المواقع النووية الأوكرانية.. قنبلة موقوتة على هامش الحرب
أشعل مقذوف روسي، صباح الجمعة، النيران في موقع زابوريجيا، أكبر محطة نووية في أوروبا، ما أطلق صافرات الإنذار حول العالم.
وبعد السيطرة على الحريق دون حدوث تسرب إشعاعي، قال قائد عسكري أوكراني إن السلامة النووية في الموقع "مضمونة حتى الآن".
وسيطرت القوات الروسية على الموقع، ضمن عدد من المواقع نجحت في السيطرة عليها، منذ بداية الأسبوع الثاني للحرب في أوكرانيا، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي موسكو بـ"الإرهاب النووي"، وقال زيلينسكي وكذلك السفارة الأمريكية في كييف في بيانين منفصلين، إن الهجوم على محطة نووية يمكن أن يشكل جريمة حرب، وهو ما تنفيه موسكو وتؤكد في المقابل أن عناصر مسلحة أوكرانية كانت وراء الحادث.
وبدا أن وزارة الخارجية الأمريكية تنأى بنفسها عن هذا النهج، وطلبت من الدبلوماسيين في مذكرة، الجمعة، عدم مشاركة تغريدة السفارة.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، الجمعة، إن البيت الأبيض يجري "مراجعة داخلية" بشأن استهداف روسيا المزعوم للمدنيين في أوكرانيا. كما نشطت الولايات المتحدة فريق الاستجابة للحوادث النووية بعد الحادث.
وقال بعثة موسكو في الأمم المتحدة، الجمعة، إن روسيا لم تشعل النيران في المحطة النووية، واصفا هذا الادعاء بأنه "معلومات كاذبة."
وذكرت "واشنطن بوست" أن أوكرانيا تعتمد بشكل كبير على الطاقة النووية؛ حيث توفر مفاعلتها، حوالي نصف احتياجاتها من الكهرباء.
المواقع النووية في أوكرانيا
يوجد في أوكرانيا 15 مفاعلا نوويا عاملا تنتشر في جميع أنحاء البلاد، 6 منهم في محطة زابوريجيا، فيما تقع المفاعلات الأخرى في الجنوب، بين كييف وأوديسا، وفي شمال غرب البلاد.
ووفرت المفاعلات الأوكرانية 51 بالمائة من كهرباء البلاد عام 2020، وفقا للوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وشكلت الطاقة النووية إحدى ركائز الاستراتيجية الأوكرانية لوقف الاعتماد على روسيا في الطاقة. وهناك مفاعلين نوويين قيد البناء بمحطة يوجد بها بالفعل مفاعلين اثنين عاملين، في خميلنيتسكي غربي أوكرانيا.
وكان من المتوقع أن تدخل خطة لربط أوكرانيا بشبكة الطاقة الأوروبية حيز التنفيذ العام المقبل، لكن الاتحاد الأوروبي قال قبل أيام إنه سيعجل بهذه الخطوة، ربما في غضون أسابيع.
وتعتبر زابوريجيا أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا، حيث تم بنائها لإنتاج 5.700 ميجاوات من الكهرباء بكامل طاقتها. وتقع على أطراف مدينة إنرهودار في جنوب شرق أوكرانيا، على بعد حوالي 200 ميل من الحدود مع روسيا.
وبدأ تشغيل مفاعلات المحطة بين عامي 1984 و1995. وقبل اندلاع الصراع، أنتجت خمس كهرباء أوكرانيا، وما يقرب من نصف الطاقة التي تولدها مرافق الطاقة النووية بالبلاد.
وفيما يتعلق بالمخاطر، فيتمثل أكبرها في الإشعاع؛ وهو تهديد غير مرئي يمكن أن يتسبب في تسمم الناس الذين يتعرضون لمستويات مرتفعة منه أو يتسبب لاحقا في أمراض من بينها السرطان.
ومن المستحيل شم أو رؤية الإشعاعات بدون أجهزة قياس، وقد تظهر آثاره الصحية بعد عقود من التعرض له.
وطبقًا لـ"واشنطن بوست"، يعتبر المفاعل بمحطة زابوريجيا أكثر أمانا من مفاعلات أقدم تعود للحقبة السوفيتية، فيما كانت أنظمة التبريد تعمل، الجمعة، بعد الحريق، بحسب هيئة الرقابة النووية الأوكرانية.
لكن خبراء دوليين حذروا من أن فقدان القدرة على التبريد قد يؤدي لإطلاق كميات هائلة من الإشعاع.
وكان هذا ما حدث في محطة الطاقة في فوكوشيما، اليابان عام 2011، عندما ألحق زلزال وتسونامي أضرارا بأنظمة التبريد وتسبب في انصهارات أطلقت إشعاعات، ما أدى إلى إجلاء أكثر من 100 ألف من سكان المنطقة.
وهناك خطر آخر على محطات مثل زابوريجيا وهو الوقود المستهلك، الذي يحتفظ به بالموقع فيما يشبه المسبح. وقد تكون مخازن الوقود عرضة لفرط التسخين وإطلاق محتوياتها المشعة.
aXA6IDMuMTYuNTEuMjM3IA== جزيرة ام اند امز