أزمة أوكرانيا.. بريطانيا تستدعي سفير روسيا وأوروبا تقترح عقوبات
لم تتوقف سخونة الاعتراف الروسي باستقلال منطقتين انفصاليتين شرق أوكرانيا، على الحدود بين البلدين، بل عبرت الأجواء الملبدة بغيوم تنذر بعقوبات أوروبية.
وأمس الإثنين، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتراف بلاده باستقلال دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، متحديا تحذيرات الغرب بفرض عقوبات شديدة على موسكو.
وأمام هذه الخطوة، استدعت بريطانيا، الثلاثاء، السفير الروسي لعقد محادثات حول الأمر.
وفي تصريحات إعلامية، قال الناطق الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون: "استدعت الخارجية هذا الصباح السفير الروسي"، وذلك بعدما أعلن رئيس الحكومة أن لندن ستفرض عقوبات "شديدة" على موسكو.
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت كييف استدعاء القائم بالأعمال الأوكراني لدى موسكو "للتشاور" بعد اعتراف روسيا بمنطقتي دونيتسك ولوهانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقالت الخارجية الأوكرانية، في بيان، إن القائم بالأعمال الموقت فاسيل بوكوتيلو سيعود إلى كييف على خلفية "قرار (روسيا) غير القانوني الاعتراف باستقلال المنطقتين الانفصاليتين".
عقوبات أوروبية؟
بالتزامن مع التطورات المتسارعة، أعلن الاتحاد الأوروبي، في بيان، أنه اقترح عقوبات على روسيا تستهدف المصارف والوصول إلى الأسواق.
من جانبه، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتز عن "ثقته" بأن الاتحاد الأوروبي سيوافق على فرض حزمة "عقوبات شديدة" على روسيا بعد قرارها الاعتراف باستقلال منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا.
وقال شولتز ردا على سؤال بشأن مسألة موافقة التكتل الذي يضم 27 عضوا بالإجماع على الإجراءات: "أنا واثق من أننا سنتمكن" من ذلك.
وأثار اعتراف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الإثنين، باستقلال المنطقتين الانفصاليتين المواليتين لروسيا في شرق أوكرانيا، دونيتسك ولوهانسك، ردود أفعال منددة من المجتمع الدولي.
وطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الثلاثاء بوقف فوري لمشروع نورد ستريم 2، فيما تدرس كييف قطع علاقاتها مع موسكو ردا على قرارها الأخير.
وأشار زيلينسكي أمام الصحفيين إلى أن الكرملين "يمهد الطريق أمام هجوم عسكري كبير على أوكرانيا"، مشددا على أن إجراءات الرئيس الروسي تستدعي "ردا سريعا بعقوبات اقتصادية من جانب الغرب".
وأكد أن ذلك يجب أن يتضمن "الوقف الفوري لنورد ستريم 2" المشروع الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا تحت بحر البلطيق.
وأثار خط الأنابيب الذي اكتمل بناؤه ولم يبدأ تشغيله، غضب الولايات المتحدة وحلفاء أوكرانيا في شرق أوروبا، وقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز، الثلاثاء، أنه قرر تعليق المشروع بعد أن رفض الفكرة في البداية.
"الإمبراطورية" الروسية
وردا على الاتهامات الأوكرانية بمحاولة موسكو إحياء الاتحاد السوفيتي، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أنه لا يسعى لاستعادة الإمبراطورية الروسية، وذلك غداة توجيهه الأمر بإرسال قوات إلى شرق أوكرانيا.
وقال بوتين، خلال اجتماع مع نظيره الأذري إلهام علييف في الكرملين: "توقعنا أن تكون هناك تكهنات بأن روسيا تعتزم إعادة بناء إمبراطورية"، مضيفا "هذا لا يتوافق إطلاقا مع الواقع".
وفي السياق نفسه، أكد الكرملين، الثلاثاء، أن روسيا ستبقى منفتحة على الجهود الدبلوماسية بشأن أوكرانيا، فيما حذّر من أن قطع كييف علاقاتها مع موسكو سيؤدي إلى تدهور الوضع.
وصرّح الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحفيين بالقول "ما زال الجانب الروسي منفتحا على الاتصالات الدبلوماسية على كافة المستويات.. كل شيء يعتمد على خصومنا"، مشيرا إلى أن أي تحرّك تقوم به كييف لقطع علاقاتها الرسمية مع موسكو سيكون "سيناريو غير مرغوب به بدرجة كبيرة وسيزيد من صعوبة كل شيء".
واليوم، صادق النواب الروس على الاتفاقيات التي وقعها بوتين مع قادة المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، غداة إعلانه الاعتراف باستقلالهما وتوجيهه الأمر بإرسال قوات "حفظ سلام" إليهما.