ضغوط تثقل كاهل ألمانيا.. هل يصل "الوحش" لأوكرانيا أعرج؟
يرتفع منسوب الضغط على الحكومة الألمانية، لكنه من الخارج هذه المرة، بعد أن نجح اجتماع الـ48 ساعة في لملمة الضغوط الداخلية مؤقتا.
الضغط الخارجي المتزايد متعلق بتسليم صواريخ كروز طراز "ترووس" المعروف باسم "الوحش" لكييف، وهو ضغط يتزايد بشكل تدريجي، على غرار ما حدث وقت الجدل المرتبط بتسليم دبابات ليوبارد الألمانية للجيش الأوكراني قبل أشهر.
وفي أحدث حلقات الضغط، الخميس، وجه وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، نداء جديدا لألمانيا لتزويد بلاده بصواريخ كروز طراز "توروس".
وقال كوليبا على هامش اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في إسبانيا إنه: "لا توجد في الواقع حجة موضوعية واحدة ضد اتخاذ هذا القرار"، مشيرا إلى أن فرنسا وبريطانيا قدمتا بالفعل صواريخ كروز بعيدة المدى.
وتطالب أوكرانيا بالصواريخ الألمانية منذ فترة، ولكن المستشار أولاف شولتز يبدي تحفظه حتى الآن بشأن اتخاذ مثل هذه الخطوة، بسبب مخاوف من إمكانية ضرب هذه الصواريخ أهدافا في الأراضي الروسية.
وفي مقابلة صحفية سابقة، قال شولتز: "بغض النظر عن المطالب، التي تم تقديمها لألمانيا: سأواصل دراسة كل قرار بعناية ولن أفعل أي شيء متهور أبدا".
في يونيو/حزيران الماضي، نقلت صحف غربية عن مصادر قولها، إن أوكرانيا طلبت رسميا من ألمانيا تزويدها بصواريخ كروز بعيدة المدى من طراز "توروس" قادرة على الوصول إلى موسكو.
وحينها، أفادت التقارير بأن مبادرة تزويد أوكرانيا بصواريخ توروس أطلقها رودريخ كيزيفيترو عضو البرلمان (البوندستاغ)، أي مجلس النواب الألماني الاتحادي.
وذكرت التقارير أنه: "تحدث الرئيس فولودومير زيلينسكي عن هذا (حول إرسال الصواريخ) مع المستشار أولاف شولتز، خلال زيارته إلى برلين في أوائل مايو/أيار الماضي".
ووفق الصحيفة، يمكن أن تستخدم الصواريخ لمقاتلات "إف-16" التي وعد الغرب في السابق بإرسالها إلى كييف وبدأ بالفعل في تنفيذ وعوده.
لكن نظرا لخصائص ومدى صواريخ توروس، تخشى ألمانيا أن تستخدم كييف أسلحة مثل صواريخ توروس التي يمكن أن تحلق لمسافة 500 كيلومتر، لاستهداف موسكو.
هذه هي النقطة المهمة في التحفظ الألماني على تسليم هذه الصواريخ إلى كييف، وبدأت أصوات تطالب بتقييد مدى هذه الصواريخ قبل تسليمها لأوكرانيا، بحيث لا تكون قادرة على اختراق الحدود الروسية، وفق صحف ألمانية.
لكن السياسي من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، رودريش كيسويتر، يعارض مثل هذا التقييد. وقال إن: "التعديل الفني لـ "توروس" لن يؤدي إلا إلى مزيد من التأخير وهو أمر غير منطقي".
وأضاف: "بل أن هذه المناقشة الزائفة هي إشارة إلى أن المستشار أولاف شولتز ( المنتمي للحزب الاشتراكي الديمقراطي) لا يثق في أوكرانيا".
لكن كيسويتر عاد وقال إن إعادة برمجة الصواريخ "يمكن أن تكون ممكنة في غضون أسابيع قليلة". إلا أن هذا يتعارض مع فعالية "توروس" في المعارك.
وأضاف أن "الغرض من صاروخ كروز هو الدقة العالية ومداه 500 كيلومتر"، وتقييده يقلل من إمكاناته.
السياسي المتخصص في شؤون الدفاع والخارجية قال إنه "من الممكن أن يكون فرض قيود على استخدام الصواريخ أكثر منطقية إذ جاء من خلال الاتفاق مع الحكومة الأوكرانية، كما أن كييف لا تستخدم صاروخ كروز البريطاني "ستورم شادو" على الأراضي الروسية".
وأعرب عن مخاوفه قائلا "أخشى أن المستشار شولتز يريد منع استخدام توروس فيما هو أكثر منطقية من الناحية العسكرية والاستراتيجية: تحرير شبه جزيرة القرم".
فيما نقلت مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن مصادر رفيعة مؤخرا، "إن المحادثات بين الحكومة الاتحادية والشركة المصنعة لتوروس جارية، إذ طلب وزير الدفاع بوريس بيستوريوس (SPD) من الشركة دمج قيود برمجة الأهداف في أنظمة الصواريخ".
ووفق المجلة، يريد المستشار شولتز استخدام التعديلات التقنية على برامج عمل "توروس"، لمنع أوكرانيا من تنفيذ هجمات على الأراضي الروسية بهذا السلاح بعيد المدى".
وبحسب "شبيجل"، فإن المستشار لا يريد الموافقة على تسليم "توروس" إلا عندما يقتنع بالتعديل الفني.
ووفق ما علمته "العين الإخبارية"، فإن عملية تقييد الصواريخ تستغرق عدة أسابيع، لكنها لا تحظى بتأييد جميع أحزاب الائتلاف الحاكم، إذ ينتقدها حزبا الخضر والديمقراطي الحر، فيما يتمسك بها المستشار وحزبه الاشتراكي الديمقراطي.
وعقدت أحزاب الائتلاف الحاكم الثلاثة، اجتماعا استمر 48 ساعة، في قلعة على بعد 70 كيلومترا من برلين، يومي الثلاثاء والأربعاء، الماضيين، لمحاولة حل الخلافات الداخلية في الحكومة، والتي عصفت بشعبيتها، وكانت موضوعات النقاش اقتصادية الطابع، وخرجت الأحزاب ببيانات متفائلة بعدها.
aXA6IDMuMTQ1LjU4LjE1OCA= جزيرة ام اند امز