أوكرانيا تجتاز "تحفظ" الحلفاء.. سلاح يتدفق لمواجهة وضع ميداني صعب
بين حلول غائبة وميدان مُدجج بالأسلحة، تقف الأزمة الأوكرانية على أعتاب عامها الأول، دون سلام يلوح في الأفق.
تلك الأزمة التي تعثرت سبل الوصول إلى حلول لها، باتت الدول الغربية تشحذ هممها لإمداد كييف بالأسلحة التي تحتاجها لشن هجوم أواخر فصل الشتاء أو أوائل الربيع.
ذلك الهجوم المرتقب، اجتازت أوكرانيا كل "الاختبارات" للوصول إليه، بتغيير مواقف الحلفاء، التي بدأت في شحن المزيد من الأسلحة إلى ذلك البلد الأوراسي.
إحدى تلك الدول، كانت إسرائيل التي رفضت سابقًا تزويد أوكرانيا بالسلاح، بدأت تغير من خطابها، بحسب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي قال إنه سيعكف على دراسة إمكانية إمداد أوكرانيا بالسلاح، تماشيا مع مراعاة مصالح إسرائيل.
إمداد إسرائيلي
رئيس الحكومة الإسرائيلية، قال في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية، إن "مسألة إمدادات السلاح تم بحثها ورفضها من قبل الحكومة الإسرائيلية السابقة. سأدرس هذا الموضوع وسأجيب عنه بأكثر الطرق ملاءمة"، مشيرًا إلى أن حكومته تدرس هذه المسألة بما يتفق مع مصالح إسرائيل.
تصريح نتنياهو الأخير يأتي بعد أيام من إعلانه أن تل أبيب تدرس تزويد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي من منظومة القبة الحديدية.
ومن الدعم الإسرائيلي إلى كندا التي أعلنت أنها باشرت في تنفيذ وعودها بتسليم مدرعات قتالية إلى كييف، مؤكدة أن أول دبابة "ليوبارد 2" من جملة الدبابات المزمع تسليمها إلى قوات كييف.
وقالت وزيرة الدفاع الكندية أنيتا أناند يوم السبت: "اليوم، غادرت طائرة تابعة للقوات الجوية الكندية مدينة هاليفاكس وعلى متنها أول دبابة قتالية رئيسية من طراز ليوبارد 2، والتي ينقلها بلدنا إلى أوكرانيا".
دعم كندي
الوزيرة الكندية أضافت في تدوينة عبر حسابها بـ"تويتر":"تقف كندا إلى جانب شعب أوكرانيا، وسنواصل تزويد القوات المسلحة لأوكرانيا بكافة الوسائط الضرورية للنصر".
وكانت أناند قالت في وقت سابق، إن الحكومة الكندية تعتزم نقل 4 دبابات من هذا النوع إلى أوكرانيا، في إطار الميزانية العمومية لوزارة الدفاع، خلال الأسابيع المقبلة.
بولندا كانت حاضرة على خط دعم أوكرانيا، فأعلنت على لسان وزير دفاعها ماريوش بلاشتشاك، أنها بدأت بالفعل تدريب أفراد أوكرانيين على تشغيل دبابات قتال ألمانية الصنع من طراز "ليوبارد 2".
وقالت وكالة الأنباء البولندية (بي إيه بي) يوم أمس الجمعة إن بلاشتشاك سافر إلى كييف لمناقشة خطط لتزويد أوكرانيا بدبابات ليوبارد 2، مشيرة إلى أنه في حين أنه لم يكن من الممكن بعد تحديد مقدار الوقت الذي سيتطلبه ذلك بالضبط، إلا أنها "لن تكون مسألة أيام وليس شهورا"، بل "أسابيع".
ترحيب أوكراني
من جانبه، رحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببدء تدريب الجنود الأوكرانيين على تشغيل دبابات القتال البريطانية الرئيسية "بريتيش تشالنجر 2".
وأضاف: "هذه (الدبابة) آلية جيدة وستكون تعزيزا جديا في ساحة المعركة"، وقدم الشكر لبريطانيا في خطابه الليلي عبر الفيديو، مشيرًا إلى أن الوضع في الخطوط الأمامية صعب، رغم أنه قال إنه واثق من أن كييف ستخرج منتصرة.
وقال: "تواصل روسيا الدفع بقوات جديدة ليخترق دفاعاتنا. الوضع صعب للغاية الآن في باخموت و وهليدار ونحو ليمان"، إلا أنه أعرب عن إيمانه بـأن "صمود" الأوكرانيين سينتصر في نهاية المطاف ويمنع خطط روسيا للغزو.
وأشار أيضا إلى تبادل للسجناء، لافتا إلى أنه تم إطلاق سراح 1762 مواطنا أوكرانيا من الأسر منذ بداية الحرب، متعهدًا بأن تعمل كييف على ضمان إطلاق سراح جميع الأوكرانيين.
مقترح فرنسي
ودخلت فرنسا على خط الدعم الأوكراني، بإعلان زعيم الحزب الشيوعي الفرنسي، فابيان روسيل، بأنه يجب على بلاده أن تصبح المبادرة إلى عقد مؤتمر لعموم أوروبا بهدف إيجاد حل للنزاع في أوكرانيا.
وفي مقابلة مع "جورنال دي ديمانش"، قال السياسي الفرنسي: "ينبغي على السلطات أن تبحث بنشاط أكبر عن حل دبلوماسي للنزاع"، مقترحًا عقد مؤتمر لعموم أوروبا حول السلام والأمن الجماعي.
وشدد النائب على أن فتح الطريق للسلام على أساس الدبلوماسية "يعتبر أكثر من أي وقت مضى المسار الأكثر منطقية".
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز