الناتو يضيء شمعته الـ74 بفنلندا.. 31 فوهة بوجه روسيا
مثل كرة ثلج لا تتوقف عن الدوران، طوى حلف شمال الأطلسي (الناتو) عامه الـ74، بضم فنلندا إلى صفوفه، ليضاعف حدوده مع الاتحاد الروسي.
وأعلن "الناتو"، عصر اليوم الثلاثاء، انضمام فنلندا إلى الحلف بشكل رسمي، لتصبح العضو رقم 31، بالتزامن مع احتفالاته بمرور 74 عاما على توقيع معاهدة واشنطن التي أسست للتكتل العسكري في 4 أبريل/نيسان 1949.
وتم وضع أسس الحلف، رسميًا، في 4 أبريل/نيسان 1949 بتوقيع معاهدة شمال الأطلسي، المعروفة بشكل أكبر باسم معاهدة واشنطن.
وفي مثل هذا اليوم قبل 74 عاما، وقّع ١٢ عضوا مؤسسا على معاهدة واشنطن التي تستمد سلطتها القانونية من المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، وتعيد التأكيد على الحق الطبيعي للدول المستقلة في الدفاع الفردي أو الجماعي عن النفس.
وبانضمام فنلندا اليوم، توسع الـ12 مؤسساً على مدار 74 عاما، ليصل العدد إلى 31 عضوا، في تحول استراتيجي كبير مدفوعا بالحرب في أوكرانيا.
دلالات كبيرة
وفي مراسم مفعمة بالدلالات، أصبحت الدولة الاسكندنافية التي تتشارك مع روسيا حدودًا بطول 1300 كيلومتر، العضو الـ31 في الناتو، الثلاثاء.
وبعد تسليم وثائق الانضمام إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الوصيّ على المعاهدة التأسيسية للحلف الدفاعي، رُفع العلم الفنلندي في الفناء الرئيسي في مقر المنظمة في بروكسل عند الساعة 15,30 (13,30 بتوقيت غرينتش)، بين علمَي إستونيا وفرنسا بحسب الترتيب الأبجدي.
وزير الخارجية الأمريكي، اعتبر أن انضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي هو "يوم تاريخي" للحلف.
وقال بلينكن في بروكسل: "أستطيع القول إن (هذا الانضمام) قد يكون الأمر الوحيد الذي يمكن أن نشكر (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين عليه، لأنه قام مجددا بتسريع أمر قال إنه يريد تفاديه عبر الاعتداء" على أوكرانيا.
وأمس، صرّح الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، بالقول "دخل الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين الحرب ضدّ أوكرانيا مع هدف معلن يتمثّل بتقليص مساحة حلف شمال الأطلسي (...) إنّه يحصل على العكس تمامًا".
ومع انضمام فنلندا إلى الناتو سيزيد الطول الإجمالي للحدود بين روسيا والحلف الدفاعي بمقدار الضعف تقريبًا.
كما ستستفيد هلسنكي من الحماية التي يوفرها البند الخامس من ميثاق الناتو الذي ينصّ على أنه إذا تعرّضت دولة عضو لهجوم مسلح، فإن الدول الأخرى ستعتبر هذا العمل هجوماً مسلحاً موجهاً ضد كل الأعضاء، وستتخذ الإجراءات التي تعتبر ضرورية لتقديم المساعدة إلى البلد المستهدف.
لكن ممثل إحدى الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي، قال لـ"فرانس برس": "تؤكّد فنلندا أنها قادرة على حماية حدودها، ولا تطلب تعزيزات من الناتو. لكننا لا نعرف ما سيكون ردّ روسيا. إذا ضاعفت قواتها عند الحدود فسيتوجب علينا مراجعة انتشارنا".
لماذا تنضم فنلندا؟
بانضمامها اليوم الثلاثاء إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تنهي فنلندا سبعة عقود كدولة غير منحازة، إذ وافقت عام 1948 على أن تكون دولة محايدة كجزء من "اتفاقية صداقة" مع الاتحاد السوفياتي.
لكن عندما انهار الاتحاد السوفياتي اقتربت البلاد أكثر من الناتو، وأصبحت "شريكا رسميا" للكتلة في عام 1994.
وبعد فترة وجيزة من الحرب الأوكرانية، طلبت كل من فنلندا والسويد منحهما حق الدخول الكامل إلى الناتو في أقرب وقت ممكن، في إطار المخاوف الجيوسياسية المرتبطة بالحرب.
"الناتو".. ما بعد انهيار السوفياتي
ومع تأسيسه في 1949، كان الهدف الأصلي لحلف شمال الأطلسي هو تحدي التوسع السوفياتي في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية (١٩٣٩-1945).
وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991، مُنحت العديد من دول أوروبا الشرقية التي اعتادت أن تكون حلفاء لموسكو في حلف وارسو السابق، عضوية الناتو، في أحد أهم التغيرات الجيوسياسية بالقرن العشرين.
ولطالما جادلت روسيا وريثة الاتحاد السوفياتي، بأن قبول الناتو لدول أوروبا الشرقية يهدد أمنها، وهي أيضا، التي عارضت بشدة طلب أوكرانيا الانضمام إلى "الناتو"، خشية المساس بأراضيها.
والهدف الأساسي لحلف الناتو هو حماية حرية الحلفاء وأمنهم بالوسائل السياسية والعسكرية، إذ إن المادة 5 من معاهدة واشنطن تنص على أن الهجوم على حليف واحد هو هجوم ضد الجميع.
فيما تضمن المادة 4 من المعاهدة إجراء مشاورات بين الحلفاء بشأن المسائل الأمنية ذات الاهتمام المشترك، التي توسعت في العقود الماضية من تهديد سوفياتي محدد بدقة إلى مهمة حرجة في أفغانستان، وكذلك حفظ السلام في كوسوفو والتهديدات الجديدة للأمن مثل الهجمات الإلكترونية والعالمية، والإرهاب والقرصنة.
بالإضافة إلى دوره التقليدي في الدفاع عن أراضي دول الحلفاء، قاد "الناتو" قوة المساعدة الأمنية الدولية المفوضة من الأمم المتحدة (إيساف) في أفغانستان، ولديه مهام مستمرة في البلقان والبحر الأبيض المتوسط.
كما تجري المنظمة تدريبات مكثفة وتقدم الدعم الأمني للشركاء في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص وكذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
آلية الانضمام
وفيما يتعلق بإجراءات انضمام دول جديدة للحلف، يتعين على جميع برلمانات الدول الأعضاء في "الناتو" الموافقة على انضمام العضو.
وفي الـ١٢ شهرا الأخيرة، سارت ملفات عضوية فنلندا والسويد خطوة للأمام وأخرى للخلف، قبل أن تفتح تركيا والمجر المتحفظتان على عضوية البلدين، ممرا واحدا لهلسنكي، فيما لا تزال هناك تحفظات على انضمام السويد.
الدول الأعضاء في الناتو
ألبانيا
بلجيكا
بلغاريا
كندا
كرواتيا
التشيك
الدنمارك
إستونيا
فرنسا
ألمانيا
اليونان
المجر
آيسلندا
إيطاليا
لاتفيا
ليتوانيا
لوكسمبورغ
الجبل الأسود
هولندا
النرويج
بولندا
البرتغال
رومانيا
سلوفاكيا
سلوفينيا
إسبانيا
تركيا
المملكة المتحدة
الولايات المتحدة
مقدونيا الشمالية
فنلندا