حرب أوكرانيا.. 4 أسباب لبلوغ خط النهاية في 2025
هل تنتهي حرب أوكرانيا في 2025؟ سؤال كانت الإجابة عنه بـ«نعم» لها أسبابها، وبـ«لا»، لها أسبابها -كذلك-.
وتقول صحيفة «ذا ناشيونال إنترست»، إن هناك أربعة أسباب تجعل العام المقبل هو العام الذي تنتهي فيه الحرب في أوكرانيا، فيما توجد هناك أسباب أخرى -كذلك- تجعلها تستمر في المستقبل المنظور؛ بينها: الفجوة الهائلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني زيلينسكي بشأن الشروط المحتملة.
ورغم ذلك، إلا أن العوامل المؤيدة لإنهاء الحرب تكتسب زخما. فما هي هذه العوامل؟
السبب الأول:
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن التحرك العسكري «الجريء» الذي قامت به أوكرانيا في منطقة كورسك، كان له «تأثير كبير» على المدى القصير، بإعادته الحرب إلى روسيا، وإثبات أن موسكو معرضة للخطر، بحسب الصحيفة الأمريكية.
ومن المرجح أن يكون هذا التطور قد جعل حرب بوتين المستمرة أكثر إثارة للجدل بين الروس، كما كان الهجوم على روسيا بمثابة معزز للمعنويات في أوكرانيا.
فخلال جزء كبير من عام 2024، كان الأوكرانيون يكافحون عسكريا ويعانون اقتصاديا، مما أدى إلى تضاؤل الدعم للحرب، إلا أن الهجوم أدى إلى إبطاء تراجع الدعم السياسي الغربي للحرب في أوكرانيا، وفرض تكاليف عسكرية وسمعة إضافية على روسيا.
وإذا كان من الممكن استمرار احتلال الأراضي الروسية، فقد يكون هذا بمثابة ورقة مساومة في أي مفاوضات حول نهاية الحرب.
السبب الثاني:
في الوقت نفسه، فإن تقدم أوكرانيا نحو روسيا كان محفوفاً بالمخاطر، فقد اضطرت إلى سحب نحو عشرة آلاف جندي من مهمتهم الدفاعية الحاسمة السابقة في شرق أوكرانيا، مما اعتبر فرصة لروسيا لاستغلالها كما فعلت بالفعل، وخاصة في دونيتسك، حيث يحرز بوتين تقدماً.
وأصبحت التكتيكات الروسية أكثر عنفا، مما أسفر عن زيادة الضحايا والخسائر في صفوف الأوكرانيين سواء على ساحة المعركة في شرق أوكرانيا أو في أماكن أخرى.
ويبدو أن الهدف الروسي هو «شل» البنية الأساسية للطاقة في أوكرانيا استعداداً للشتاء المقبل، وهو ما عملت عليه موسكو عبر تكثيف هجماتها ضد توليد الطاقة في أوكرانيا، في نمط من العمليات مرجح أن يستمر.
ومن المرجح أن تكون النتيجة خفض توافر الطاقة إلى حوالي اثنتي عشرة ساعة في اليوم، مما يشكل عبئاً كبيراً على السكان المدنيين ومن المرجح أن يجعل استمرار الحرب أقل شعبية.
السبب الثالث:
بحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن الخيارات المتاحة لكل من روسيا وأوكرانيا للتصعيد العسكري الكبير محدودة للغاية ومحفوفة بالمخاطر، مشيرة إلى أنه من الناحية المثالية، تود أوكرانيا الحصول على أعداد كبيرة من الأسلحة بعيدة المدى التي يمكنها أن تهدد روسيا أو تزيد من مشاركة حلف شمال الأطلسي أو أعضائه في الصراع.
وبينما من المرجح أن يرى رئيس أوكرانيا وفريقه أن هذه هي الخطوات التي يمكن أن تحرك الحرب لصالحهم، إلا أن هناك مخاطر محتملة مرتبطة بالتصعيد والصراع بين روسيا والغرب، كما يقدرها القادة الأمريكيون وغيرهم من القادة الغربيين الرئيسيين.
ومن ناحية أخرى، هددت روسيا في بعض الأحيان باللجوء إلى الأسلحة النووية، لكن مثل هذه الخطوة تنطوي على مخاطر على جبهات متعددة، ومن غير المرجح أن تُمارَس إلا في ظروف متطرفة إلى الحد الذي يجعل اللجوء إليها مستبعداً إلى حد كبير.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الخيارات الواقعية هي التوصل إلى تسوية قريبا أو تسوية بعد سنوات من نفس الوضع.
السبب الرابع:
يتمثل السبب الرابع في أن الولايات المتحدة وأوروبا لا تؤيدان تمديد الحرب إلى أجل غير مسمى، فرغم أن الدور الأمريكي كان حاسما في دعم أوكرانيا، إضافة إلى الدور الأوروبي الذي حل ثانيا، إلا أنه في أعقاب الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة المرتقبة، ستقلل واشنطن من دعمها بمرور الوقت، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن المرشح الرئاسي دونالد ترامب -حال فوزه- سيدفع بسرعة نحو تسوية دبلوماسية، لكن منافسته كامالا هاريس ستجد صعوبة في الحفاظ على مستويات الدعم الحالية.
ومن المرجح أن يؤدي الاتجاه في أوروبا، وخاصة في ألمانيا في أعقاب الانتخابات الأخيرة، حيث حققت المجموعات المعارضة لدعم الحرب في أوكرانيا أداء جيدا، إلى تعديل برلين لسياساتها بشكل كبير.
وقد أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز بالفعل عن عزمه على الدفع نحو اتفاق سلام من خلال مؤتمر سلام، وهو المؤتمر الذي تشارك فيه روسيا، على عكس مؤتمر السلام الأخير في سويسرا.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه في أعقاب الانتخابات الأمريكية، سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها أن يتبنوا تسوية تفاوضية للحرب في أوكرانيا كهدف شامل.
ودعماً لهذا الهدف، يجب أن تكون الاستراتيجية ذات شقين: لابد وأن يظل الدعم لأوكرانيا قوياً، لأن بوتين لن يكون مهتماً بالتوصل إلى تسوية تفاوضية من دون ذلك، ولابد وأن يكون هناك انخراط قوي بنفس القدر مع كل من روسيا وأوكرانيا بشأن أشكال المفاوضات وشروط التوصل إلى نتيجة معقولة.