دولتان عربيتان دخلتا تحت مظلتها.. ماذا تعني منطقة حظر الطيران؟
دعوات أوكرانية مستمرة لأمريكا وحلف الأطلسي بفرض منطقة حظر طيران فوق أراضيها في محاولة لتقليل تأثير الهجمات الروسية لم تجد أي صدى.
ومنذ بدء الحرب الروسية-الأوكرانية في 24 فبراير/شباط الماضي، دعا الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي حلف الناتو إلى تطبيق حظر طيران فوق بلاده، وكرر الأمر وزير الخارجية دميترو كوليبا.
واستبعد ينس ستولتنبرج، أمين عام حلف الناتو، إقامة منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مبررا ذلك بأنه لا يجب أن تدخل مقاتلات للحلف المجال الجوي الأوكراني، أو قوات للحلف على الأراضي الأوكرانية، لأن هذا يعني إسقاط طائرات روسية، وهو الأمر الذي قد يسبب حربا كاملة الأركان في أوروبا.
ما قوبل بانتقاد من وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف الذي قال، في مقطع مصور، إن "ردود الفعل غير كافية حول جرائم القتل والقصف والهجمات الصاروخية على المباني السكنية والمستشفيات ورياض الأطفال".
ما هي منطقة حظر الطيران؟
منطقة حظر الطيران هي المنطقة التي لا يمكن لطائرات بعينها التحليق لأي أسباب، وفي سياق صراع مثل الدائر في أوكرانيا، على الأرجح سيعني ذلك منطقة ليس مسموحا للطائرات الروسية التحليق فيها، لمنعها من شن غارات جوية على أوكرانيا.
ويطبق الحظر بوسائل عسكرية باستخدام نظام مراقبة، وتنفيذ ضربات استباقية ضد الأنظمة الدفاعية في الأجواء التي يشملها الحظر، كما يسمح بإسقاط أي طائرة تخترق المنطقة المحظورة.
هل أوكرانيا سابقة؟
ومطلب أوكرانيا رغم أنها ليست عضوا في الناتو ليس سابقة، فقد فرض الحلف مناطق حظر طيران في دول غير أعضاء من قبل.
ومن أهم الوقائع التي فرض فيها حظر الطيران شمال وجنوب العراق في أعقاب حرب الخليج الثانية عام 1991، وكذلك تم تطبيقه في يوغسلافيا في تسعينيات القرن الماضي إبّان حرب البوسنة والهرسك.
كما طُبق حظر الطيران في ليبيا عام 2011، لوقف استهداف الطائرات الحربية للمدنيين آنذاك، إلى جانب ذلك لم يتم تطبيق الحظر في سوريا بسبب التواجد الروسي، تعقيدات الأمور على الأرض، فتم الاكتفاء بالتنسيق العسكري بين جميع الأطراف.
ماذا يعني فرض حظر طيران؟
ووفقا لـ"سي إن إن" فإن "مشكلة مناطق حظر الطيران العسكري تكمن في أنها يجب أن تفرضها القوة العسكرية، إذا طارت طائرة روسية إلى منطقة حظر طيران تابعة لحلف شمال الأطلسي، فسيتعين على قوات الناتو اتخاذ إجراءات ضدها.
يمكن أن تشمل هذه الإجراءات إطلاق النار على الطائرة من السماء، وسيكون ذلك، في نظر روسيا، عملاً حربياً من قبل الناتو ومن المرجح أن يؤدي إلى تصعيد الصراع.
وأضافت: "لا أوكرانيا ولا روسيا عضو في الحلف الأطلسي، ومن الواضح أن بوتين يرى الناتو أنه تهديد مباشر لسلطته وانتقد مؤخرًا توسعه تجاه بلاده".
ونتيجة لذلك، فإن الناتو متردد للغاية في الانخراط بشكل مباشر في نزاع أوكرانيا مع قوة نووية منافسة.
وفي حين أنه يدعم مقاومة أوكرانيا ويعترف بأفعال بوتين على أنها غزو لدولة ذات سيادة، فإن الحلف ببساطة ليس مستعدًا لفعل أي شيء يمكن تفسيره على أنه عمل حرب مباشر على روسيا ويخاطر بالتصعيد الذي قد يؤدي إلى استخدام الأسلحة النووية، بحسب الشبكة الأمريكية.
وتوافقت تصريحات أعضاء في الحلف الأطلسي مع الأمين العام، فأكدت الخارجية الأميركية أن الدعم المقدم لأوكرانيا هو الإمدادات والمعدات دون التطرق لتطبيق فرض حظر الطيران.
ومنذ أيام، شدد وزير الدفاع البريطاني بين والاس على أن حظر الطيران يحتاج إلى قوات جوية غربية ما قد يؤدي إلى معارك جوية مع المقاتلات الروسية، منوها إلى أن الحظر سيضر بأوكرانيا؛ لمنعه تحليق الطائرات الأوكرانية أيضًا، ما يسمح لروسيا بالتحرك بحرية لاعتمادها على صواريخ وقذائف لن تتأثر بحظر الطيران.
ولم يقتنع الجانب الأوكراني بمبررات الناتو، حيث حمَّل زيلينسكي الحلف مسؤولية قصف روسيا أهدافا في أوكرانيا، معتبرا أن الحلف "يفتعل" المبررات.
ومنذ نشوب الحرب، أرسل الناتو آلاف العسكريين لشرق أوروبا، ونشر قوة الرد السريع لأول مرة، بجانب تأهب 130 طائرة مقاتلة وأكثر من 200 قطعة بحرية.