يورانيوم أمريكي لكييف.. مكافأة لأوكرانيا أم محاولة لحسم الحرب؟
وسط حديث أمريكي عن مؤشرات تظهر تقدمًا للقوات الأوكرانية في هجومها المضاد، حاولت واشنطن إنعاش شرايين كييف، ورفع معنوياتها بشحنة ذخائر تحتوي على اليورانيوم المنضب.
شحنة تعد جزءًا من حزمة مساعدات عسكرية جديدة لكييف من المقرر الكشف عنها الأسبوع المقبل، بحسب وثيقة اطلعت عليها "رويترز"، وأكد محتواها مسؤولان أمريكيان بشكل منفصل.
وقال المسؤولان الأمريكيان، إن إدارة الرئيس جو بايدن سترسل لأول مرة ذخائر خارقة للدروع تحتوي على اليورانيوم المنضب إلى أوكرانيا.
وبإمكان القذائف من هذا النوع المساعدة في تدمير الدبابات الروسية، ويمكن إطلاق الذخائر من دبابات أبرامز الأمريكية التي قال مصدر مطلع إن من المتوقع تسليمها لأوكرانيا خلال أسابيع.
وقال أحد المسؤوليْن الأمريكييْن، إن حزمة المساعدات الجديدة ستتراوح قيمتها بين 240 مليون دولار و375 مليون دولار بحسب محتواها.
ما سر التوقيت؟
تلك الشحنة تأتي في الوقت الذي قال فيه البيت الأبيض يوم الجمعة، إن الولايات المتحدة رصدت تقدما ملحوظا حققته القوات الأوكرانية في زابوريجيا بجنوب البلاد خلال الأيام الثلاثة الماضية، مضيفا أنه لا يمكنه تأكيد تقارير عن وضع صواريخ روسية عابرة للقارات في وضع استعداد للقتال.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي: "لاحظنا في الاثنتين والسبعين ساعة الماضية أو نحو ذلك، بعض التقدم الملحوظ الذي حققته القوات المسلحة الأوكرانية... في الخط الجنوبي للتقدم من منطقة زابوريجيا، وحققت بعض النجاح ضد الخط الثاني من الدفاعات الروسية".
وفي حديثه للصحفيين في مؤتمر عبر الهاتف، قال كيربي إن الاستفادة من النجاح أمر بيد أوكرانيا، مضيفًا: "هذا لا يعني القول.. إنهم لا يدركون أن قتالا شديدا ما زال أمامهم في محاولتهم التقدم جنوبا" أو أن روسيا ليس بوسعها شن هجوم مضاد.
وقال كيربي أيضا إنه لا يمكنه تأكيد تقارير أفادت يوم الجمعة بأن روسيا أدخلت صواريخ سارمات الباليستية العابرة للقارات والقادرة على حمل أسلحة نووية في الخدمة للمشاركة في القتال.
هل مكافأة لأوكرانيا؟
ورغم أنه غير معلوم، ما إذا كانت الشحنة الأمريكية، مكافأة لأوكرانيا على "التقدم" الذي زعمته واشنطن، أو محاولة لتكبيد القوات الروسية خسائر أكبر؛ بإدخال الأسلحة النووية إلى ميادين القتال، مُخاطرة برد نووي روسي، قد يعقد الأزمة، بحسب مراقبين.
وكانت أوكرانيا أعلنت يوم الجمعة أنها شنت هذا الأسبوع هجوما بمسيّرات على مطار روسي انطلاقا من الأراضي الروسية للمرة الأولى، حيث تسعى كييف لنقل العمليات الحربية وصولا الى روسيا في أوج الهجوم المضاد لتحرير المناطق التي تسيطر عليها موسكو.
وأعلن رئيس الاستخبارات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف عبر "تلغرام"، أن "المسيرات التي استخدمت لشن هجوم على قاعدة كريستي الجوية في بسكوف أطلقت من داخل روسيا"، مضيفا: "أصيبت أربع طائرات عسكرية شحن روسية من طراز إيل-76 نتيجة الهجوم".
وقال في مقابلة مع موقع "ذي وور زون"، "ننشط في الاراضي الروسية"، مضيفًا: "تم تدمير (طائرتين عسكريتين روسيتين) وإلحاق أضرار بطائرتين أخريين". كما نشر الموقع صورا عبر الأقمار الاصطناعية تظهر طائرات متفحمة.
واستهدفت طائرات بدون طيار ليل يوم الأربعاء، مطار بسكوف شمال غرب روسيا على الحدود مع إستونيا ولاتفيا وبيلاروس.
وردا على سؤال حول الموقع الذي انطلقت منه هذه المسيرات، اكتفى المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول الأربعاء، إن "خبراء عسكريين يعملون على تحديد مسار الطائرات بدون طيار لاتخاذ التدابير اللازمة لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث".
وبينما تستهدف مسيرات بشكل منتظم المناطق الروسية المتاخمة لأوكرانيا وموسكو، يندر أن تنفذ هجمات في أقصى الشمال، على بعد حوالي 700 أو 800 كيلومتر من الحدود الأوكرانية.
وأكد الكرملين هذا الأسبوع أن خبراء عسكريين يعملون على تحديد الطرق التي تسلكها الطائرات بدون طيار من أجل "منع مثل هذه المواقف في المستقبل".
aXA6IDMuMTM3LjE1OS4xNyA=
جزيرة ام اند امز