بعد 6 أشهر من العملية الروسية.. احتفال "صامت" باستقلال أوكرانيا
لا مظاهر احتفال، ولا عروض عسكرية، في أنحاء أوكرانيا، وأوامر للشعب بالبقاء في المنازل، رغم أن اليوم الأربعاء، يوم استقلال البلاد.
ويصادف يوم الأربعاء الذكرى السنوية الـ 31 لاستقلال أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، بينما تكمل العملية الروسية نصف عام، في ظل غياب أي أفق لحل الأزمة بين موسكو وكييف، ومن ورائها حلفاؤها الغربيون.
الذكرى المزدوجة تتزامن أيضا مع تأجيج التوتر بين موسكو وكييف، بعد أيام فقط من تحول مقتل ابنة الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، في تفجير سيارة بالعاصمة الروسية، إلى بؤرة اشتعال جديدة يخشى الخبراء أن تؤدي إلى تنغيص الاحتفال بعيد الاستقلال.
لذلك قررت السلطات الأوكرانية أن يكون الاحتفال بالاستقلال هذا العام "صامتا"، فقد حذر الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب فيديو نهاية الأسبوع، وحثت وزارة الدفاع الأوكرانيين على "توخي الحذر بشكل خاص في 24 أغسطس/آب" يوم عيد استقلال البلاد.
وبالفعل ألغيت الاحتفالات بعيد الاستقلال في جميع أنحاء أوكرانيا، بما في ذلك العاصمة كييف، وطُلب من الأوكرانيين تجنب التجمعات الكبيرة، فيما حذرت السلطات المحلية -من خاركيف شرقا إلى لفيف غربا- الناس من إيلاء المزيد من الاهتمام لصفارات الإنذار من الغارات الجوية واحترام حظر التجول والعمل من المنزل.
وحذرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء من أن لديها معلومات بأن "روسيا تكثف جهودها لشن ضربات ضد البنية التحتية المدنية في أوكرانيا والمنشآت الحكومية في الأيام المقبلة".
وفي كييف بدت الشوارع شبه خالية إلا من دبابات مدمرة، وأخرى في الخدمة، حرص بعض السكان الذين خرجوا بقلة، على التقاط الصور معها على حذر، واستعجال.
ويستحضر الأوكرانيون اليوم الأول يوم 24 فبراير/ شباط، تاريخ بدء العملية الروسية، قبل نصف عام، حيث توقع بعضهم حينها أن تستمر فقط ستة أسابيع على أكثر تقدير، لكنها تواصلت إلى 6 أشهر حتى الآن.
وعام 1991 انفصلت أوكرانيا عن الاتحاد السوفياتي، التي تعرضت دوله للتفكك حينها، وانجرفت كييف منذ ذلك الوقت نحو الغرب.
وأضحت روسيا الآن تسيطر على مناطق شاسعة في الجنوب والشرق الأوكراني، بينما لا تزال العاصمة كييف خارج سلطان قوتها، فيما تركز على التقدم في منطقة دونباس الصناعية.
وفي خطاب حماسي، للشعب بمناسبة مرور 31 عاما على الاستقلال، قال زيلينسكي اليوم الأربعاء، إن أوكرانيا ولدت من جديد مع ما سماه "الغزو الروسي" يوم 24 فبراير/ شباط، وإنها ستستعيد شبه جزيرة القرم والمناطق المحتلة في الشرق.
وأضاف زيلينسكي في الخطاب المسجل، وهو يقف أمام بعض الدبابات، إن "أوكرانيا لم تعد ترى أن نهاية الحرب ستأتي عندما يحل سلام، بل عندما تكون منتصرة حقا".
وعلى عكس هذا العام احتفلت أوكرانيا بذكرى الاستقلال الماضي، بشكل مختلف؛ إذ شارك نحو خمسة آلاف عسكري أوكراني وجنود من بعض دول حلف شمال الأطلسي (الناتو) في عرض في كييف.
كما شارك عشرات من الجنود خصوصا الأمريكيين والبريطانيين والكنديين في العرض أمام الرئيس فولوديمير زيلينسكي.