أوكرانيا في شهرها الـ7.. دعم أوروبي وهجمات صاروخية والدبلوماسية حائرة
دعم أوروبي وهجمات صاروخية على كييف فيما الدبلوماسية ما زالت تتلمس طريقها إلى الأزمة الأوكرانية التي تشهد تحولات جذرية في شهرها السابع.
فخارجيًا تجري روسيا والصين مناورات بحرية وتدريبات مشتركة، فيما يعقد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينج لقاء وصف بـ"الهام"، ستكون الأزمة الأوكرانية محور اهتمامه، فيما وصلت الخميس إلى العاصمة كييف رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في رسالة دعم لا تخطئها العين للبلد الأوراسي.
تلك التطورات الخارجية والداخلية، تأتي في الوقت الذي أكدت فيه تقارير أن القوات الروسية "تعاني" من "انتكاسة" هذا الشهر بعد هجوم مباغت للقوات الأوكرانية في منطقة خاركيف، شمال شرق البلاد.
فأين وصلت الحرب الأوكرانية؟
كانت الـ24 ساعة الماضية حُبلى بالأحداث على طريق الأزمة الأوكرانية المُلبد بالأشواك، والتي بدأها الرئيس فولوديمير زيلينسكي، بزيارة مفاجئة إلى إيزيوم التي كانت حتى قبل أربعة أيام معقل روسيا الرئيسي في منطقة خاركيف، وأشرف على رفع العلم الأوكراني بلونيه الأزرق والأصفر أمام مبنى مجلس المدينة المتفحم.
وقال الرئيس الأوكراني، إن "سلطات إنفاذ القانون لدينا يتلقون بالفعل أدلة على أعمال قتل وتعذيب واختطاف على أيدي المحتلين"، مشيرًا إلى أن هناك "أدلة على إبادة جماعية ضد الأوكرانيين".
وأضاف: "لم يقوموا سوى بالتدمير والاحتجاز والترحيل، وتركوا القرى مدمرة، وفي بعضها لم ينجُ منزل واحد"، في تصريحات نفتها روسيا، فيما لم يتسن لـ"العين الإخبارية" التحقق على الفور من التقارير الخاصة بساحة المعركة.
ووفقًا لأحدث تقرير صادر عن معهد دراسة الحرب، وهو مركز أبحاث مقره الولايات المتحدة، فإن الهجوم المضاد لأوكرانيا في إقليم خاركيف أدى إلى تدهور أنظمة المدفعية والدفاع الجوي الروسي في المنطقة.
هجمات روسية
وتقول هيئة الأركان العامة الأوكرانية في بيان صادر عنها مساء الأربعاء، إن كثافة هجمات المدفعية الروسية على مدينة خاركيف قد انخفضت بشكل كبير، مما يشير إلى أن الهجوم المضاد الأوكراني قد "أضعف" قدرة القوات الروسية على شن ضربات بالمدفعية الروتينية على وسط مدينة خاركيف حيث تم دفع القوات الروسية باتجاه الشرق.
ورغم ذلك، إلا أن أولكسندر فيلكول، رئيس الإدارة العسكرية في بلدة كريفي ريه، قال في منشور على "تليجرام"، إن 112 منزلاً غمرت المياه في المنطقة التي ضربتها غارة روسية بثمانية صواريخ كروز، مشيرًا إلى أن العمل جار لإصلاح السد على نهر "إنهوليت"، فيما كادت الفيضانات تنحسر.
ومن المقرر أن تستأنف خدمات السكك الحديدية بين خاركيف وبالاكليا في إقليم خاركيف يوم الخميس، وفقًا لصحيفة "كييف إندبندنت"، التي قالت إنه بناءً على بريد برقية من السكك الحديدية الأوكرانية، فإن العمال أصلحوا بالفعل الجسور وعشرات المسارات المتضررة.
"تقدم" أوكراني
وتقول صحيفة "كييف إندبندنت"، إن القوات الأوكرانية أسقطت أربع طائرات روسية خلال الـ24 ساعة الماضية، بناءً على تحديث من هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وأوضحت أن ثلاث طائرات روسية من طراز Su-25 وطائرة Su-24 m أُسقطت في أثناء عملها فوق الأراضي الأوكرانية، في حين استمر التكتيك الأساسي للقوات الروسية في استهداف المستوطنات المدنية، على حد قولها.
