وسط تباطؤ غربي وتقدم روسي.. هل تخسر أوكرانيا حرب الفرصة الواحدة؟
وسط وضع قاتم في أوكرانيا توالت التحذيرات من سيطرة روسيا على المزيد من الأراضي في البلد الأوراسي، خاصة بعد تباطؤ الدعم الغربي لكييف.
تحذيرات حمل شعلتها رجل الأعمال إيلون ماسك، وتماشت مع تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قبل أيام، التي حذر خلالها من أن عدم حصول كييف على مساعدات قريبا يعني أن تتراجع قواته وبالتالي سقوط بعض المدن الكبرى.
ورغم أن تحذيرات زيلينسكي تبدو وكأنها جزء من جهد دبلوماسي واسع النطاق لتحرير المساعدات العسكرية التي تحتاج إليها قواته بشدة، لكن موافقة الكونغرس الأمريكي الآن على إعادة الإمدادات الضخمة قد لا تكون كافية لمنع حدوث اضطراب كبير في ساحة المعركة، حسب صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية.
وفي خضم الحملات الانتخابية في أوروبا وأمريكا قد تؤدي أي نكسة للقوات الأوكرانية إلى إحياء الضغوط الغربية من أجل إجراء مفاوضات ربما تكون لصالح روسيا.
ويعتمد كل شيء الآن على المكان الذي ستقرر فيه روسيا شن هجومها الرئيسي المتوقع هذا الصيف، وهو أمر يصعب التنبؤ به، خاصة أن نطاق الضربات التي تسبق الهجوم امتد من خاركيف وسومي في الشمال إلى أوديسا في الجنوب.
ووفقا لضباط عسكريين أوكرانيين رفيعي المستوى خدموا تحت قيادة القائد الأعلى السابق للقوات المسلحة الأوكرانية الذي أُقيل في فبراير/شباط الماضي، فإن الصورة العسكرية قاتمة.
واعتبر الضباط أن هناك خطرا كبيرا من انهيار الخطوط الأمامية في المكان الذي تقرر فيها روسيا تركيز هجومها، مشيرين إلى أن موسكو ستكون قادرة على "اختراق خط المواجهة وتدميره في بعض الأجزاء" بفضل تفوقها من حيث أعداد القوات والقنابل الجوية الموجهة التي تحطم المواقع الأوكرانية منذ أسابيع.
وقال مصدر عسكري لبوليتيكو: «لا شيء يمكن أن يساعد أوكرانيا الآن لأنه لا توجد تقنيات جادة قادرة على تعويض أوكرانيا عن العدد الكبير من القوات الروسية.. ليس لدينا هذه التقنيات، والغرب لا يمتلكها بأعداد كافية»، مضيفا أن «العزيمة والمرونة الأوكرانية وكذلك أخطاء القادة الروس هي التي قد تغير الآن الديناميكيات القاتمة».
وانتقد الضباط بشدة التباطؤ الغربي، وذكروا أن الإمدادات وأنظمة الأسلحة جاءت متأخرة للغاية وبأعداد غير كافية لإحداث فارق في القتال.
وكشف أحد الضباط أن «زالوغني كان يطلق على الحرب اسم حرب الفرصة الواحدة»، مشيرا إلى أن الصواريخ التي قدمتها فرنسا وبريطانيا حققت النجاح لفترة قصيرة، «لأن الروس يدرسون دائما ويتصدون للأسلحة بسرعة، إنهم لا يعطوننا فرصة ثانية، وهم ناجحون في هذا».
وأوضح أن الصواريخ المضادة للدبابات التي تطلق من الكتف والتي زودتهم بها بريطانيا وأمريكا في الأسابيع الأولى من الحرب جاءت في الوقت المناسب وساعدت على إنقاذ كييف، كما أسهمت أنظمة الصواريخ الخفيفة متعددة الإطلاق "هيمارس" في إخراج روسيا من خيرسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022.
واستشهد أحد الضباط بمقاتلات "إف 16"، قائلا "في كثير من الأحيان لا نحصل على الأسلحة في الوقت الذي نحتاج إليها".
ومن المتوقع تشغيل 12 مقاتلة إف 16 هذا الصيف بعد انتهاء التدريب الأساسي للطيارين، لكن الضابط قال: "كل سلاح له وقته المناسب.. وكانت هناك حاجة إلى إف-16 في 2023 ولن يكون مناسبا لعام 2024"، لأن روسيا مستعدة لمواجهته.
وأوضح أنه في الأشهر القليلة الماضية أطلق الروس صواريخ دون الرؤوس الحربية المتفجرة من منطقة دجانكوي في شمال شبه جزيرة القرم، مضيفا «لم نفهم ما كانوا يفعلونه ثم اكتشفنا أنهم يقومون بتحديد المدى»، لمعرفة المكان الأفضل لنشر أنظمة الدفاع الصاروخي إس400، لزيادة المساحة التي يمكن أن تغطيها لاستهداف مقاتلات إف 16.
وأكد الضباط حاجتهم الآن إلى المزيد من الأسلحة التقليدية والمسيرات، وقال أحدهم "نحتاج إلى مدافع هاوتزر وقذائف، ومئات الآلاف من القذائف والصواريخ"، مقدراً أن أوكرانيا في حاجة إلى 4 ملايين قذيفة ومليوني مسيرة.
وشددوا على الحاجة إلى عدد أكبر من الرجال أيضًا، لكن لا يوجد ما يكفي منهم على الخطوط الأمامية، مما يؤدي إلى تفاقم مشكلة الدعم الغربي المخيب للآمال.
لكن السلطات تشعر بالقلق من التداعيات السياسية لتدابير تعبئة القوات وسط التهرب من التجنيد، وبعد أن دعا زالوغني في ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى تعبئة المزيد من القوات، مقدرا حاجة البلاد إلى 500 ألف جندي إضافي على الأقل.
لكن الجنرال أولكسندر سيرسكي الذي حل محل زالوغني أعلن الأسبوع الماضي أن أوكرانيا قد لا تحتاج إلى هذا العدد الكبير من القوات الجديدة، وهو ما اعتبره عدد من الضباط الذين تحدثوا إلى «بوليتيكو» أمرا خاطئا، وقال أحدهم "ليس لدينا أزمة عسكرية فحسب وإنما لدينا أزمة سياسية".
aXA6IDMuMTQuMTMyLjE3OCA=
جزيرة ام اند امز