كيف يتجنب الأوكرانيون التجنيد الإجباري؟.. سبيل واحد فقط
مع توسع أوكرانيا في التجنيد الإجباري واستخدام تكتيكات توصف بـ"العدوانية" بات الكثير من الرجال يخشون حتى الخروج إلى الشوارع.
وفي أعقاب إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في مؤتمر صحفي في ديسمبر/كانون الأول، عن حاجة الجيش إلى ما بين 450 ألفا و500 ألف مجند إضافي لمواصلة القتال ضد روسيا، تم إقرار مشروع قانون جديد بشأن التعبئة لتوسيع معايير الرجال المؤهلين ومنح كييف المزيد من الصلاحيات لمعاقبة الرافضين للخضوع للتجنيد، وفقا لصحيفة ديلي إكسبريس البريطانية.
- أزمة بكوريا الجنوبية بسبب 2200 دولار.. هل تعتذر السيدة الأولى؟
- روسيا وأوكرانيا.. حطام «طائرة الأسرى» يتناثر بمجلس الأمن
وتعرضت استراتيجية التجنيد في أوكرانيا لانتقادات بسبب مشاركة الحكومة المحلية في التجنيد، بالإضافة إلى تقديم إشعارات الاستدعاء الإلكترونية، لكن الأوكرانيين وصفوا التكتيكات التي يستخدمها ضباط التجنيد بالعدوانية والشرسة.
حتى إن الرئيس زيلينسكي اضطر إلى إقالة قادة مكاتب التجنيد الإقليمية في أغسطس/آب 2023 بسبب الفساد.
وفي حديثه لصحيفة كييف إندبندنت وصف ميخايلو، البالغ من العمر 31 عاما، الضغوط التي تعرض لها للانضمام إلى الجيش، قائلا "لا أخرج إلى الشارع إطلاقاً، أتذكر أن أحدهم قال إنه إذا لم تنضم إلى الجيش فالأفضل ألا تذهب للتسكع في المقاهي والمطاعم ومنتجعات التزلج وما إلى ذلك".
وأضاف: "من وجهة نظر الأفراد العاديين يصبح الأمر مخيفا عندما تقع هذه "الاعتداءات" على مراكز التسوق وما إلى ذلك، ويكونون في بعض الأحيان مقنعين.. لماذا يخفون وجوههم؟ لكي نكون صادقين، يبدو الأمر وكأنه مجرد اختطاف محض للأشخاص".
وعلى الرغم من تحفظات العديد من الأوكرانيين يرى المحلل العسكري السياسي والمؤسس المشارك لمشروع مشاركة المعلومات أولكسندر كوفالينكو إن زيادة التجنيد الإجباري "أمر لا مفر منه".
وقال الكومندان أولكسندر فولكوف، قائد كتيبة من اللواء الميكانيكي الرابع والعشرين، "وحداتنا تعاني من نقص في الأفراد، نحن في حاجة إلى شباب متحمسين تقل أعمارهم عن 40 عاما".
وقال العسكري بأسف "يُحتمل أن يكون مجتمع اليوم خدعته بعض وسائل الإعلام بقولها إن كل شيء على ما يرام (بالنسبة للجيش الأوكراني) وإننا نلحق الهزيمة بالعدو وإن النصر بات قريبا".
ولكن فولكوف ينتقد مكاتب التعبئة التي قال إنها تعمل "على الطريقة السوفياتية"، وتركز "فقط على النتيجة الكمية".
عدا عن ذلك، يعاني النظام من الفساد الذي سمح للمجندين بالفرار من الجيش، وهو ما اضطُر الرئيس زيلينسكي إلى إقالة جميع مسؤولي التجنيد في المناطق الصيف الماضي.
تاراس، على سبيل المثال، لا يعرف لماذا لم يتم تجنيده من قبل، فهو التحق حديثا بوحدة فولكوف ويتدرب مع مجندين آخرين.
وقال موظف البلدية البالغ من العمر 38 عاماً القادم من الغرب "تم إيقافي في الشارع واستدعوني إلى مكتب التسجيل العسكري، فذهبت.. لأكون صادقا، كلما اقتربت (من خط المواجهة) صار الأمر أكثر أهمية وفهمت الحاجة لذلك، في المناطق البعيدة تمضي الحياة بهدوء".
وأضاف "الآن فهمت أنه كان ينبغي علي الحضور قبل ذلك، لأن علينا واجب الدفاع عن أوكرانيا".
aXA6IDMuMTQxLjE5OC4xNDcg جزيرة ام اند امز