الحشود الروسية تتدحرج لـ«خاركيف».. منطقة عازلة أم سحابة دخان؟
في ٣ أيام، ضغطت روسيا على الجبهة الشمالية في أوكرانيا، بهجوم مفاجئ، يتقدم بسرعة كبيرة، ما يهدد بفقدان مدينة استراتيجية؛ خاركيف.
وأقر الجيش الأوكراني، الإثنين، بـ"نجاحات تكتيكية" روسية في منطقة خاركيف (شمال شرق)، غداة إعلان موسكو، السيطرة على أربع بلدات إضافية في هذه المنطقة المحاذية لروسيا خلال عملية برية بدأتها الجمعة واستدعت إجلاء آلاف الأشخاص.
وأقرت هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان، بأن "العدو يشهد حاليا نجاحات تكتيكية"، مضيفة أن ثمة "معارك مستمرة في مدينة فوفتشانسك الحدودية" التي كان عدد سكانها يبلغ نحو 3000 نسمة قبل الهجوم الحالي وحيث حشدت موسكو "ما يصل إلى 5 كتائب" وفقا لكييف.
يأتي هذا التقدم الروسي في وقت أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تعديلا وزاريا مفاجئا مساء أمس الأحد، وأقال وزير دفاعه سيرغي شويغو، بعد أكثر من عامين على المعارك في أوكرانيا، من دون أن تلوح في الأفق نهاية واضحة للنزاع.
إجلاء
وشاهدت وكالة "فرانس برس" أشخاصا تم إجلاؤهم قرب فوفتشانسك، أمس الأحد، معظمهم من كبار السن.
فيما قال أوليكسي خاركيفسكي، وهو شرطي من فوفتشانسك، إن "أشخاصا عدة" لقوا حتفهم في تفجيرات السبت الماضي و"المدينة تتعرض لإطلاق نار باستمرار".
الشرطي قال أيضا "تم إجلاء نحو 1500 شخص منذ الجمعة" من هذه المدينة التي تعرضت لـ 32 هجوما بطائرات بلا طيار خلال الساعات الـ24 الماضية.
وحتى أمس الأحد، كان لا يزال هناك نحو 500 شخص هناك، بحسب حاكم منطقة خاركيف أوليغ سينيغوبوف.
وكتب سينيغوبوف على وسائل التواصل الاجتماعي: "كل مناطق الحدود الشمالية تتعرض لنيران العدو على مدار 24 ساعة تقريبا في اليوم. الوضع صعب".
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن "المعارك الدفاعية والقتال العنيف مستمر على جزء كبير من حدودنا.. الفكرة وراء الهجمات في منطقة خاركيف هي إرهاق قواتنا وتقويض معنويات" الجيش الأوكراني.
100 كيلومتر
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان، أمس، "تقدّمت الوحدات التابعة لمجموعة قوات الشمال في عمق دفاعات العدو وحررت بلدات غاتيشتشي، وكراسنوي، وموروخوفيتس، وأولينيكوفو في منطقة خاركيف".
ووفق الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، لم يكن التقدم في منطقة خاركيف لبضعة أميال فقط، لكنهم ابتلعوا حوالي 100 كيلومتر (62 ميلاً) من الأراضي في هذه المنطقة.
وفي شرق أوكرانيا على سبيل المثال، استغرق الأمر من روسيا أشهرًا لتحقيق هذه المساحة من السيطرة.
إلى ذلك، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مسؤول إقليمي أوكراني، قوله إن التقدم الذي أحرزته روسيا لا يعد "كبيرا" بعد، لكنه اعترف بأن القتال البري في المنطقة آخذ في الانتشار.
في الوقت نفسه، اعترف وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، في حديثه على شاشة التلفزيون البريطاني، بأنها كانت "لحظة خطيرة للغاية"، مضيفاً أن روسيا "غزت أوكرانيا مرة أخرى" فعلياً.
وفي المعارك، تستخدم روسيا تكتيكات مألوفة للغاية للتقدم، إذ تطلق حوالي 50 إلى 60 قذيفة كل ساعة على منطقة خاركيف، ثم هناك القنابل الانزلاقية التي تطلقها الطائرات الروسية على بعد عشرات الكيلومترات من الخطوط الأمامية، بعيداً عن نطاق الدفاعات الجوية المحدودة في أوكرانيا.
وكانت المخابرات الأوكرانية والغربية على حد سواء تعلم أن روسيا كانت تقوم ببناء قوات عبر الحدود قبل تنفيذ الهجوم على الجبهة الشمالية، مع تقديرات بأنها تحشد ما يصل إلى 30 ألف جندي.
هدف الهجوم
والهدف الدقيق وراء الهجوم الروسي الواسع الذي بدأ في الساعات الأولى من صباح الجمعة الماضي، غير واضح، وقد يكون إنشاء منطقة عازلة مصممة للحد من الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، أو ربما حتى تجديد الهجوم على مدينة خاركيف، وفق "سي إن إن".
وبالمثل، يمكن أن يكون الهجوم في جبهة خاركيف، محاولة لإبعاد القوات الأوكرانية عن الأهداف الروسية الرئيسية الأخرى في الجنوب.
ولا تخسر القوات المسلحة الأوكرانية أراضي في شمال البلاد فحسب. إذ تُظهر مواقع ترصد التحركات الميدانية أيضًا أن روسيا تحقق المزيد من المكاسب في منطقتين رئيسيتين أخريين، وعلى الأخص نحو بلدة تشاسيف يار، التي أصبحت موقعًا عسكريًا متقدمًا مهمًا.
وكذلك، جنوبًا في مدينة كراسنوهوريفكا الصناعية، حيث تسيطر القوات الروسية الآن على المنشأة الرئيسية في المدينة؛ مصنع الطوب.
aXA6IDEzLjU4LjE4OC4xNjYg
جزيرة ام اند امز