باخموت تشعل خلافا بين زيلينسكي وقائد جيشه.. منافسة على الرئاسة؟
لم تكن معركة باخموت الأكثر دموية والأطول فقط في الحرب الأوكرانية، وإنما فجرت خلافا في أوساط القيادة بكييف، وفق تقارير ألمانية.
صحيفة "بيلد" الألمانية المعروفة بقربها من دوائر صنع القرار في كييف، نقلت عن مصادر لم تسمها، أن خلافا اندلع بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وأهم جنرالاته فاليري سالوجني حول معركة باخموت.
وتحاصر القوات الروسية مدعومة بقوات مجموعة فاغنر باخموت من 3 مناطق، وتستهدف خطوط الإمداد الأوكرانية بالقصف المدفعي والصاروخي، ما يفرض واقعا صعبا على كييف.
ووفق الصحيفة الألمانية لم تثر معركة أخرى خلال الحرب التي طوت عامها الأول، مناقشات ساخنة داخل أوكرانيا، مثل ما فعلت باخموت.
ويملك رئيس أوكرانيا والقائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية وجهات نظر مختلفة بشكل أساسي حول كيفية تعامل الجيش مع باخموت، حيث تتصادم الرؤى العسكرية والسياسية، وفق المصدر ذاته.
توصية بالانسحاب
ونقلت "بيلد" عن عدة مصادر داخل القيادة السياسية في كييف أن سالوجني أوصى قبل عدة أسابيع لأسباب تكتيكية، بالتفكير في الانسحاب من باخموت.
خلفية هذه التوصية أن باخموت ليس لها أي أهمية استراتيجية من وجهة النظر العسكرية، ولن يكون الانسحاب من المدينة المدمرة حاسما في الحرب.
وركزت روسيا على باخموت خلال الأشهر الماضية، واستخدمت الآلاف من "فاغنر" في المعركة، حتى باتت المدينة رمزا سياسيا، حيث أعلنها زيلينسكي "المدينة المحصنة" في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ووفق "بيلد" فقدت روسيا عدة آلاف من الجنود في باخموت، بما في ذلك سجناء سابقون يقاتلون في صفوف "فاغنر"، خلال تركيزها العاصف على المدينة.
ولكن على الرغم من أن خسائر الروس أفدح بكثير، وفق المصدر ذاته، إلا أن العديد من الجنود الأوكرانيين قتلوا أيضًا خلال الدفاع عن المدينة.
في ظل هذه الوضعية، دفع قائد الجيش مبكرا من أجل انسحاب محتمل من باخموت، لكن القيادة السياسية، متمثلة في الرئيس الأوكراني، تمسكت بالاستمرار في معركة باخموت على خلاف توصية قائد قواته.
وأبلغت الحكومة الأوكرانية "بيلد" أن قرار التمسك بـ"باخموت" كان القرار الصحيح، لأن القتال المستمر هناك ألحق أضرارًا جسيمة بالجيش الروسي، سواء من حيث الأفراد أو المعدات، وعلى سبيل المثال تم تدمير العديد من الدبابات والمركبات المدرعة الروسية.
طموح سياسي؟
لكن الخلاف حول الانسحاب بين الجيش والقيادة السياسية أثر على العلاقة بين زيلينسكي وقائد الجيش، بعد أن كان هناك وحدة كبيرة في بداية الحرب بين الزعيمين، ووزعت الأدوار بينهما بوضوح، لكن وفق "بيلد" هذا تغير الآن.
ومن خلال سلوك سالوجني المقنع للشعب، برز بشكل كبير في الحياة العامة، لدرجة أن كثرا يدركون بالفعل أنه مرشح رئاسي محتمل.
وعلى الرغم من أن سالوجني لم يكشف أبدا عن نيته بالقفز للأمام في هرم السلطة بأوكرانيا، لكن يبدو أن زيلينسكي وبيئته يرونه منافسا محتملا، وفق الصحيفة الألمانية ذاتها.
الأوساط العسكرية الأوكرانية ترد على ذلك بالقول، إن القائد العام للقوات المسلحة يعمل فقط من أجل النصر على القوات الروسية ويحاول حماية جنوده بأفضل طريقة ممكنة، وهذا هو الذي أدى للمناقشات مع القيادة السياسية حول باخموت.
موقف الجبهة
ومن المرجح أن يدعم معظم الجنود المشاركين في معركة باخموت موقف سالوجني، إذ قال محلل عسكري أوكراني لـ"بيلد"، مفضلا عدم الكشف عن اسمه، إن الغالبية العظمى من الجنود في باخموت "لا يفهمون سبب استمرار الدفاع عن المدينة".
يتابع المحلل: "الأسئلة التي يطرحها الرجال في باخموت على أنفسهم: ما هي الاستراتيجية؟ لماذا يجب أن ندفن أنفسنا عندما يحيط بنا العدو؟".
كما تحدث مراسلو صحيفة "بيلد" الألمانية المنتشرين في أوكرانيا، مع عدد من الجنود المشاركين في معركة باخموت في الأشهر الأخيرة، وكان لديهم نفس التساؤلات أيضا حول جدوى الدفاع عن المدينة.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg
جزيرة ام اند امز