تعهد بصواريخ وقنابل وتلويح بإرسال قوات.. جرعة كافية لتضميد جراح أوكرانيا؟
وسط انتكاسات عسكرية وتجمد «الانتصارات» على الجبهة الأوكرانية بشكل ولد مخاوف من هزيمة البلد الأوراسي، «انتفضت» دول أوروبية وغربية لمساندة كييف عسكريًا ومعنويًا.
فبعد أيام من قطع الحرب في أوكرانيا تذكرة عامها الثالث، استضافت فرنسا نحو 20 دولة متحالفة مع كييف، لإعلان دعم عسكري، لم يستبعد إرسال قوات إلى البلد الذي يجابه للصمود أمام «الانتصارات» الروسية.
وفي كلمة له في ختام مؤتمر دولي لدعم أوكرانيا ضم أكثر من عشرين من القادة الأوروبيين، رسم ماكرون صورة قاتمة لروسيا التي قال إن مواقفها «تتشدد» في الداخل وفي ساحة المعركة.
وأعلن الرئيس الفرنسي خطوات جديدة لدعم أوكرانيا في معركتها ضد العملية العسكرية الروسية، قائلا إنه ليس من المستبعد إرسال قوات برية غربية لتحقيق هدف أوروبا المتمثل في إنزال الهزيمة بموسكو.
وقال: «نحن مقتنعون بأن هزيمة روسيا ضرورية للأمن والاستقرار في أوروبا»، مضيفا أن روسيا تبدي «موقفا أكثر عدوانية ليس فقط في أوكرانيا بل بشكل عام».
وأشار إلى أنه رغم عدم وجود «إجماع» بشأن إرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا «لا ينبغي استبعاد أي شيء. سنفعل كل ما يلزم لضمان عدم تمكن روسيا من الفوز في هذه الحرب».
وتحدث ماكرون عن إنشاء تحالف جديد لتزويد أوكرانيا بـ«صواريخ وقنابل متوسطة وطويلة المدى»، مشيرًا إلى أن هناك «إجماعا واسعا على فعل المزيد وبشكل أسرع (..) لا يمكن استبعاد أي شيء لتحقيق هدفنا. لا يمكن لروسيا أن تنتصر في هذه الحرب».
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس البولندي أندريه دودا من بين نحو 20 رئيس دولة وحكومة حاضرين في المؤتمر الذي ألقى خلاله الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خطابا عبر الفيديو.
وشارك أيضا وزير الخارجية البريطاني ديفيد كامرون. كما تمثّلت في المؤتمر كل من الولايات المتحدة وكندا.
رسالة واضحة
وأقر مسؤولون غربيون بأن روسيا قد تتفوق عسكريا في النزاع عام 2024 مع نفاد الأسلحة والذخيرة لدى الجانب الأوكراني.
وفي مؤشر على ذلك، أعلنت أوكرانيا الإثنين أنها انسحبت من منطقة لاستوشكين في شرق أوكرانيا التي أعلنت روسيا السيطرة عليها، في هزيمة أخرى للقوات الأوكرانية منذ سقوط أفدييفكا.
وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف الأحد إن نصف المساعدات العسكرية الغربية التي تم التعهّد بها لكييف سلّمت متأخرة، مشيرا إلى أن «التعهّد لا يعني التسليم».
وفي تصريحات كشفت عن حجم الخسائر البشرية التي تكبدتها أوكرانيا، قال زيلينسكي إن 31 ألف جندي أوكراني قتلوا في الحرب مع روسيا.
وأفاد مسؤول في الرئاسة الفرنسية طلب عدم كشف هويته أن على الاجتماع أن يناقض أي «انطباع بأن الأمور تنهار» بعد الانتكاسات التي تعرّضت لها أوكرانيا في ساحة المعركة.
وقال المسؤول: «نريد أن نبعث برسالة واضحة إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين بأنه لن يهيمن في أوكرانيا»، مضيفًا أنه حتى وإن لم تكن هناك أي إعلانات جديدة عن مساعدات، سيبحث المشاركون عن وسائل «للقيام بالأمور بشكل أفضل وأكثر حسما».
نزاع مختلف
وتسري شكوك متزايدة حيال مدى جدوى الدعم الأمريكي طويل المدى لأوكرانيا، في وقت لم تحصل حزمة مساعدات جديدة على موافقة الكونغرس، بينما يتطلع دونالد ترامب للعودة إلى الرئاسة في الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا العام.
وأفاد زيلينسكي الأحد أن انتصار بلاده «يعتمد» على الدعم الغربي، قائلا إن السلطات الأمريكية «تعرف أننا نحتاج إلى هذا القرار في غضون شهر»، في إشارة إلى حزمة الدعم العسكري العالقة في الكونغرس.
وأفاد المسؤول الفرنسي بدوره: «لم نستسلم ولسنا انهزاميين»، مضيفا أن «روسيا لن تحقق أي انتصار في أوكرانيا».
من جانبها، أفادت الدبلوماسية الأمريكية السابقة التي تشغل حاليا منصب مستشارة رفيعة المستوى في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي ديبرا كاغان أنه لو أن الغرب زوّد أوكرانيا أسلحة على غرار مقاتلات «إف-16» أو صواريخ «تورس الألمانية لكنا رأينا نزاعا مختلفا تماما الآن».
وأضافت أن «هذا ما يؤدي إليه التردد، إنه يتسبب بسقوط مزيد من القتلى والدمار والقرارات الأصعب».
لكن المستشار أولاف شولتز دافع عن موقف بلاده تزويد أوكرانيا بصواريخ «تورس» التي تخشى ألمانيا أن تستخدم لاستهداف مواقع في العمق الروسي، قائلا خلال مؤتمر صحافي نظمته وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ): «هذا سلاح بعيد المدى للغاية، وما يفعله البريطانيون والفرنسيون من استهداف ودعم الاستهداف لا يمكن القيام به في ألمانيا».
وفي سياق متّصل، رحّب حلفاء أوكرانيا بتصويت البرلمان المجري الإثنين على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو).
وهنأ ماكرون السويد في حين وصف شولتز هذه الخطوة بأنها «انتصار لنا جميعا». وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه «يوم تاريخي» للتحالف العسكري.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg
جزيرة ام اند امز