشبكة الكهرباء وفقا لتقرير أويل برايس.
وتشير أحدث بيانات هيئة الطاقة الشمسية البريطانية إلى أنه إذا استمر النمط الحالي للنمو فمن المتوقع إجراء حوالي 230 ألف عملية تركيب في العام الحالي، مما يؤدي إلى رفع عدد الأسطح الشمسية من 1.24 مليون متر إلى 1.47 مليون متر في جميع أنحاء المملكة المتحدة.
وتشير بيانات شركة ماني سيفينجز إلى أن المستهلكين أقل قلقًا بشأن التكاليف الأولية للتركيبات الجديدة، في سوق تحدده فواتير الطاقة المرتفعة وأسعار الطاقة القياسية تقريبًا.
وتكلف تركيبات الألواح الشمسية حوالي 6 آلاف جنيه استرليني على أسطح المنازل.
وتستثني هذه الأرقام الأنظمة الأكبر حجمًا التي يزيد حجمها على 50 كيلوواط، مثل الألواح الشمسية المركبة في المستودعات ومحلات السوبر ماركت والمصانع والمزارع الشمسية، وهي قطاعات السوق التي تشهد ازدهارًا أيضًا.
ويتوقع أيضا أن القدرة الإجمالية للطاقة الشمسية تقترب من 16 غيغاواط، ومن المقرر الوصول إلى 17 غيغاواط بحلول نهاية العام، وحتى إذا توقفت وتيرة مستويات النمو، لا تزال الصناعة تتوقع إنشاء أكثر من 200 ألف من هذه الألواح العام الحالي مع أكثر من 54 ألفا في الربع الأول من هذا العام وحده.
aXA6IDE4LjIyMC4yMDYuMTQxIA== جزيرة ام اند امز