بعد 3 سنوات من الحرب الأوكرانية.. هل تُفجّر الألغام معاهدة أوتاوا؟

على مدار أكثر من 3 أعوام من الحرب، لجأت أوكرانيا إلى طرق تقليدية وغير تقليدية لمواجهة روسيا.
وتُعد أوكرانيا واحدة من أكثر دول العالم تلوثًا بالألغام الأمر الذي سيظل مشكلة حتى بعد انتهاء الحرب مع روسيا حيث يعيش ملايين الأشخاص في المناطق المليئة بالألغام أو بالقرب منها والتي تبلغ مساحتها أكثر من 20% من مساحة البلاد كما أن تطهير هذه المناطق ربما يستغرق عقودا، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي.
وقد يتفاقم الوضع حيث نشرت القوات الروسية غالبية الألغام المضادة للأفراد في جميع أنحاء أوكرانيا ومع ذلك قد يصبح الأمر ميزة لكييف التي قد تسعى إلى الانسحاب من المعاهدة التي تحظر استخدام الألغام المضادة للأفراد، والبدء في نشر هذه الأسلحة الفتاكة.
ويوم الأحد الماضي، وقّع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مرسومًا يعرض القضية على مجلس الأمن والدفاع الوطني الذي سيقرر ما إذا كان سينسحب من اتفاقية أوتاوا أم لا.
ويرى زيلينسكي أن القوات الروسية تواصل نشر الألغام، وبالتالي، ينبغي على الجيش الأوكراني أن يفعل الشيء نفسه.
وفي خطاب ألقاه يوم الأحد الماضي، قال زيلينسكي "لم تكن روسيا طرفًا في هذه الاتفاقية قط، وتستخدم الألغام المضادة للأفراد باستخفاف شديد".
ويأتي قرار أوكرانيا المحتمل باستئناف استخدام الألغام الأرضية في وقت مناسب، إذ إنه رغم أن الهجوم الروسي الأخير، الذي بدأ في مايو/أيار الماضي، وُصف بأنه "مخيب للآمال" إلى حد كبير، إلا أن موسكو حققت بعض التقدم وهو ما يمثل خطوة إلى الوراء بالنسبة لكييف التي شهدت فشل هجومها قبل عامين، كما أجبرت على الانسحاب من معظم الأراضي التي سيطرت عليها في كورسك الروسية في أغسطس/آب الماضي.
وقد تسعى أوكرانيا إلى استخدام الألغام لإبطاء الهجمات الروسية المضادة، وكذلك لضمان كبح جماح الهجمات الحالية والمستقبلية خاصة وأن الألغام كانت دائما جزءًا من تحصينات روسيا، وقد ترغب كييف في الحصول على المزايا نفسها.
وفي بيان نقلته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، قال رومان كوستينكو، عضو البرلمان الأوكراني "هذه خطوة لطالما فرضها واقع الحرب".
وأضاف أن "روسيا ليست طرفًا في هذه الاتفاقية وتستخدم الألغام ضد جيشنا ومدنيينا على نطاق واسع.. لا يمكننا أن نلتزم بشروط عندما لا يكون للعدو أي قيود".
وإذا انسحبت أوكرانيا من اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد، المعروفة أيضًا باسم "اتفاقية أوتاوا"، فلن تكون الوحيدة التي تفعل ذلك ففي وقت سابق من العام الجاري أعلن وزراء دفاع إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا انسحاب الدول الأربع الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) من الاتفاقية.
وقال الوزراء الأربعة في بيان مشترك: "في ظل هذه البيئة الأمنية غير المستقرة، التي تتسم بالعدوان الروسي وتهديدها المستمر للمجتمع الأوروبي الأطلسي، يجب علينا تقييم جميع التدابير اللازمة لتعزيز قدراتنا على الردع والدفاع".
وأضافوا: "نعتقد أنه في ظل البيئة الأمنية الحالية، من الأهمية بمكان منح قواتنا الدفاعية المرونة والحرية لاستخدام أنظمة وحلول أسلحة جديدة لتعزيز دفاع الجناح الشرقي الضعيف للحلف".
في الوقت نفسه، أشارت فنلندا، وهي عضو في الناتو، إلى أنها ستنسحب بسبب المخاوف الأمنية والتهديد المتصور من روسيا.
وبلغ إجمالي عدد الدول التي صادقت على اتفاقية أوتاوا أو انضمت إليها 164 دولة ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة من بين عدد قليل من الدول التي اختارت عدم التوقيع إلى جانب روسيا والصين والهند وباكستان وكوريا الشمالية وكوريا الجنوبية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjUyIA== جزيرة ام اند امز