«الاختلاس» يضع مسؤولين في روسيا وأوكرانيا بقفص الاتهام.. عزل وإيقاف
من مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الأوكرانية إلى نائب مدير وكالة الفضاء الروسية، طوق الاتهام بـ«الاختلاس»، قيادات بالبلدين المتناحرين.
فجهاز الأمن الأوكراني ووزارة الدفاع أكدا يوم الجمعة أنهما اكتشفا مخططا لشراء قذائف مدفعية عن طريق الاحتيال يتضمن اختلاس ما يعادل نحو 40 مليون دولار.
وأصبح الفساد في أوكرانيا، بعد مرور أكثر من ثلاثين عاما على نهاية الحكم السوفياتي، قضية أكثر أهمية مع تقدم كييف بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وأثارت حوادث الفساد في الجيش، بما في ذلك في مجال المشتريات، العديد من الفضائح البارزة.
وقال بيان صادر عن جهاز الأمن الأوكراني إن المخطط ركز على عقود شراء قذائف المدفعية.
وتخلت وكالة المشتريات التي أنشأتها وزارة الدفاع في الآونة الأخيرة عن عقد لتأمين القذائف بأسعار أعلى من أسعار السوق، وأبرمت صفقة جديدة تقضي باستبعاد الوسطاء، وخفض السعر بشكل كبير.
لكنها قالت إن مسؤولا كبيرا بالوزارة مدد العقد السابق وتم إيداع أموال بقيمة نحو 1.5 مليار هريفنيا (40 مليون دولار) في حسابات مملوكة للشركات الوسيطة.
فضائح فساد
وبحسب البيان، فإنه تم عزل المسؤول، المشتبه به الرئيسي في القضية، من مهامه، واتخاذ الإجراءات القانونية ضده، فيما تجرى محاولات لاستعادة الأموال.
وأكدت وزارة الدفاع أن الأسبوع الماضي شهد الكشف عن المخطط، بالإضافة إلى إجراء عملية تدقيق في النشاط غير القانوني، وتفتيش داخل الوزارة وفي مقرات أخرى.
وطاولت فضائح الفساد المستشري في أوكرانيا العديد من مسؤولين في الأشهر الأخيرة، وخاصة داخل الجيش ووزارة الدفاع.
وفُتحت تحقيقات خصوصا في توريد ذخيرة وسترات مضادة للرصاص ذات نوعية رديئة وشراء منتجات غذائية وأزياء رسمية للجنود بأسعار مبالغ فيها، وكذلك شراء برمجيات للأمن السيبراني.
وفي مطلع أغسطس/آب الماضي، أقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي جميع المسؤولين الإقليميين المسؤولين عن التجنيد العسكري، من أجل اجتثاث ممارسات فساد تسمح للمجندين بالتهرب من الخدمة العسكرية.
وتشكل مكافحة الفساد أحد معايير الاتحاد الأوروبي لفحص ترشيح أوكرانيا التي تلقت عشرات المليارات من اليورو على شكل مساعدات غربية منذ بداية الحرب مع روسيا.
ماذا عن روسيا؟
في حادث مشابه، أودع نائب مدير وكالة الفضاء الروسية (روسكوزموس) أوليغ فرولوف الحبس الاحتياطي الجمعة في قضية تتعلق باختلاس أكثر من 4,3 مليون يورو من القطاع الذي يعاني أزمات متعددة.
وقالت لجنة التحقيق الروسية المسؤولة عن التحقيقات الجنائية الكبرى في بيان إن فرولوف وشخصين آخرين متهمون بارتكاب «عمليات احتيال واسعة النطاق» تشمل مبالغ تصل إلى 435 مليون روبل.
وأضافت: «شارك فرولوف، مستغلا منصبه الرسمي، في مؤامرة إجرامية مع اثنين آخرين من المتآمرين. أثناء تنفيذ العقد، سرقوا أموالا من الميزانية عند شراء معدات».
ووضع نائب مدير وكالة روسكوزموس رهن الحبس الاحتياطي في انتظار محاكمته، بحسب المصدر نفسه.
ويعاني قطاع الفضاء الروسي منذ سنوات من مشاكل في التمويل وفضائح فساد وإخفاقات محرجة مثل تحطم المسبار القمري لونا-25 في أغسطس/آب الماضي.
لكن الصعوبات لم تثبط طموحات موسكو التي تريد بناء محطة فضائية خاصة بها لتحل محل قسمها المتهالك في محطة الفضاء الدولية واستئناف المهام القمرية.