رئاسيات أوكرانيا.. الرصاص يردي بطاقات الاقتراع مؤقتا
في ظرف مختلف، كانت أوكرانيا ستشهد الأحد انتخابات رئاسية لكن الحرب خلقت مشهدا سياسيا ضبابيا فلا يوجد تصويت في الأفق.
وقبل 5 سنوات وصل المنتج والممثل الكوميدي فولوديمير زيلينسكي إلى السلطة في أوكرانيا وكان المفترض أن يصدر الناخبون حكمهم على رئاسته وفقا لما ذكرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.
ورغم انفتاحه على الفكرة إلا أنه أوضح خلال الأشهر الأخيرة أن الوقت غير مناسب وأن أوكرانيا لا تستطيع ولا يجب عليها الآن إجراء الانتخابات وأكد أن الدستور الذي ينص على ضرورة إجراء الانتخابات في 31 مارس/آذار هو نفسه الذي لا يسمح بإجرائها أثناء الحرب.
وتبدو رغبة الأوكرانيين في التصويت ضئيلة وفقا لاستطلاع رأي أجراه معهد كييف الدولي لعلم الاجتماع الشهر الماضي وأظهرت أن 15% فقط من المشاركين يؤمنون بضرورة إجراء الانتخابات.
وفي أغسطس/آب الماضي، بدا زيلينسكي متعاطفا مع إجراء الانتخابات وقال في مقابلة مع التليفزيون الأوكراني "إذا كنت تدافع عن الديمقراطية، فعليك أن تفكر في هذا الدفاع، حتى في زمن الحرب والانتخابات واحدة من تلك الدفاعات" لكنه اعترف في الوقت نفسه بأن التصويت يمكن أن يكون إلهاء عن الهدف الرئيسي المتمثل في "هزيمة روسيا".
ومع ذلك فالتعليقات اللاحقة للرئيس الحساس للاتهامات بالرغبة في التشبث بالسلطة جاءت أقل غموضا فقال في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي "الآن ليس الوقت المناسب لإجراء الانتخابات"، ولم يتغير موقفه منذ ذلك الحين.
ويرى أوليكسي كوشيل، من لجنة الناخبين في أوكرانيا، وهي مجموعة ضغط تسعى إلى دعم الحقوق الديمقراطية، أن الحسابات السياسية واضحة المعالم.
وأعرب عن اعتقاده بأن زيلينسكي وفريقه أرادوا في البداية إجراء انتخابات لأن شعبيته كانت مرتفعة جدا لكن الموقف تغير مع تراجع هذه الشعبية نهاية العام الماضي.
وامتد النقاش حول الانتخابات إلى الولايات المتحدة حيث سعى بعض الجمهوريين في الكونغرس إلى جعل انتهاء ولاية زيلينسكي في مايو/أيار المقبل، سببًا إضافيا لحجب المساعدات العسكرية.
واتهم المرشح الجمهوري السابق لمنصب الرئيس في الانتخابات القادمة فيفيك راماسوامي، كييف بـ"التهديد بإلغاء الانتخابات.. ما لم تدفع الولايات المتحدة المزيد من الأموال".
ورغم تأييده لمساعدة أوكرانيا، قال السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام، "أريد أن أرى انتخابات حرة ونزيهة في أوكرانيا، حتى عندما تتعرض للهجوم.. يحتاج الشعب الأمريكي أن يعرف أن أوكرانيا مختلفة بعدما كانت دولة فاسدة في الماضي”.
لكن غراهام خفف من موقفه خلال ويارته الأخيرة لكييف في وقت سابق شهر مارس/آذار قائلا إنه يتبنى الآن الموقف المتفق عليه بين الأوكرانيين.
وفي تصريحات لـ"سي إن إن" أوضح رسلان ستيفانشوك، رئيس البرلمان الأوكراني، المنتخب بدعم من حزب زيلينسكي موقف الحكومة قائلا "لن يكون من الممكن ضمان حصول كل شخص مؤهل للإدلاء بصوته على فرصة".
وأشار ستيفانشوك إلى 7 ملايين شخص غادروا البلاد منذ الحرب وملايين النازحين داخليا إضافة للمواطنين في المناطق التي تسيطر عليها روسيا والجنود خاصة على خط المواجهة.
وتحدثت "سي إن إن" عبر الهاتف مع أكثر من 6 جنود، اعتقدوا جميعا باستثناء واحد، أن الانتخابات الآن ستكون فكرة سيئة بسبب الوضع الأمني.
لكن في النهاية المطاف، سيعود الأوكرانيون إلى صناديق الاقتراع ويتمتع زيلينسكي بشعبية كبيرة ويقول 64% من السكان إنهم يثقون به كزعيم.
إلا أن أوليكسي كوشيل، يرى أنه بعد عامين من الحرب، بدأ الناس في تجاوز الميل الطبيعي في أوقات الأزمات لوضع الثقة في من هم في السلطة.
وتوقع أن يحصل السياسيون الذين يخرجون من الجيش مثل القائد العام السابق فاليري زالوزني أو شخصيات أقل شهرة على نتائج قياسية عند إجراء الانتخابات.
aXA6IDMuMTcuNzkuMTg4IA==
جزيرة ام اند امز