أوكرانيا على صفيح ساخن.. معارك وانفجارات شرقا وجنوبا
من شرقها إلى جنوبها، كانت أوكرانيا على موعد مع معارك عنيفة وانفجارات وسط غموض حول مصير العملية العسكرية الروسية التي دخلت شهرها الخامس.
الجيش الأوكراني أعلن، اليوم السبت، أن مدينة ليسيتشانشك الواقعة في شرق أوكرانيا والتي تشهد منذ أيام معارك عنيفة، "ليست محاصرة"، مناقضا بذلك ما أعلنته قوات مدعومة من الجيش الروسي.
وقال المتحدث باسم الحرس الوطني الأوكراني رسلان موزيتشوك إن "معارك عنيفة تدور في محيط ليسيتشانسك. لحسن الحظ أن المدينة ليست محاصرة وهي تحت سيطرة الجيش الأوكراني"، نافيا بذلك ما سبق أن أعلنه ممثل للقوات الانفصالية في لوهانسك.
انفجارات
هزت انفجارات عنيفة ميكولايف، تلك المدينة الواقعة في جنوب أوكرانيا، بعد أيام شهدت سقوط صواريخ روسية على مبنى سكني ومركز تسوق في مدن أخرى، مما أسفر عن مقتل العشرات.
وبحسب أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية ميكولايف، فإن صفارات الإنذار دوت من الغارات الجوية في المنطقة التي تقع على حدود ميناء أوديسا الحيوي على البحر الأسود، فيما طالب المواطنين بالبقاء في الملاجئ.
وتقول كييف إن موسكو كثفت هجماتها الصاروخية على أهداف بعيدة عن جبهات القتال وإنها قصفت عمدا مواقع مدنية بينما تحقق القوات الروسية مكاسب في ساحة المعركة في الشرق، حيث قصفت المناطق الحضرية بالمدفعية.
وتقول روسيا إنها تستهدف مواقع عسكرية وتنفي استهداف المدنيين. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "القوات المسلحة الروسية لا تتعامل مع أهداف مدنية".
وتسبب القصف الروسي في تهدم مبنى سكني أمس الجمعة في أوديسا، وتقول السلطات أن هذا القصف تسبب في مقتل ما لا يقل عن 21 شخصا. وجاء بعد قصف يوم الاثنين استهدف مركزا للتسوق في مدينة كرمنتشوك في وسط البلاد قال مسؤولون إنه أسقط ما لا يقل عن 19 قتيلا.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالضربات في خطابه المصور الليلي أمس الجمعة ووصفه بأنها "إرهاب روسي دقيق ومتعمد ومستهدف وليس نوعا من الخطأ أو ضربة صاروخية عرضية"، على حد قوله.
وقالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم السبت، إنها دمرت مواقع للجيش الأوكراني في ميكولايف ومنطقة دونباس الشرقية بأسلحة عالية الدقة وضربت مواقع أخرى مرتبطة بالجيش في منطقة زابوريجيا الجنوبية وخاركيف في الشمال.
يوم الحداد
وساعد سكان قرية سيرهيفكا السياحية القريبة من أوديسا العمال في انتشال أنقاض المبنى السكني المكون من تسعة طوابق، والذي دُمر جزء منه في قصف يوم الجمعة.
وقال أولكسندر أبراموف، الذي يعيش في المنطقة "جئنا إلى الموقع، وقمنا بتقييم الوضع مع موظفي الطوارئ والسكان المحليين، وساعدنا الناجين معا، كما ساعدنا في نقل القتلى بعيدا" وستقيم المنطقة يوما للحداد اليوم السبت.
جاء الهجوم على سيرهيفكا بعد وقت قصير من انسحاب روسيا من جزيرة الأفعى، وهي نتوء صخري استراتيجي في البحر الأسود على بعد 140 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من أوديسا وسيطرت عليه روسيا في اليوم الأول من الحرب.
واستخدمت روسيا جزيرة الأفعى لفرض حصار على أوكرانيا، وهي واحدة من أكبر مصدري الحبوب في العالم ومنتج رئيسي لبذور الزيوت النباتية.
وتعطلت الصادرات مما تسبب في زيادة أسعار الحبوب والغذاء حول العالم.
تنفي روسيا، وهي أيضا منتج كبير للحبوب، أنها من تسببت في أزمة الغذاء، وأنحت باللوم على العقوبات الغربية في الإضرار بصادراتها.
والتقى بوتين برئيس إندونيسيا، يوم الخميس، وتحدث عبر الهاتف، يوم الجمعة، مع رئيس وزراء الهند ووعد زعيمي البلدين اللذين يعدان مستوردين رئيسيين للأغذية بأن روسيا ستواصل توريد الحبوب.
تصعيد القصف
تقف موسكو على أبواب إقليم لوجانسك منذ أن انتزعت السيطرة على مدينة سيفيرودونيتسك الأسبوع الماضي بعد واحدة من أعنف المعارك في الحرب.
وآخر معقل لأوكرانيا في لوجانسك هو ليسيتشانسك والتي توشك أن تحاصرها القوات الروسية تحت وابل من قذائف المدفعية.
وقال حاكم مدينة لوجانسك سيرهي جايداي عبر تيليجرام "المنازل في القرى التي تتعرض للهجوم تحترق واحدا تلو الآخر"، مضيفا أن القصف منع سكان ليسيتشانسك من إخماد الحرائق.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية كثفت قصفها على نطاق واسع يوم الجمعة في مناطق من بينها خاركيف في الشمال ومواقع التمركز الأوكرانية في المناطق الحدودية في سومي وتشيرنيهيف.
وقال زيلينسكي إن هناك حاجة لوصول مزيد من الأسلحة في شرق وجنوب أوكرانيا. وقالت الولايات المتحدة إنها سترسل اثنين من أنظمة الصواريخ ناسامز أرض/جو وأربعة رادارات إضافية مضادة للمدفعية وكذلك شحنات ذخيرة ضمن أحدث شحنات الأسلحة لكييف.
aXA6IDE4LjIyMS4xODMuMzQg
جزيرة ام اند امز