وتقول وزارة الدفاع البريطانية في أحدث إيجاز لها إن أوكرانيا واصلت تعزيز سيطرتها على منطقة خاركيف المحررة حديثًا، مشيرة إلى أن بعض القوات الروسية "فرت" من تقدم القوات الأوكرانية، تاركة وراءها معدات رئيسية.
يأتي ذلك، فيما وصلت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إلى كييف، قائلة في تغريدة عبر حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنها ستلتقي بالرئيس فولوديمير زيلينسكي ورئيس وزراء أوكرانيا دينيس شميهال.
دعم أوروبي
وفي كلمة ألقتها أمام البرلمان الأوروبي أمس، أصرت فون دير لاين، على أن "بوتين سيفشل وستنتصر أوروبا"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي سيواصل مساره بفرض عقوبات على روسيا.
الدعم الأوروبي لم يكن فقط ممثلا في زيارة المسؤولة الأوروبية لكييف، بل إن اجتماعًا لوزراء تجارة مجموعة السبع في قلعة نويهاردينبيرج في ولاية براندنبورغ، أكد فيه وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن أوكرانيا بحاجة إلى 350 مليار يورو (300 مليار جنيه إسترليني / 350 مليار دولار) لإعادة الإعمار.
ولدى سؤاله عن احتمالات الحرب، قال هابيك: "يمكنك الآن أن ترى أنها قد تنتهي بانتصار الحرية والديمقراطية".
وتقول صحيفة "الجارديان"، إن "هزيمة" الجيش الروسي في منطقة خاركيف الأوكرانية ستكون على الأرجح نقطة تحول في معركة كييف لطرد القوات الروسية من البلاد، لكنها قد تسبب أيضًا تداعيات أوسع بكثير لموسكو، حيث تشهد دول الاتحاد السوفياتي السابق الأخرى ما يبدو أنه حدود قدرات موسكو.
ومع انسحاب قوات موسكو من منطقة خاركيف، قال مراسل "الجارديان" في روسيا أندرو روث، إن بعض مؤيديها في حالة صدمة مع تراجع الكرملين عن تعهد ساعد في نشر القوة في البلدات والقرى التي سيطرت عليها القوات الروسية في وقت سابق.
"انتصار" روسي
في المقابل، قال نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية لمنطقة خيرسون، كيريل ستريموسوف، إن القوات المسلحة الروسية وقوات جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك صدت إنزالا للجيش الأوكراني من البحر الأسود باتجاه المنطقة.
وفيما قال المسؤول العسكري الروسي، إن الإنزال الأوكراني حاول اختراق منطقة خيرسون، دون جدوى، أكدت وزارة الدفاع الروسية، أن المحاولة الحالية ليست الأولى للقوات المسلحة الأوكرانية للدخول من هذا الاتجاه؛ فتقرير وزارة الدفاع الصادر يوم أمس الأربعاء، أكد أن مقاتلات القوات الجوية الروسية تمكنت من "اصطياد" مروحية من طراز "مي-8" تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، تحمل على متنها مجموعة "تخريبية" واستطلاعية بالقرب من كينبورنسكايا كوسا.
وقال كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة العسكرية المدنية في مقاطعة خيرسون جنوب أوكرانيا، إن عدد "الأسرى" الأوكرانيين مستمر في الازدياد بالمقاطعة، وأن القوات الروسية تعاملهم بإنسانية.
"خسائر" أوكرانية
وأكد ستريموسوف في وقت سابق أن قوات كييف تكبدت منذ نهاية أغسطس/آب خلال محاولاتها الهجوم المضاد على خيرسون، حوالي 3500 عسكري.
يأتي ذلك فيما وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى مدينة سمرقند الأوزبكية استعدادًا للقاء نظيره الصيني شي جين بينج، لبحث الأوضاع في أوكرانيا وتايوان، في اجتماع وصفه الكرملين بأنه يحظى "بأهمية خاصة".
وأظهر جدول وزعه الوفد الروسي على وسائل الإعلام أن بوتين وشي سيلتقيان في وقت مبكر من بعد ظهر يوم الخميس، على هامش حضورهما اجتماع منظمة شنغهاي للتعاون (مجموعة أمنية إقليمية) في أوزبكستان.
وقبيل استعداد القادة للقاء، أجرت الصين وروسيا مناورات بحرية مشتركة في المحيط الهادئ، فيما قالت وكالة "رويترز" إن أساطيل البلدين أجرت مناورات وتدريبات تكتيكية باستخدام المدفعية والمروحيات.
aXA6IDE4LjE4OC4xMDcuNTcg
جزيرة ام اند امز