المدفعية بعيدة المدى.. قوة موسكو العسكرية في أوكرانيا
مع بلوغ الحرب بين روسيا وأوكرانيا يومها الـ100، بدأ الإحباط يتسلل إلى الكثير من الجنود الأوكرانيين نتيجة لهجمات المدفعية الروسية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن القوات الروسية بدأت في قصف مدن شرق أوكرانيا بالمدفعية بعيدة المدى لتقليل خسائرها والاستفادة من تلك القوة التي تمتلكها قوات الكرملين.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الروسي استخدم المدفعية الثقيلة، حيث تتركز قوة موسكو العسكرية، وهو ما تسبب في خسائر فادحة في صفوف القوات الأوكرانية.
وقالت الصحيفة إن عددا كبيرا من الجنود الأوكرانيين يعانون حالة من الإحباط، حيث يختبئون في الخنادق للاحتماء من وحشية المدفعية الروسية التي تعيد إلى الأذهان ذكريات الحرب العالمية الأولى.
كان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، قد أعلن الأسبوع الماضي أن الهجمات الروسية تقتل نحو 100 جندي أوكراني وتصيب قرابة 500 آخرين يوميا على الجبهة الشرقية، وهو ما يعني خسارة القوات الأوكرانية في غضون شهرين ونصف، نفس معدل القوات التي خسرتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان على مدى 20 عامًا.
وقال فولوديمير بوهوريلي (43 عاما) قائد المخابرات في كتيبة دنيبرو -1 التي تحتل عدة مواقع رئيسية في المنطقة "المدفعية الروسية تطلق النار من الصباح حتى المساء. إذا أطلقت قواتنا قذيفة واحدة، ترد القوات الروسية بـ 10 أو 15."
بعد أن فشل في محاولته الأولى للسيطرة على كييف والإطاحة بالحكومة الأوكرانية، أعاد الجيش الروسي تجميع صفوفه في المرحلة الثانية من الحرب.
وأعادت موسكو توجيه كل ما تبقى من مدفعيتها إلى منطقة واحدة، إذ يأمل الكرملين في تحقيق هدفه المعلن الجديد المتمثل في الاستيلاء على جميع مناطق لوهانسك ودونيتسك الشرقية في أوكرانيا والتي تشكل منطقة دونباس.
وهو ما أشار إليه زيلينسكي في كلمته من أن الحكومة الأوكرانية بدأت في فقد سيطرتها على الأراضي الأوكرانية بشكل تدريجي لصالح القوات الروسية التي تسيطر الآن على 20% من البلاد.
وقال مايكل كوفمان، مدير الدراسات الروسية في مركز أبحاث التحليلات البحرية، في أرلينغتون بولاية فيرجينيا، "هي حرب واحدة ولكنها حملتان مختلفتان، في بعض النواحي".
يشرح قائلا: "الأولى تتمثل فيما إذا كانت أوكرانيا ستبقى دولة مستقلة أم لا وهنا روسيا خسرت هذا الأمر بشكل حاسم. أما الثانية تتعلق بالأرض التي ستسيطر عليها الدولة الأوكرانية المستقلة في نهاية المطاف وهذا لا يزال محل صراع كبير".
وعززت زلات روسيا الكارثية والتراجع المحرج في المرحلة الأولى من الغزو معنويات أوكرانيا وعزمها على طرد الاحتلال. لكن وابل نيران المدفعية الروسية المركزة جعلت المرحلة الثانية أكثر صعوبة بكثير للأوكرانيين.
وشهدت الحرب عددًا قليلاً نسبيًا من الاشتباكات المباشرة أو معارك الدبابات، نظرا لتركيز روسيا قوتها المدفعية الساحقة على مناطق صغيرة نسبيًا لشق طريقها قدما وسط دمار هائل.
قال مدير مشروع التهديدات الحرجة في معهد "أميركان إنتربرايز"، فريدريك كاجان، "لقد تبنوا هذه الطريقة، التي تشكل أحد التكتيكات الأساسية للحرب العالمية الأولى، حيث تستخدم المدفعية لمحو كل شيء أمام القوات ثم الزحف فوق الأنقاض".
ولفت إلى أن مواجهة مثل هذا القصف المدفعي أمر مخيف ومدمّر للجنود الأوكرانيين، لكن الخسائر التي تكبدتها القوات الأوكرانية لن تجبر بالضرورة كييف على الاستسلام أو "خسارة" الحرب الأوسع.
aXA6IDMuMjM5LjkwLjYxIA==
جزيرة ام اند امز