إجلاء وتحذيرات وتهديد.. العالم يتأهب "للأسوأ" في أوكرانيا
باتت الأزمة الروسية الأوكرانية، ونذر الصراع في شرق أوروبا، القضية الأبرز بالعالم، رغم نفي موسكو نيتها القيام بأي هجوم على كييف.
وبين التحذير والإجلاء والتهديد، جاءت ردود فعل الدول حول العالم لتجسد حالة الترقب التي تسود الأجواء، والمخاوف التي تمكنت من العالم.
- مخاوف الغزو الروسي.. هولندا توقف رحلات الطيران إلى أوكرانيا
- أوروبا: أي عدوان عسكري آخر على أوكرانيا ستكون له عواقب وخيمة
ولم تفلح جهود الوساطة والاتصالات المتبادلة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعدة قادة حول العالم آخرهم نظيره الأمريكي جو بايدن في تهدئة روع الدول أو حسم مسألة عدم التدخل الروسي في أوكرانيا، بعد أن حشدت موسكو أكثر من 100 ألف جندي قرب حدود كييف.
إجلاء الرعايا
وأعطت أستراليا توجيهاتها لإجلاء جميع موظفي سفارتها المتبقين في كييف، وفق ما أعلن رئيس الوزراء الأسترالي سكوت موريسون، الأحد، فيما تواصل روسيا حشد قواتها على حدودها مع أوكرانيا.
ويأتي قرار الإجلاء هذا في أعقاب قرارات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وكندا، وإثر مساعٍ دبلوماسية مكثفة السبت فشلت في تخفيف التوتر الإقليمي.
وتصاعد التوتر بعد تحذير واشنطن من غزو روسي شامل لأوكرانيا قد يبدأ "في أي يوم"، في حين بدأت روسيا أكبر مناوراتها البحرية منذ سنوات في البحر الأسود.
وقال موريسون إن أستراليا ستحول عملياتها إلى لافيف، وهي مدينة قريبة من حدود أوكرانيا مع بولندا.
وأضاف: "الوضع، كما تسمعون جميعا، يتدهور ويصل إلى مرحلة خطرة جدا".
وندد رئيس الوزراء الأسترالي بما وصف بـ"الأفعال الاستبدادية الأحادية لروسيا"، منتقدا الصين "لالتزامها الصمت المخيف حيال حشد القوات الروسية على الحدود الأوكرانية".
من جهتها كررت وزيرة الخارجية الأسترالية ماريز باين دعوة الأستراليين إلى مغادرة أوكرانيا فورا، محذرة من أن "الظروف الأمنية قد تتغير في وقت قصير".
تحذيرات السفر
ودعت بولندا مواطنيها إلى الإحجام عن السفر إلى أوكرانيا لغير دواعي الضرورة في ضوء المخاوف المتنامية بشأن هجوم روسي وشيك على جارتها.
وأعلنت وزارة الخارجية في وارسو، السبت، أن البولنديين المقيمين في أوكرانيا يجب أن يسجلوا بياناتهم على بوابة حكومية لاحتمال التواصل معهم وإعداد كل شيء للرحيل المحتمل.
وأصدرت سلوفاكيا تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى أوكرانيا. وذكرت وزارة الخارجية في براتيسلافا أنه سيتم إجلاء أسر طواقم البعثات الدبلوماسية في أوكرانيا.
كما حذرت التشيك تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى أوكرانيا وبيلاروس، ونصحت مواطنيها بمغادرة الدولتين إن أمكن. ومن المقرر أن تغادر أسر دبلوماسيي التشيك في كييف البلاد.
نقل السفارات
وأعلنت كندا، السبت، إغلاق سفارتها مؤقتا في كييف ونقل أنشطتها إلى مكتب في لافيف غرب البلاد "بسبب تدهور الأوضاع نتيجة انتشار قوات روسية على الحدود".
وقالت وزيرة الخارجية الكندية ميلاني جولي، في بيان: "سنستأنف الأنشطة في السفارة في كييف بمجرد أن يسمح لنا الوضع الأمني في أوكرانيا بضمان خدمات مناسبة وتأمين ملائم لموظفينا".
وأضافت جولي "يجب على الكنديين الاستمرار في تجنب السفر إلى أوكرانيا. نحضّ الموجودين حاليا في البلاد على المغادرة الآن".
وكانت واشنطن التي أمرت بمغادرة معظم موظفي سفارتها في كييف السبت، قد نقلت أيضا موظفيها المسؤولين عن الخدمات الأساسية إلى لافيف الواقعة على بعد حوالي 70 كيلومترا من الحدود مع بولندا.
وشددت الولايات المتحدة الجمعة على وجود تهديد "وشيك" بأن تغزو روسيا أوكرانيا بعد أن حشدت أكثر من 100 ألف عسكري على حدودها وبدأت مناورات عسكرية في البحر الأسود وفي بيلاروس.
وفشلت السبت الجهود الدبلوماسية بين الزعماء الغربيين وموسكو في تهدئة التوترات حول أوكرانيا.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية السبت أن باريس تنصح الفرنسيين بعدم السفر إلى أوكرانيا، من دون أن توصي رعاياها بمغادرة الأراضي الأوكرانية، بخلاف دول أوروبية أخرى.
