في أجواء احتفالية.. شولتز يرسم سيناريو نهاية الحرب الأوكرانية
سؤالان رئيسيان يشغلان كٌثر؛ أولهما متى والثاني كيف تنتهي الحرب المستمرة منذ 15 شهرا في أوكرانيا، والتي تؤثر على العالم كله.
مستشار ألمانيا، أولاف شولتز، قدم إجابته النموذجية على هذه الأسئلة في أجواء احتفالية، لكن المصححين في أوكرانيا وروسيا يملكان حق تقييم الإجابة ومنحها الدرجة.
وبمناسبة احتفال الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم في ألمانيا، بمرور 160 عاما على تأسيسه، دعا المستشار الألماني، حزبه إلى الإعلان عن موقفه بوضوح فيما يتعلق بالصراع على مستقبل أوروبا وانضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
ووعد شولتز أوكرانيا بالانضمام الكامل للتكتل بعد انتهاء الحرب الروسية عليها، وأردف:" روسيا لن تفوز ولا ينبغي لها أن تفوز بهذه الحرب".
وأضاف: "سينتهي هذا الفصل المرير من تاريخ قارتنا (أي الحرب) والذي استحضره (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين بجنونه الإمبريالي، بأن تنضم أوكرانيا الحرة كعضو كامل إلى الاتحاد الأوروبي".
ووفق مراقبين، فإن شولتز يرى أن نقطة نهاية الحرب هي انضمام أوكرانيا بعد تحرير أراضيها بالكامل، إلى الاتحاد الأوروبي، كعضو كامل العضوية، لكنه لم يذكر عضويتها في حلف شمال الأطلسي "ناتو" من قريب أو بعيد، ما يفتح باب تسوية محتملة بهذه الصيغة.
داعم كبير
وألمانيا تحت قيادة شولتز من أهم داعمي كييف في حربها الحالية ضد روسيا، إذ زودت القوات الأوكرانية بأنظمة دفاع جوي أبرزها إيريس تي، ودبابات قتالية من طراز ليوبارد، ومدافع ذاتية الدفع،
واليوم الثلاثاء، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، "تدرس الحكومة الفيدرالية خيارات لكيفية دعم ألمانيا لدول أخرى في تدريب الطيارين الأوكرانيين على طائرات مقاتلة من طراز إف 16".
وتابع: "قد تكون المساهمة الألمانية المحتملة طفيفة، على أية حال، لأن ألمانيا لا تمتلك هذا النوع من الطائرات المصنع في الولايات المتحدة"، مضيفا "نحن ندرس حاليًا الاحتمالات القليلة لكيفية تقديمنا الدعم في هذا الملف".
وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، مايكل روث، صرح في وقت سابق بأن ألمانيا يمكنها القيام بمساعدة لوجستية أو مالية في عملية تزويد كييف بمقاتلات إف 16.
جيرهارد شرودر
وبالعودة لخطاب شولتز في احتفالات حزبه اليوم، لم يتطرق المستشار إلى سياسة الحزب الاشتراكي الديمقراطي المتعلقة بروسيا في السنوات التي سبقت الحرب، وهي السياسية التي تعرضت لانتقادات كثيرة.
ولم يشر شولتز إلى المستشار الألماني الأسبق جيرهارد شرودر (المنحدر من الحزب الاشتراكي الديمقراطي) في خطابه إلا عندما تطرق إلى علاقة الشد والجذب بين التطلعات المنهجية للحزب والبراجماتية.
يذكر أن شرودر لم توجه له الدعوة لحضور الاحتفال حتى رغم فشل إجراءات استبعاده من الحزب بشكل نهائي الأسبوع الماضي، على خلفيه قربه من الكرملين.
وحول الداخل الألماني، رأى شولتز أن " المهمة التاريخية" للأعوام المقبلة تتمثل في إعادة هيكلة الاقتصاد بطريقة صديقة للمناخ.
وقال "ليست هذه قضية تخص حزبا بعينه تماما كما يعتقد البعض دائما، بل إنها مسألة تحول وجودي".
ويحتفل الحزب الاشتراكي الديمقراطي بعيده السنوي في الثالث والعشرين من مايو/آذار، لأنه في مثل هذا اليوم من عام 1863 أسس فرديناند لاساله الجمعية العامة للعمال الألمان (إيه دي إيه في) وكانت بمثابة أول حزب للعمال في كل أنحاء ألمانيا وذلك في مبنى البانثيون في مدينة لايبزيغ، والذي كان مطعما يضم قاعة احتفالات وكان واحدا من أقدم أماكن التجمعات للعمال في المدينة الواقعة شرقي ألمانيا.
وكانت هذه الجمعية بمثابة الطليعة الأولى للحزب الاشتراكي الديمقراطي المعاصر والذي يحمل هذا الاسم منذ عام 1890.
وإلى جانب شولتز، ألقى أيضا رئيسا الحزب زاسكيا إسكين ولارس كلينجبايل خطابين خلال الاحتفال الذي حمل اسم "التقدم يحتاج إلى العدالة.. أفكار للغد منذ 160 عاما".
aXA6IDMuMTUuMTcuNjAg جزيرة ام اند امز