سلام أوكرانيا بين شرط موسكو وطائرات "الحلوى" الفرنسية.. هل تنتهي الحرب؟
على وقع الحرب الأوكرانية التي أوشكت على دخول عامها الأول، بدت الإشارات متضاربة بشأن حل للأزمة التي لم تراوح مكانها منذ شهور.
فبين شحذ الدول الغربية هممها لدعم أوكرانيا لشن "هجوم مضاد" على روسيا، كانت الأخيرة تقف موقف المندد بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي لم يستبعد فيها إمكانية تسليم طائرات إلى أوكرانيا.
ذلك الموقف الذي يبدو للوهلة الأولى أنه "تصادمي"، إلا أن موسكو أبدت مرونة لإمكانية أن يرى حل قريب النور في البلد الأوراسي، واضعة شرطًا على طاولة كييف لإنهاء الحرب التي ستكمل عامها الأول بعد قرابة 23 يومًا.
طاولة المفاوضات
وقالت رئيسة مجلس الاتحاد الروسي فالينتينا ماتفيينكو، إنه إذا أرادت الولايات المتحدة فبإمكانها أن تضع كييف على طاولة المفاوضات خلال يوم واحد، لكنها لا تفعل ذلك عمدا.
وبينما أكدت المسؤولة الروسية، أن بلادها يمكنها "مخالفة" الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أشارت إلى أن الأخير قال "بشكل صحيح جدا إن الولايات المتحدة إذا أرادت ذلك فبإمكانها وضع كييف على طاولة المفاوضات خلال يوم واحد".
وأشارت ماتفيينكو إلى أنه "إذا أرادت الولايات المتحدة السلام، فبإمكانها دفع كييف إلى تنفيذ اتفاقيات مينسك، إلا أنها لا تعمل ذلك بشكل متعمد، لأنها ليست مهتمة بإنهاء هذا النزاع، فلا تزال تأمل بأنهم سيبطئون تطور روسيا"، على حد قولها.
وأكدت المسؤولة الروسية، أن زيادة إمدادات الأسلحة بما في ذلك الهجومية إلى أوكرانيا، "لا يمكن اعتباره دعوة إلى السلام"، مضيفة: "موقفنا واضح ومكشوف.. إننا نستعد للمفاوضات بدون أي وعود وشروط مسبقة".
وتابعت: "المفاوضات هي المفاوضات، لكن يجب أن يكون نظام كييف جاهزا لمفاوضات حقيقية. لا نراه حاليا، لذلك يعد كل ذلك كلمات فارغة ودعوات مزعومة للسلام".
طائرات "الحلوى"
تصريحات ماتفيينكو تزامنت مع أخرى للمتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، والتي نددت فيها بتلويح ماكرون تسليم طائرات لأوكرانيا، قائلة "هذه التصريحات تزيد من شهية زيلينسكي التي لا يمكن كبتها".
وقالت متحدثة الخارجية الروسية، إن فرنسا تستند في ذلك إلى ثلاثة معايير: الأول هو فائدة وفعالية نوع معين من الأسلحة للجيش الأوكراني، والثاني هو ألا تؤدي عمليات التسليم هذه إلى تصعيد الصراع، والثالث ألا تضعف من دفاعات الجيش الفرنسي.
وكان وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو قال إنه لا توجد "محظورات" لباريس بشأن مسألة الشحنات المحتملة للطائرات المقاتلة إلى أوكرانيا.
زاخاروفا أضافت أن "هذا نوع من السخافة. فهل الرئيس الفرنسي واثق حقا من أنه إذا ما تم توفير الأسلحة الثقيلة، فلن يؤدي ذلك إلى تصعيد الموقف؟ إن مثل هذه التصريحات لا تؤدي سوى إلى زيادة الشهية التي لا سقف لها لدى نظام زيلينسكي".
وسخرت المتحدثة باسم الخارجية الروسية من تصريحات ماكرون قائلة: "هل ستنثر تلك الطائرات إذن الحلوى والبسكويت؟ لدي شعور مختلف بشأنها"، مشيرة إلى أن الأسلحة الغربية تستخدمها كييف في قصف المستشفيات وقتل المدنيين.
صواريخ بعيدة المدة
وعلق الكرملين -كذلك- على تسليم الولايات المتحدة صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا، قائلا إن "لن يغير مسار الأحداث" وإن روسيا ستواصل هجومها مهما كلف الأمر.
وأضاف المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف للصحفيين أن تزويد أوكرانيا بصواريخ يصل مداها إلى 150 كيلومترا سيؤدي إلى "تصعيد التوتر، زيادة مستوى التصعيد. نرى أن هذا سيتطلب منا بذل مجهود إضافي، لكنه لن يغير مجرى الأحداث. العملية العسكرية ستستمر".
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال الثلاثاء إنه سيناقش احتياجات أوكرانيا من الأسلحة مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي.
وتطلب أوكرانيا منذ شهور تزويدها بمئات الدبابات الثقيلة الحديثة والصواريخ التي يتجاوز مداها 100 كيلومتر وطائرات، لتتمكن من شن هجمات مضادة واستعادة الأراضي الأوكرانية التي احتلتها روسيا.
وتقول أوكرانيا أيضًا إن الصواريخ عالية الدقة ستمكنها من تدمير خطوط الإمداد ومخازن الذخيرة الروسية.
كان الغرب يرفض تسليمها هذه الأنظمة خوفًا من تصعيد روسي جديد، لكن انتهى الأمر بالأوروبيين والأمريكيين إلى الموافقة على تسليمها دبابات ثقيلة.
aXA6IDE4LjIxOC4xOTAuMTE4IA== جزيرة ام اند امز