وساطات إماراتية ناجحة.. نافذة أمل «تضيء» أزمة أوكرانيا
وساطة ناجحة لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو، هي الثالثة خلال شهر، تتوج جهود دولة الإمارات الإنسانية والدبلوماسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية.
ونجحت وساطة إماراتية، الخميس، في إنجاز صفقة تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، عاد بموجبها 100 جندي إلى روسيا، مقابل استعادة كييف لعدد مماثل من أسراها لدى موسكو.
ويأتي نجاح الوساطة بعد أسبوع من نجاح وساطة إماراتية مماثلة تم بموجبها عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة كييف لعدد مماثل من أسراها لدى موسكو، استبقها بنحو شهر نجاح وساطة لدولة الإمارات في 3 يناير/كانون الثاني الماضي، عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير، فيما تعد إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الجانبين منذ بداية الأزمة في فبراير/شباط 2022.
3 وساطات إماراتية ناجحة بين روسيا وأوكرانيا خلال نحو شهر، تحمل أبعادا إنسانية وسياسية ودبلوماسية هامة، تعطي بارقة أمل نحو حل أزمة تلقي بتأثيراتها على أمن واستقرار العالم، وتبرز تعاظم مكانة دولة الإمارات وتواصل ريادتها الدولية وثقة العالم، وتقديره لقيادتها ولجهودها ووساطاتها.
نجاحات تتوالى لترسخ مكانة دولة الإمارات كلاعب أساسي وشريك مهم في إنجاح مبادرات السلام على المستوى الإقليمي والدولي، انطلاقا من رسالتها الحضارية وإرثها التاريخي الراسخ الذي يقوم على التعاون والعمل الإنساني ونشر التسامح والأخوة.
إنجازات تجسد أيضا ثقة طرفي الأزمة في الوسيط الإماراتي وحكمته ونزاهته، الأمر الذي عبرت عنه قيادات البلدين في أكثر من مناسبة بشكر القيادة الإماراتية على جهودها في تلك الأزمة.
تفاصيل الوساطة
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية إعادة 100 جندي روسي من الأسر في أوكرانيا بوساطة إماراتية.
وقالت الوزارة في بيان: "نتيجة لعملية التفاوض، تم في 8 فبراير/شباط 2024 إعادة 100 عسكري روسي، كانوا في خطر مميت في الأسر، من الأراضي التي يسيطر عليها نظام كييف"، مضيفة أنه في المقابل تم إرسال نفس العدد من أسرى الحرب إلى كييف.
وأشارت وزارة الدفاع الروسية إلى أن دولة الإمارات قامت بوساطة إنسانية لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين الجانبين.
جهود متواصلة
وساطة ناجحة تتوج جهود القيادة الإماراتية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، وأثمرت تلك الجهود عن نجاح الدولة في إجراء 4 صفقات تبادل للأسرى بين البلدين، جرت في:
- 8 فبراير/ شباط 2024: استعادة روسيا 100 من جنودها الأسرى، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
- 31 يناير/كانون الثاني 2024: عودة 195 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا عدد أسرى مماثلا من روسيا.
- 3 يناير/كانون الثاني 2024: وساطة عاد بموجبها 248 جنديا إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا أكثر من 200 أسير.
- 4 فبراير/شباط 2023: وساطة عاد بموجبها 63 أسير حرب "من الفئة الحساسة" إلى روسيا، مقابل استعادة أوكرانيا 116 أسيرا.
إشادات وشكر
جهود استحقت شكرا وتقديرا متواصلين من العالم وطرفي الأزمة.
تأتي الوساطة الجديدة بعد 3 أيام فقط، من مباحثات هاتفية جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحثا خلالها العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها بما يخدم مصالحهما المشتركة.
وأعرب الرئيس الروسي خلال الاتصال الذي جرى 5 فبراير/شباط الجاري عن شكره وتقديره لرئيس دولة الإمارات لنجاح جهود وساطة دولة الإمارات بشأن تبادل الأسرى بين روسيا وجمهورية أوكرانيا التي جرت مؤخراَ.
وتطرق الزعيمان إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وتبادلا وجهات النظر بشأنها وفي مقدمتها الأزمة الأوكرانية .
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان في هذا السياق نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية وإيجاد الحلول السياسية للنزاعات والصراعات من خلال مواصلة الحوار والدبلوماسية.
وشدد على حرص دولة الإمارات على دعم جميع المبادرات والمساعي التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة الأوكرانية.
