هدنة ماريوبول.. اتهامات روسية أوكرانية متبادلة ودعوة تركية
واصلت مشاهد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا روتينها اليومي في أسبوعها الثاني، بين قصف وإجلاء وإعلانات من الجانبين.
وفي مدينة ماريوبول تأخرت عمليات إجلاء المدنيين بعد إعلان روسي بوقف إطلاق النار لتأمين ممر آمن.
وقالت السلطات المحلية في المدينة الاستراتيجية إن إجلاء سكان ماريوبول تأخر بسبب خرق روسيا وقف إطلاق النار الذي أعلن صباح اليوم السبت ولمدة 5 ساعات.
واتهم مستشار الرئيس الأوكراني روسيا بإفشال خطة إجلاء المدنيين، فيما قال أنطون هيراشينكو مستشار وزارة الداخلية الأوكرانية اليوم السبت إنه سيكون هناك المزيد من الترتيبات مع روسيا لفتح ممرات آمنة أخرى لإجلاء المدنيين من المناطق الواقعة على جبهات القتال.
وأضاف "سيكون هناك قطعا المزيد من الترتيبات المماثلة لكافة المناطق الأخرى"، في إشارة لخطة الإجلاء القائمة في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية.
في المقابل، ذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع قالت إنه لم يستخدم أي أوكراني الممرات الآمنة التي أنشئت قرب مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اليوم السبت، واتهمت "قوميين" أوكرانيين بمنع المدنيين من المغادرة.
وفي تصريحات تتعارض بشدة مع ما ذكره مسؤولون أوكرانيون قالت الوزارة إن القوات الروسية تعرضت لإطلاق نار بعدما أنشأت الممرات الآمنة أثناء وقف مؤقت لإطلاق النار.
ويأتي الإعلان المتعلق بماريوبول الذي قد يمهد الطريق لسيطرة القوات الروسية على المدينة، بينما يستعد الجانبان لجولة ثالثة من المحادثات في نهاية الأسبوع.
وستشكل سيطرة موسكو على ماريوبول التي يبلغ عدد سكانها 450 ألف نسمة والواقعة على بحر آزوف، نقطة تحول مهمة في غزو أوكرانيا.
فهي ستسمح بربط القوات الروسية القادمة من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، بعد استيلائها على مرفأين رئيسيين في بيرديانسك وخيرسون، من جهة والقوات الانفصالية والروسية في الدونباس من جهة أخرى. وهذه المدينة قاومت في 2014 هجمات القوات الموالية لروسيا القادمة من دونيتسك خصوصا.
وبعد عشرة أيام من الحرب من المستحيل التحقق من الأرقام من مصادر مستقلة. فكييف تتحدث عن مقتل 350 مدنيا على الأقل وأكثر من تسعة آلاف جندي روسي بينما أعلنت موسكو سقوط 2870 قتيلا في الجانب الأوكراني و498 في الجانب الروسي.
وفر أكثر من 1,2 مليون لاجئ من أوكرانيا حسب آخر إحصائيات الأمم المتحدة مما أدى إلى تعبئة كبيرة لا سيما في البلدان المجاورة.
وساطة تركية
وفيما تتسارع التحركات الميدانية جددت تركيا محاولة الوساطة لحل الأزمة المستعرة منذ الخميس قبل الماضي وتلقي بظلالها على الأوضاع الاقتصادية في العالم وأوروبا على وجه خاص.
وقال إبراهيم كالين المتحدث باسم الرئاسة التركية اليوم السبت إن الرئيس رجب طيب أردوغان سيتحدث مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين غدا الأحد لمناقشة الحرب في أوكرانيا.
وكرر في تصريحات للصحفيين في إسطنبول عرض تركيا استضافة محادثات بين روسيا وأوكرانيا، ودعا لوقف القتال على الفور مؤكدا على أن تركيا لا يمكنها التخلي عن علاقاتها مع موسكو أو كييف.
ومن جانبه، قال وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو اليوم السبت إن وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية الذي أعلنته روسيا في مدينتين أوكرانيتين يجب أن يكون باتساع البلاد وإن ممرات الإجلاء وشحنات المساعدات يتعين أن تكون في جميع أنحاء البلاد.