قرار مفاجئ لزيلينسكي.. متهم بالفساد يقود وفد أوكرانيا بمفاوضات السلام
يواجه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موجة انتقادات جديدة بعد تعيينه رستم عمروف رئيسًا لفريق مفاوضات السلام، رغم ارتباط اسمه بالفضيحة نفسها التي أطاحت بسلفه أندري يرماك.
وتتهم المعارضة زيلينسكي بوضع “الولاء الشخصي فوق الكفاءة المهنية” في لحظة تعتبرها أوكرانيا حساسة ومصيرية، بحسب صحيفة التليغراف البريطانية.
وجاء تعيين عمروف، وهو وزير دفاع أسبق وأمين مجلس الأمن القومي والدفاع السابق، في اللحظات الأخيرة قبل بدء محادثات السلام في فلوريدا، بعد استقالة يرماك إثر مداهمة منزله ضمن التحقيقات في قضية فساد بقيمة 76 مليون جنيه إسترليني في قطاع الطاقة.
ورغم خضوع عمروف نفسه لاستجواب المكتب الوطني لمكافحة الفساد، فإن زيلينسكي اختاره لقيادة الوفد، وهو ما أثار حيرة وغضبًا لدى العديد من المراقبين.
كما واجه وزير الدفاع الأسبق أيضا اتهامات بعدم الإفصاح عن ملكيته لثمانية عقارات في الولايات المتحدة، وهي اتهامات نفى صحتها بالكامل.

انتقادات داخلية: “القرار الأكثر إرباكًا”
صحيفة "كييف بوست" وصفت القرار بأنه “رسالة خاطئة في توقيت سيئ”، إذ اعتبر رئيس تحريرها بودان ناهايلو أن تعيين عمروف يعكس “تفضيلًا للموالين على ذوي الخبرة”. وانتقد ما سماه “تجاوز الكفاءات المهنية لصالح المقربين من الرئيس”، مشبّهًا ذلك بنهج إدارة ترامب في الولايات المتحدة.
وذهب السياسي الأوكراني فولوديمير أريف إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن الرئيس زيلينسكي “أقال مسؤولًا متورطًا في فضيحة فساد ثم استبدله بآخر مشتبه به في القضية ذاتها”، معتبرًا أن أوكرانيا تحتاج إلى “رجال دولة مهنيين يضعون مصلحة البلاد فوق الانتماءات الشخصية”.
محادثات فلوريدا… بداية أسبوع دبلوماسي حافل
قاد عمروف الوفد الأوكراني في محادثات فلوريدا بمشاركة وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، والمبعوث الرئاسي ستيف ويتكوف، وصهر ترامب جاريد كوشنر.
ووصف المحادثات بأنها “مثمرة وناجحة”، فيما شدد روبيو على أن “الكثير من العمل ما زال أمام الطرفين”.
وتحدث روبيو عن خطوات لاحقة تشمل زيارة مرتقبة لويتكوف إلى موسكو لمتابعة الحوار مع المسؤولين الروس، مشيرًا إلى أن واشنطن تتواصل مع الجانب الروسي “على مستويات متعددة”.
خطة ترامب للسلام… من غضب أولي إلى تعديلات جوهرية
تتركز الجهود الدبلوماسية حول خطة سلام مكوّنة من 28 بندًا وضعها ويتكوف بالتعاون مع كيريل ديميترييف، مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين. وقد أثارت النسخة الأولى المسربة موجة غضب واسعة، لكونها تطالب كييف بالتنازل عن أراضٍ واسعة وتقليص جيشها والتخلي عن الانضمام للناتو.
ومع اعتراضات أوروبية وأوكرانية شديدة، عقدت اجتماعات مكثفة في جنيف لتعديل البنود الأكثر انحيازًا لروسيا مقابل منح موسكو فرصة للعودة إلى مجموعة الثماني. وتشير مصادر إلى أن النسخة المعدلة أصبحت “أقل تفضيلًا” لمواقف بوتين، مع بقاء نقاط جوهرية محل خلاف.