دراما في روسيا وفشل في ألمانيا.. "عين برلين" تعاني
دراما لمدة 24 ساعة جذبت أنظار العالم إلى روسيا التي مرت من الفوضى إلى التهدئة، لكن "الفشل البارز" كان في برلين.
إذ شاركت المخابرات الخارجية الألمانية النتائج التي توصلت إليها مع قادة الحكومة، صباح السبت، بعد أن كان تمرد فاغنر قطع شوطا كبيرا بالفعل، ما أبرز ضعف مصادر المعلومات للجهاز الاستخباراتي الألماني.
- تملكها قلق من "مصير بوتين".. هكذا علمت الاستخبارات الأمريكية بتمرد فاغنر
- "طباخ الريّس".. قائد فاغنر "المتمرد" رفيق درب بوتين
ووفق مجلة "دير شبيغل" الألمانية، فإن "الحكومة تفاجأت بأداء جهاز الاستخبارات الخارجية، ويبدو أن هناك قناعات بأن الجهاز فشل تماما كنظام إنذار مبكر".
ولم تقدم الاستخبارات الألمانية نتائج عملها وتحليل معلوماتها للحكومة قبل صباح السبت، بالتزامن مع سيطرة فاغنر بالفعل على مدينة رستوف وخروجها في مسيرة نحو موسكو، قبل أن تتوصل لاتفاق مع الرئيس فلاديمير بوتين يقضي بالتهدئة.
وفي اليوم السابق على التمرد، وبالتحديد الجمعة، شارك أعضاء البوندستاغ "البرلمان" في إحاطة سرية للاستخبارات حول الوضع في أوكرانيا في وزارة الدفاع.
ووفق دير شبيغل، لم تقل الاستخبارات كلمة واحدة عن الصراع على السلطة في روسيا.
في المقابل، كانت أجهزة المخابرات الأمريكية قد علمت بالفعل في منتصف يونيو/حزيران أن قائد فاغنر، يفغيني بريغوجين كان يخطط لعمل عنيف في روسيا.
ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد أبلغت أجهزة المخابرات الأمريكية، ممثلي البيت الأبيض ووزارة الدفاع والكونغرس باضطرابات وشيكة قبل يوم من تقدم قوات فاغنر.
ومع ذلك، من الواضح أن المعلومات الأمريكية لم تصل إلى الاستخبارات الاتحادية الألمانية مسبقًا، أي لم يحدث تبادل معلومات حول هذه النقطة، وفق "دير شبيغل".
لذلك، من المنتظر أن تناقش جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني، الإثنين، القصور في عمل جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني خلال الأزمة الروسية الأخيرة.
ووفق المجلة الأمريكية، قد يضطر رئيس الاستخبارات الخارجية برونو كول، لشرح سبب عدم علم وكالته بالتطورات المهمة في روسيا، خلال الأيام القليلة المقبلة.
وما يصعب الأمور، أن هذا ليس أول فشل للجهاز الألماني، إذ تفاجأ العملاء الألمان باستعادة طالبان السيطرة على أفغانستان في أغسطس/آب 2021.
كما لم تتوقع دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية أن يحدث الهجوم الروسي على أوكرانيا في فبراير/شباط من العام الماضي، بل إن رئيس الجهاز كان في كييف وقت بداية الهجوم، وتم إجلاؤه بعملية سرية.