بعد عرض بوتين التفاوض مع أوكرانيا.. ترامب يبشر بنهاية «حمام الدم»

في موقف جديد يعكس مساعيه لاستعادة زمام المبادرة على الساحة الدولية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عن عزمه «مواصلة العمل» مع موسكو وكييف من أجل التوصل إلى تسوية تنهي الحرب في أوكرانيا.
وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشيال»: «قد يكون هذا يومًا عظيمًا لروسيا وأوكرانيا»، دون أن يحدد ما إذا كانت تصريحاته ترتبط مباشرة بالمبادرة الروسية الأخيرة أو بتطورات دبلوماسية جديدة غير معلنة.
- تجاهل هدنة الـ«30 يوما».. بوتين يقترح «محادثات مباشرة» مع أوكرانيا
- روسيا تدرس هدنة مع أوكرانيا .. وأوروبا تضغط بـ«الغموض والوجود»
واستحضر ترامب الخسائر البشرية الضخمة في الحرب، قائلًا: «فكروا بمئات الآلاف من الأرواح التي سيتم إنقاذها مع اقتراب +حمام الدم+ اللامتناهي من نهايته».
بوتين يضع الكرة في ملعب كييف
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن استعداده لإجراء مفاوضات مباشرة مع أوكرانيا في مدينة إسطنبول، الخميس، المقبل.
وقال بوتين في تصريحات من الكرملين، في الساعات الأولى من صباح الأحد: «نقترح على سلطات كييف استئناف المفاوضات يوم الخميس في إسطنبول»، مشددًا على أن العرض الروسي لا يتضمن شروطًا مسبقة.
وأشار بوتين إلى أن أوكرانيا هي التي أوقفت المحادثات في عام 2022، مضيفًا: «لم نرفض قط الحوار مع أوكرانيا، ونقترح استئنافه الآن».
ويأتي المقترح الروسي في نهاية وقف إطلاق نار دام ثلاثة أيام، أعلنت عنه موسكو بمناسبة الذكرى الثمانين لانتصار الحلفاء على ألمانيا النازية، والذي قالت روسيا إن أوكرانيا انتهكته مرارًا. ووفق بوتين، فإن هدف المحادثات هو «معالجة الأسباب الجذرية للصراع وإرساء سلام دائم».
وبحسب مصادر روسية، فإن الكرملين أرسل «إشارات إيجابية» إلى عدة أطراف بشأن رغبته في استئناف المفاوضات مع أوكرانيا، لكن بشرط أن تكون «مباشرة وغير مشروطة»، وهو ما ترفضه كييف حتى الآن ما لم تتضمن انسحابًا روسيًا من الأراضي التي تسيطر عليها.
كييف: لا وقف مشروط لإطلاق النار
وفي المقابل، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عقب اجتماع مع قادة فرنسا وألمانيا وبولندا والمملكة المتحدة، أنهم اتفقوا على ضرورة وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يومًا ابتداءً من الإثنين.
وجاء في بيان مشترك أن «أي وقف إطلاق نار مشروط من جانب روسيا هو محاولة لإطالة أمد الحرب وتقويض الجهود الدبلوماسية».
كما شدد البيان على أن المبادرة الأوروبية مدعومة من الولايات المتحدة، وتتطلب مراقبة دولية فعّالة، مشيرًا إلى أنه في حال رفضت روسيا التوقف غير المشروط عن القتال، فإن العقوبات الأوروبية والأمريكية ستتصاعد لتطال قطاعات الطاقة والبنوك وحتى البحرية الروسية.
هل تسلك الحرب طريق التهدئة؟
ويرى مراقبون أن عرض بوتين إجراء مفاوضات مباشرة يمثل مناورة دبلوماسية تهدف إلى قطع الطريق أمام الضغط الغربي المتزايد، بينما يسعى ترامب للاستفادة من الظرف لطرح نفسه كزعيم قادر على إنهاء واحدة من أكثر النزاعات دموية في العالم اليوم.
غير أن عقبات عدة لا تزال تحول دون انطلاق مسار تفاوضي جاد، أبرزها انعدام الثقة، ورفض كييف لأي مفاوضات لا تشمل انسحابًا روسيًا واضحًا، إضافة إلى الخلافات الغربية حول آليات الضغط على موسكو.