جاءت تلك المباحثات بعد نحو أسبوعين، من مباحثات هاتفية جرت بين الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعرب خلاله عن شكره وتقديره إلى رئيس دولة الإمارات لنجاح جهود الوساطة التي بذلتها بلاده مؤخراً ونتج عنها إحدى أكبر عمليات تبادل للأسرى بين روسيا وأوكرانيا منذ بداية الأزمة.
كما بحث الجانبان خلال الاتصال، مختلف جوانب التعاون والعمل المشترك بين البلدين وسبل تعزيزهما، إضافة إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية وعددٍ من القضايا محل الاهتمام المشترك.
وأكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال الاتصال موقف دولة الإمارات الداعي إلى الحوار لإيجاد حلول دبلوماسية للأزمة الأوكرانية.
وشدد على حرص دولة الإمارات على دعم جميع المبادرات التي من شأنها التخفيف من التداعيات الإنسانية الناجمة عن الأزمة.
من جانبه، أعرب الرئيس الأوكراني عن شكره للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات للدعم الإنساني المتواصل الذي تقدمه بلاده إلى الشعب الأوكراني.
جهود إنسانية
يأتي نجاح تلك الوساطة فيما تتواصل جهود دولة الإمارات على أكثر من صعيد وفي أكثر من اتجاه لوقف التصعيد بين البلدين والعمل على إنهاء الأزمة بالحوار.
ومنذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، يقود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وعلى أكثر من صعيد، جهودا للدفع بحل سلمي ينهي الأزمة، آخرها مباحثاته مع الرئيس الروسي في أبوظبي قبل شهر.
وسبق أن أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات نهج دولة الإمارات الثابت في دعم السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية والحلول السياسية للنزاعات والصراعات، بما في ذلك الأزمة الأوكرانية من خلال خفض التصعيد والحوار والدبلوماسية.
وأكد استعداد دولة الإمارات القيام بأي دور لحل الأزمة الأوكرانية وتخفيف تداعياتها الإنسانية، مشددًا على أن "دولة الإمارات دائما ستكون موجودة"، لتهدئة الوضع ودعم الاستقرار في تلك الأزمة.
جهود الشيخ محمد بن زايد آل نهيان لحل الأزمة الأوكرانية تنسجم مع مبادئ الخمسين، التي ترسم المسار الاقتصادي والسياسي والتنموي لدولة الإمارات للخمسين سنة المقبلة.
وينص المبدأ العاشر منها على أن "الدعوة للسلم والسلام والمفاوضات والحوار لحل كافة الخلافات هو الأساس في السياسة الخارجية لدولة الإمارات، والسعي مع الشركاء الإقليميين والأصدقاء العالميين لترسيخ السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي يعتبر محركاً أساسياً للسياسة الخارجية."
بالتوازي مع جهودها الدبلوماسية والسياسية المتواصلة لحل الأزمة الأوكرانية، تنشط أيضا الجهود الإنسانية لدولة الإمارات عبر تسيير جسر جوي إنساني لدعم اللاجئين الأوكرانيين والمتضررين من الأزمة.
وضمن أحدث تلك الجهود، أعلنت دولة الإمارات في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، إرسال طائرة مساعدات تحمل على متنها 100 طن من مولدات الطاقة للمدنيين المتضررين نتيجة للأزمة المستمرة في أوكرانيا، لمساعدتهم على مواجهة ظروف الشتاء القاسي.
وتتضمن المساعدات 1640 من مولدات الطاقة المنزلية، مختلفة القدرات لتساهم في توفير الطاقة لمنازل المدنيين.
يذكر أن دولة الإمارات قدّمت منذ بداية الأزمة إمدادات إغاثية عاجلة للمدنيين المتضررين في أوكرانيا، بينها:
- مساعدات إنسانية إغاثية بقيمة 100 مليون دولار أمريكي.
- تدشين جسر جوي تضمن إرسال 12 طائرة حتى الآن حملت على متنها نحو 714 طناً من الإمدادات الإغاثية والمواد الغذائية الأساسية والطبية و2520 مولداً كهربائياً و60 سيارة إسعاف و2500 جهاز كمبيوتر محمول و10 آلاف حقيبة مدرسية.
- إرسال باخرة تحمل على متنها 250 طناً من الإمدادات الإغاثية.
- تسيير طائرات تحمل إمدادات إغاثية للاجئين الأوكرانيين في دول الجوار مثل: بولندا ومولدوفا وبلغاريا.
aXA6IDE4LjIyNC42Ny4wIA== جزيرة ام اند امز