عطلة الكونغرس الأمريكي.. «ركلة» خارج مرمى أوكرانيا
بينما تتوق أوكرانيا إلى دعم أمريكي، يجدد الدماء في شرايينها، ويساعدها في كبح جماح الانتصارات الروسية المتتالية، مُنيت بخيبة أمل من الكونغرس الأمريكي.
فالولايات المتحدة، الداعم العسكري الأول لأوكرانيا، والتي لم ترسل أي مساعدة كبيرة لكييف منذ ديسمبر/كانون الأول 2022، كان يُعول على مجلسي نوابها وجمهورها، في تمرير حزمة مساعدات يحتاج إليها البلد الأوراسي بشدة.
إلا أن النواب الأمريكيين يستعدون لمغادرة واشنطن لمدة أسبوعين من دون التصويت على دعم عسكري جديد لأوكرانيا التي يحتاج جيشها بشدة إلى الذخيرة لمواجهة القوات الروسية.
وخلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء، قال رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري مايك جونسون إن هناك العديد من السيناريوهات قيد الدرس بشأن هذه المسألة المثيرة للخلاف، مثل فكرة تقديم قرض لكييف بدلا من الهبات أو استخدام أصول مجمدّة لأغنياء روس.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال إن بلاده في حاجة ماسة إلى الدعم لتجديد مخزون الذخيرة، معربا عن أمله أن تقر الولايات المتحدة حزمة بقيمة 60 مليار دولار تنتظر موافقة مجلس النواب.
لكنّ جونسون، حليف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قاوم الضغوط للسماح بالتصويت على الحزمة التي تتضمن أيضا مساعدات لإسرائيل وتايوان، قائلا: «نحن ندرس عددا معينا من السبل» دون أن يقدم أي جدول زمني أو تفاصيل في شأنه.
وفي نهاية الأسبوع، سيغادر أعضاء البرلمان في مجلسَي النواب والشيوخ واشنطن لعطلة مدتها أسبوعان دون المصادقة على أموال جديدة، ولن يستأنفوا العمل قبل 8 أبريل/نيسان المقبل.
تضييع وقت
وأكد النائب الديمقراطي آدم سميث لوكالة «فرانس برس»، أن مايك جونسون «يجب أن يتوقف عن تضييع وقتنا في سيناريوهات خيالية تمت مناقشتها بين الجمهوريين، لكنها لن تتحقق أبدا. كلما طال الوقت، ارتفع عدد الضحايا الأوكرانيين».
وكان الرئيس الأوكراني يمني النفس بتمرير حزمة المساعدات الأمريكية بشكل عاجل، فقال يوم الإثنين: «من المهم جدا بالنسبة إلينا أن ينجز الكونغرس سريعا كل الإجراءات اللازمة ويتخذ قرارا نهائيا».
وكثف الرئيس الأوكراني رحلاته إلى واشنطن في الأشهر الأخيرة، لكن من دون جدوى.
وتعاني أوكرانيا التي أنهكتها العمليات العسكرية المستمرة منذ عامين، في مواجهة الجيش الروسي المتفوق في العديد والعتاد. وفي الأسابيع الأخيرة، تقدمت القوات الروسية في مناطق عدة على الجبهة في شرق أوكرانيا.
ورغم ذلك، قدّر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا أن «المساعدات الأمريكية ستصل (..) يتعلق الأمر بالثقة في قدرة الولايات المتحدة على دعم الدول التي تحترم القواعد والمبادئ نفسها التي تدافع عنها أمريكا في كل أنحاء العالم».
مواجهة
ولا تستبعد أوكرانيا الفكرة التي طرحها دونالد ترامب بتوفير هذا الدعم على شكل قروض وليس هبات، لكنها تقول إنها تحتاج إلى تفاصيل إضافية.
في الواقع، يعارض الرئيس السابق والمرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، التصديق على مساعدات جديدة لكييف، مبررا ذلك بأنه على الولايات المتحدة أن «تتوقف عن تقديم الأموال دون أمل في استردادها».
ويؤكّد أنه في حال إعادة انتخابه سينهي الحرب بين روسيا وأوكرانيا «خلال 24 ساعة»، من دون أن يوضح كيف سيقوم بذلك.
وطلب الرئيس الديمقراطي جو بايدن، المرشح أيضا لانتخابات نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، من الكونغرس الأمريكي مجددا خلال خطاب رسمي في 7 مارس/آذار الجاري، الإفراج عن هذه المساعدات.
وفي سياق الانتخابات الرئاسية، تحولت هذه المسألة إلى مواجهة حقيقية بين المرشحَين اللذين سيتواجهان في 5 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.