وكتبت وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني "في غمرة التوترات الناجمة عن تمركز قوات روسية على حدود أوكرانيا ينصح بعدم السفر إلى المناطق الحدودية في شمال البلاد وشرقها" و"ينصح بتأجيل كل الرحلات إلى أوكرانيا".
وأوصت دول أوروبية أخرى، من بينها ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا، رعاياها بأن يغادروا أوكرانيا في سياق التوترات على الحدود الأوكرانية بعدما أكدت واشنطن الجمعة أن غزوا روسيا لأوكرانيا قد يحصل "في أي وقت".
كذلك، أوصت مؤسسات الاتحاد الأوروبي بأن يغادر موظفوها غير الأساسيين في مكاتب التمثيل الدبلوماسي في كييف أوكرانيا والعمل عن بعد من الخارج.
والسبت، كرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لنظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال مكالمة هاتفية "عزم" الدول الغربية "على الرد" إذا نفذت موسكو عملية عسكرية في أوكرانيا، بحسب الإليزيه.
من جانبه، حذّر الرئيس جو بايدن بوتين خلال مكالمة هاتفية السبت أيضا من أن الولايات المتحدة "سترد بحزم وتفرض تكاليف باهظة وفورية على روسيا" إذا غزت أوكرانيا.
هجوم وشيك
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إنه من المحتمل للغاية أن يأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالهجوم على أوكرانيا على الرغم من المحادثات والجهود الدبلوماسية المنسقة من أجل تجنب الحرب.
ونقلت وكالة بي إيه ميديا البريطانية عن الوزير قوله، إن هناك "رائحة ميونخ في الهواء"، في إشارة واضحة إلى الاتفاقية التي سمحت بضم منطقة سوديتنلاند إلى ألمانيا في عام 1938، لكنها فشلت في منع الحرب العالمية الثانية.
وأعرب والاس، و الذي زار موسكو الأسبوع الماضي في إطار موجة الدبلوماسية المحمومة، عن مخاوفه حيث حذر الرئيس الأمريكي جو بايدن نظيره الروسي من أن الهجوم من شأنه أن يتسبب في "معاناة إنسانية واسعة النطاق".
وخلال المكالمة الهاتفية التي استمرت ساعة، أخبر بايدن الرئيس الروسي أن الهجوم من شأنه أن "يقلل من مكانة روسيا" في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف من وقوع هجوم مما دفع الدول الغربية بما في ذلك بريطانيا إلى حث مواطنيها على الفرار من أوكرانيا.
وقال والاس في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز إن موسكو قد "تشن هجوما في أي وقت" وذلك في ظل تجمع ما يقدر بنحو 130 ألف جندي روسي وأسلحة ثقيلة على طول الحدود الأوكرانية.
وساطات مستمرة
أكد الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو اعتزامه السفر إلى روسيا الأسبوع المقبل، رغم تحذيرات الحكومة الأمريكية من هجوم روسي وشيك محتمل على أوكرانيا.
ومن المقرر أن يلتقي بولسونارو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوم الأربعاء. ونقلت إذاعة "توبي" عن بولسونارو، السبت، قوله: "لقد دعاني الرئيس بوتين. وتعتمد البرازيل إلى حد كبير على المخصبات من روسيا وبيلاروسيا. نصلي للرب من أجل أن يسود السلام العالم".
وأضاف بولسونارو: "سنصطحب أيضا مجموعة من الوزراء الذين سيتعاملون مع قضايا مثل الطاقة والدفاع والزراعة".
وأعلنت وزارة الخارجية الروسية أيضا أنه سيكون هناك اجتماع بين وزراء الخارجية والدفاع الروس والبرازيليين في ذلك اليوم، في صيغة تتبعها روسيا مع عدد قليل من الدول.
الكرملين يندد بـ"هستيريا أمريكية"
ندد الكرملين بما اعتبره هستيريا أمريكية بلغت "ذروتها" بعد الاتصال الهاتفي السبت بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي جو بايدن في شأن الأزمة الأوكرانية.
وقال يوري أوشاكوف المستشار الدبلوماسي لبوتين في مؤتمر صحفي: إن "الهستيريا بلغت ذروتها"، لكنه اوضح أن "الرئيسين توافقا على مواصلة الاتصالات على كل المستويات".
وأشار أوشاكوف إلى أن الجانب الأمريكي طلب ترتيب محادثة هاتفية بين بايدن وبوتين السبت رغم أن هذه المكالمة كانت مقررة في البداية الاثنين.
وجرت المشاورات بين الرئيسين بعدما حذّرت واشنطن من أن غزوا روسيّا شاملا لأوكرانيا قد يحصل "في أي وقت".
وأبدى أوشاكوف انزعاجه من المزاعم الأمريكية قائلا إن الأمريكيين كشفوا حتى "موعد الغزو الروسي".
aXA6IDMuMTQxLjI5LjkwIA==
جزيرة ام اند امز