«كورسك» الروسية قد تعيد رسم التوازنات.. «ورقة مساومة» أوكرانية
تطورات في كورسك الروسية قد تعيد رسم معالم حرب تستعد لدخول عامها الرابع.
وفي خطوة جريئة، شنت القوات الأوكرانية هجومًا جديدًا داخل الأراضي الروسية، مستهدفة منطقة كورسك، وذلك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية للدفع باتجاه محادثات سلام، بحسب شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وبينما يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تسريع المفاوضات لإنهاء الحرب، تنظر كييف إلى كورسك كورقة مساومة قد تعزز موقفها التفاوضي أمام موسكو.
وذكر «معهد دراسة الحرب»، وهو مركز أبحاث أمريكي لمراقبة النزاعات، أن القوات الأوكرانية شنت سلسلة جديدة من الهجمات في منطقة كورسك، وتقدمت لمسافة تصل إلى خمسة كيلومترات خلف الخطوط الروسية جنوب شرق سودجا.
هل تستحق كورسك هذا الجهد؟
داخل أوكرانيا، يدور جدل حول جدوى إنفاق موارد ثمينة في روسيا، بينما تكافح كييف للدفاع عن أراضيها.
وتتعلق إجابة كييف على هذا السؤال بالتوقعات بأن ترامب قد يبدأ قريبًا في الضغط على أوكرانيا للموافقة على محادثات مع روسيا.
وقالت أنجيليكا إيفانز، المحللة في «معهد دراسة الحرب»: «لا توجد قيمة استراتيجية حقيقية للأراضي التي يسيطر عليها الأوكرانيون في كورسك. إنها مجرد حقول ومستوطنات، وليسوا بصدد تهديد مدينة كورسك أو التقدم نحو موسكو».
لكنها أضافت: «عند التفكير في المفاوضات، فإن السيطرة على أراضٍ روسية قد تكون ورقة مساومة حاسمة للأوكرانيين، سواء لاستعادة أراضيهم أو للحصول على امتيازات أخرى من الروس في المستقبل».
كييف توضح أهدافها
أكد القادة السياسيون والعسكريون الأوكرانيون أن عملية كورسك تهدف إلى منع هجوم روسي جديد على شمال أوكرانيا، وإجبار موسكو على إعادة نشر بعض قواتها من مناطق أخرى.
وأمس الجمعة، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن القوات الكورية الشمالية عادت إلى القتال في كورسك بعد تقارير سابقة عن انسحابها بسبب خسائر فادحة.
وأضاف أن المئات من الجنود الكوريين الشماليين والروس «تمت تصفيتهم» خلال المعارك.
ورأى زيلينسكي أن هذه العملية تمثل أكبر مكسب استراتيجي لأوكرانيا منذ تحرير خيرسون في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، مما أعطى البلاد دفعة معنوية كبيرة.
وفي خطاب للأمة يوم الأربعاء، قال زيلينسكي: «هذه عملية في غاية الأهمية. سترون لاحقًا، عند التوصل إلى تسوية دبلوماسية لإنهاء الحرب، ما هي الشروط التي سيواجهها الروس فيما يتعلق بجبهة كورسك».
ترامب يضغط من أجل وقف الحرب
وفي غضون ذلك، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفع باتجاه مفاوضات سلام بين روسيا وأوكرانيا.
وقال ترامب يوم الإثنين: «حققنا تقدمًا كبيرًا بشأن روسيا وأوكرانيا. سنرى ما سيحدث. نحن ذاهبون لإنهاء هذه الحرب السخيفة».
وبعد ستة أشهر من بدء الهجوم الأوكراني على كورسك، تمكنت روسيا من استعادة أكثر من نصف الأراضي التي خسرتها في البداية، ولكن بتكلفة باهظة لموسكو.
وهذا الهجوم يمثل المرة الأولى، منذ الحرب العالمية الثانية، التي تسيطر فيها قوات أجنبية على أراضٍ روسية.
وأشارت التقديرات الأوكرانية إلى أن روسيا نشرت نحو 78,000 جندي في كورسك، وهو عدد يفوق بكثير عدد القوات الأوكرانية هناك.
وقالت إيفانز: «هذه القوات الروسية، التي تضم وحدات من النخبة، مرتبطة الآن بكورسك بدلاً من القتال على الجبهات الشرقية حيث كان بإمكانها تحقيق مكاسب أكبر».
قوات كورية شمالية
رغم التفوق العددي، واجه الجيش الروسي صعوبة في طرد الأوكرانيين، مما اضطر موسكو لاستدعاء تعزيزات أجنبية، بما في ذلك 12,000 جندي كوري شمالي، وفق تقارير إعلامية.
وقالت إيفانز إن هذا يجعل بوتين أول زعيم روسي في التاريخ يعتمد على قوات أجنبية لتحرير أراضٍ روسية.
لكن القوات الكورية الشمالية لم تحدث تأثيرًا كبيرًا، حيث استخدمتها روسيا كجنود مشاة في هجمات برية وحشية تسببت في خسائر فادحة، وفق المصدر نفسه.
aXA6IDE4LjIxOC40My4yMDEg جزيرة ام اند امز