موجات الدعم الأمريكي لكييف.. شريان حياة لنهاية 2024 وتحفيز لـ«أوروبا»
مع كل حزمة دعم أمريكية لأوكرانيا في صراع الأخيرة مع روسيا، يقفز إلى السطح سؤال رئيسي حول مدى أهمية هذه الحزم في سياق الحرب.
واليوم الجمعة، أعلن البيت الأبيض في بيان مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار على شكل معدّات ومساعدات للتدريب تهدف إلى "تقديم الدعم" لكييف.
ويأتي الكشف عن الحزمة الجديدة في وقت باشرت روسيا هجومًا بريًا في منطقة خاركيف بشمال شرق أوكرانيا لمحاولة "اختراق خطوط الدفاع"، وفق وزارة الدفاع الأوكرانية.
وتحاول واشنطن تعويض الأشهر التي ضاعت بسبب عرقلة الكونغرس للمساعدات لأوكرانيا، وهي فترة توقف خلالها تدفّق الأسلحة والذخائر التي أرسلتها الولايات المتحدة.
وبذلك، كشفت واشنطن عن ثالث حزمة مساعدات لأوكرانيا في أقلّ من ثلاثة أسابيع.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، في بيان، إن الحزمة تشتمل على "قدرات مطلوبة بشكل عاجل" بما فيها ذخائر للدفاع الجوي وقذائف مدفعية وأسلحة مضادة للدبابات ومركبات مدرّعة وذخائر لأسلحة صغيرة.
وتابع بلينكن "ستواصل الولايات المتحدة مع التحالف الدولي الذي شكّلناه الوقوف إلى جانب أوكرانيا في دفاعها عن حريتها".
في نهاية أبريل/نيسان، كشفت واشنطن عن حزمتَي مساعدات بقيمة إجمالية تصل إلى 7 مليارات دولار. وتُعدّ واشنطن الداعم العسكري الأكبر لأوكرانيا وقد التزمت بأكثر من 50 مليار دولار منذ اندلاع الحرب مع روسيا في فبراير/شباط 2022.
وبعد مناقشات طويلة وصعبة، صوت مجلس النواب الأمريكي ثم مجلس الشيوخ في نهاية أبريل/نيسان على حزمة إضافية بقيمة 61 مليار دولار لمساعدة أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا، بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ومن المقرر أن تُسحب المساعدات التي تم الإعلان عنها الجمعة، من احتياطيات وزارة الدفاع الأمريكية، ما يعني أنها ستكون تقريبًا متاحة على الفور مثل حزمة المليار دولار التي كشفت عنها واشنطن بعد تصويت الكونغرس مباشرة.
وأعلنت واشنطن كذلك في أبريل/نيسان مساعدات بقيمة أكبر تصل إلى 6 مليارات دولار على شكل طلبيات من قطاع الدفاع.
وأثارت المخاوف من أن روسيا كانت تستعد لحملة كبيرة في الصيف للاستيلاء على المزيد من الأراضي الأوكرانية مخاوف في كييف وفي واشنطن، من أن حدوث اختراق كبير قد يجعل أوكرانيا على حافة الهزيمة العسكرية بحلول نهاية هذا العام.
ولكن إيان بريمر، مؤسس ورئيس مجموعة أوراسيا "بحثية"، قال إن "الزيادة الأخيرة في الدعم المادي الأمريكي تجعل ذلك أقل احتمالاً الآن. إذا تمكنت أوكرانيا من بناء تحصينات جديدة على طول خط الجبهة وتأمين أنظمة الدفاع الجوي التي تحتاج إليها لحماية مدنها وبنيتها التحتية للطاقة، تمكنها أن تثبت مواقعها الدفاعية حتى بداية عام 2025".
ومضى قائلا "على الرغم من أن محاولة أمريكا لسد الفجوة في الذخيرة بين أوكرانيا وروسيا يمكن أن تعيد حالة الجمود على الأرض التي نشأت في أواخر العام الماضي، إلا أنها لن تعيد أوكرانيا إلى الهجوم، لأن الأخيرة تعاني من مشكلة أخرى في ساحة المعركة لا يستطيع حلفاؤها فعل الكثير لمعالجتها: نقص الجنود".
وأضاف "وبالتالي، توفر حزمة المساعدات الأمريكية شريان حياة يمكن أن يبقي الأوكرانيين في القتال حتى نهاية عام 2024. وسيعطي ذلك أصدقاء أوكرانيا في أوروبا مزيدًا من الوقت لإنتاج وتسليم المزيد من الأسلحة والذخيرة، ويمكن أن يمنح السلطات الأوكرانية يدًا أقوى في المفاوضات المستقبلية لإنهاء الحرب".