بين رابح وخاسر.. كيف غيّرت الحرب حظوظ رجال الأعمال الأوكرانيين؟
لم تقتصر نتائج الحرب في أوكرانيا على المدنيين وفقط، بل امتد لتطال جميع شرائح المجتمع وعلى رأسهم الأوليغارش الأوكران.
ووفق تقرير نشرته مجلة "بوليتكو" الأمريكية، فإنه" لطالما اعتبرت أوكرانيا واحدة من أكثر الدول فسادًا على وجه الأرض، حيث يسيطر العشرات من رجال الأعمال على نسبة كبيرة من ثروتها، فضلاً عن محطات التلفزيون والمناجم والبنوك والمحلات التجارية والمزارع والعقارات وغيرها من ثروات البلاد".
وأحد هؤلاء إمبراطور صناعة الشوكولاتة بترو بوروشينكو الذي شغل منصب رئيس البلاد في الفترة من 2014 إلى 2019.
لكن العملية الروسية الشاملة في أوكرانيا أدت إلى تدمير ثروات هؤلاء الأوليغارش، فتحول مصنع الصلب المترامي الأطراف في ماريوبل الذي يملكه أغنى رجل في أوكرانيا رينات أحمدوف إلى أنقاض.
وتوقفت الكثير من الأراضي الزراعية عن الإنتاج بعد زرعها بالألغام الأرضية، إضافة إلى أن المصانع لا تعمل بدوام كامل بسبب انقطاع التيار الكهربائي. كما تراجع النفوذ السياسي لفاحشي الثراء وفقاً للمجلة الأمريكية.
وقبل الحرب، كان الرئيس فولوديمير زيلينسكي يسعى لإقرار "قانون اجتثاث الأوليغارش" بهدف الحد من نفوذهم السياسي، وقد أسهمت الحرب في تعزيز هذا الجهد.
ووفق " بوليتكو" فإنه :"في تلك الفترة لم يعد زيلينسكي بحاجة إلى الدعم السياسي والمالي من الأوليغارش، ومن المرجح أن تجعل تجربة الدفاع عن البلاد الأوكرانيين أقل حرصاً على الخضوع للأثرياء مرة أخرى".
وأعدت المجلة تقريرا حول أهم رجال الأعمال الأوكران الذين تأثروا بالحرب، وكان أبرزهم:
رينات أحمدوف
بسبب الحرب رينات أحمدوف، تكبد أغنى رجل في أوكرانيا ثمناً باهظاً بعد خسارته العمود الفقري لإمبراطوريته التجارية، بتحول اثنين من مصانعه الرئيسية في جنوب البلاد، مصنع آزوفستال للصلب ومصنع إليتش للحديد والصلب، إلى أكوام من الأنقاض خلال الهجوم على ماريوبل.
كما تضررت أصوله الأخرى والتي تشمل محطات للطاقة وبنوكا ومزارع ومصانع التعدين التي استولت عليها القوات الروسية.
وقدم رينات أحمدوف أكثر من 100 مليون دولار من المساعدات للجيش الأوكراني شملت دروعا واقية وخوذات ومواد للتحصينات ومركبات للجيش ومواد غذائية وأدوية للمدنيين.
ووفقا للنسخة الأوكرانية من مجلة "فوربس"، تقلصت ثروة أحمدوف من حوالي 14 مليار دولار في يناير/ كانون ثاني 2022 إلى 4.3 مليار دولار في ديسمبر/ كانون الأول من نفس العام، لكنه لا يزال أغنى شخص في أوكرانيا.
فيكتور بينتشوك
بحلول أواخر سبتمبر/ أيلول، أنفق رجل الأعمال الأوكراني أكثر من 45 مليون دولار على دعم الجيش والمدنيين في البلاد.
وخلال الأسابيع الأولى من الحرب، بينما كانت القوات الروسية تقترب من كييف، فتح "بينتشوك" قصره الفاخر في ضواحي العاصمة الأوكرانية كمستشفى.
وتتركز إمبراطوريته التجارية في شركة إنتربايب المصنعة للأنابيب وعجلات السكك الحديدية.
وانخفضت ثروة "بينتشوك" من 2.6 إلى 2 مليار دولار، وفقاً لمجلة "فوربس".
بيترو بوروشينكو
قبل الحرب، كان الرئيس السابق الأوكراني بيترو بوروشينكو يناضل من أجل مستقبله السياسي، ويواجه اتهامات بالخيانة العظمى والتحريض على الإرهاب.
واُتهم بوروشينكو بتفضيل إمدادات الفحم من المناطق الخاضعة لسيطرة الموالين لروسيا في منطقة دونباس بدلاً من الفحم المنتج في جنوب أفريقيا.
ورغم من تأكيده براءته، صادرت محكمة في كييف عددا من أصوله وممتلكاته، لكن محطات التلفزيون التي يسيطر عليها بوروشينكو من انتقاداتها لزيلينسكي بعد الغزو الروسي للبلاد.
وتبرعت شركات بوروشينكو بأكثر من 46 مليون دولار لدعم القوات المسلحة، وقام بتسليم مركبات مدرعة تم شراؤها من إيطاليا وبريطانيا، وشاحنات دفع رباعي، وسترات واقية من الرصاص وخوذات ووقود.
ووفقا لفوربس تراجعت ثروته انخفضت من 1.6 مليار دولار إلى 700 مليون دولار.
إيهور كولومويسكي
اعتبر كولومويسكي الداعم الرئيسي لزيلينسكي، حيث استخدم محطاته التلفزيونية لدعم للممثل والكوميدي الشهير في الانتخابات الرئاسية عام 2019. لكن الروابط الوثيقة مع الرئيس الجديد لم تنقذ كولومويسكي من المشاكل.
في يناير/ كانون ثاني 2022، اتهمت وزارة العدل الأميركية كولومويسكي وشريكاً له بغسل أموال في الولايات المتحدة.
وصادرت السلطات الأوكرانية رافده المالي الرئيسي بنك "بريفات" قبل 7 سنوات، بعد أن وجدت الجهات التنظيمية ثغرة بقيمة 5 مليارات دولار في دفاتره،
وأشارت تقارير إلى أن زيلينسكي اتخذ خطوات لتجريد كولومويسكي من جنسيته الأوكرانية، لأنه يحمل أيضاً جوازي سفر إسرائيلي وقبرصي. وقد استأنف كولومويسكي القرار.
فيكتور ميدفيدتشوك
بلغت ثروته قبل الحرب 620 مليون دولار، وكان أكثر الأوليغارش الموالين لروسيا نفوذاً في أوكرانيا. وتشير تقارير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو الأب الروحي لابنته.
لكن تقاربه مع الكرملين جاء بنتائج عكسية، حيث اعتقل ووجهت له تهمة الخيانة العظمى والتعاون مع روسيا
فر ميدفيدتشوك من الإقامة الجبرية التي فرضت عليه بعد العملية العسكرية، لكنه اعتقل مجددا أثناء محاولته مغادرة البلاد متنكراً في زي متطوع عسكري.
واستولت كرواتيا على يخته الفاخر رويال رومانس الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، والذي سيباع بالمزاد العلني لصالح أوكرانيا.
aXA6IDMuMTMzLjEzOC4xMjkg جزيرة ام اند امز