أندريه يرماك.. هل يصنع الرجل القوي «أوليغارشية أوكرانية»؟
يبرز اسم أندريه يرماك مدير مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كرجل قوي يعمل على تأسيس طبقة جديدة أو «أوليغارشية» تحكم كييف.
ولكلمة "أوليغارشية" تاريخ طويل، وتشير في معناها التقليدي إلى عضو أو مؤيد للأوليغارشية، وهي نظام سياسي تحكم فيه مجموعة صغيرة من الأشخاص.
وفي الوقت الذي تبدو فيه أوكرانيا عالقة بين الحرب التي تقترب من عامها الثالث والفساد الذي يستنزفها ويهدد بعرقلة المساعدات الغربية، يبرز اسم أندريه يرماك مدير مكتب زيلينسكي كوسيط حقيقي للقوة يعمل على تأسيس طبقة أوليغارشية جديدة تحكم كييف.
«أوليغارشية أوكرانية»؟
وبحسب موقع "بيزنس إنسايدر" فإنه يُنظر إلى أندريه يرماك -محام ومنتج سينمائي سابق وصديق قديم لزيلينسكي- على نطاق واسع على أنه ثاني أقوى شخص في البلاد، ويعتبره البعض العقل المدبر للبلاد ويشبهونه بـ"ديك تشيني" نائب الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش.
كما يرى البعض أن يرماك أكثر نفوذا من زيلينسكي الممثل الكوميدي السابق، الذي تولى رئاسة البلاد عام 2019 دون أي خبرة سابقة في الحكم.
ورسمت داريا كالينيوك، المديرة التنفيذية لمركز مكافحة الفساد، منظمة مناصرة تتلقى التمويل من واشنطن والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، صورة لهيكل السلطة السياسية والاقتصادية الأوكرانية في عهد زيلينسكي-يرماك.
وفي تصريحات لـ"بيزنس إنسايدر" قالت كالينيوك إن "القصة الجيدة" هي أن الحرب الروسية الأوكرانية دمرت إلى حد كبير الأقلية التي نهبت الاقتصاد الأوكراني منذ استقلال البلاد عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وأضافت: "لم يعد العمالقة القدامى يمتلكون القوة التي كانوا يمارسونها على البرلمان ووسائل الإعلام، وأصبح العديد من أصولهم الصناعية بعيدة عن متناولهم في الأراضي التي يسيطر عليها الجيش الروسي الآن".
لكنها اعتبرت أن "القصة السيئة" هي أن يرماك -الذي وصفته بأنه "مخمور بالسلطة"- يخلق نظاماً جديداً من حكم الأقلية التي يرأسها.
ووفقاً لروايتها، فإن يرماك، من خلال نوابه في مكتب الرئيس والوزراء، يناور لفرض سيطرته على قطاع كبير من الاقتصاد الأوكراني، فضلاً عن أجهزة إنفاذ القانون والأمن.
وقالت: "يحصل الأشخاص ذوو العلاقات الجيدة في مجال الأعمال على عقود حكومية بأسعار مبالغ فيها. مضيفة: "لا يبني أوكرانيا قوية إنما يدمر المجهود الحربي".
مخاوف
وعلى نطاق واسع في أوكرانيا تتنامى مخاوف مماثلة بشأن يرماك الذي ينفي أنه يستخدم مكتب زيلينسكي لنهب أوكرانيا.
وقالت لي داريا زاريفنا، مستشارة ييرماك، إن مثل هذه المزاعم تعكس "حرب معلومات ضد قيادة أوكرانيا تشنها روسيا"، في تكرار لتصريح سابق أدلى به ييرماك أثناء زيارة لواشنطن.
وأضافت أن "الأوليغارش الأوكرانيين" الذين يعارضون فريق زيلينسكي يستخدمون "سوق الإعلام" الأوكراني لمكافحة إصلاحات مكافحة الفساد.
و"الفساد الضخم" هو المشكلة الأكبر التي تثير قلق الأوكرانيين بحسب استطلاعات للرأي أجرتها مؤسسة المبادرات الديمقراطية ومقرها كييف في الصيف الماضي.
وبحسب الاستطلاع. فإن غالبية الأوكرانيين اعتبروا أن الفساد وليس الحرب هو العائق الأول أمام تطوير ريادة الأعمال في البلاد.
وفي الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن تكلفة إعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب قد تتجاوز تريليون دولار، تتفجر الأسئلة حول احتمال استيلاء الأوليغارش الناشئة في البلاد على هذه الأموال، حيث تحتل أوكرانيا المرتبة 116 من بين 180 دولة على مؤشر الفساد العالمي.
يرماك في سطور
ولد يرماك في كييف عام 1971 لأم من مواليد لينينغراد وأب من مواليد كييف عمل في السفارة السوفياتية بأفغانستان أثناء الحرب.
وكان يرماك يحلم بأن يصبح طيارا عسكريا، لكنه درس القانون الدولي في معهد كييف للشؤون الدولية، وخلال عامه الثاني، في عام 1991، انهار الاتحاد السوفياتي.
وبعد تخرجه، أسس يرماك مكتب محاماة خاصا به في أوكرانيا المستقلة حديثا حينها، وقال إنه تعلم من عمله مدى فساد المحاكم في أوكرانيا ما بعد الاتحاد السوفياتي.
والتقى زيلينسكي عام 2010 تقريبا عندما كانت شركته تمثل قناة إنتر التلفزيونية، حيث كان الرئيس الحالي منتجا عاما.
وحاليا، يقيم الرجلان في مبنى الرئاسة الذي كان المقر الرئيسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الأوكراني، حيث يقيم زيلينسكي في الطابق الرابع، بينما يسكن يرماك في الطابق الثاني، حيث ينام ويستحم ويمارس الرياضة ويحتفظ بملابسه.
aXA6IDMuMTQyLjE3MS4xMDAg جزيرة ام اند امز