اجتماع طارئ وانسحاب غامض.. رياح "الضم" تأتي بما لا تشتهي موسكو

بعد أيام على توقيع روسيا قرارًا بضم 4 مناطق أوكرانية وما تبعه من ردود منددة بالخطوة، بدأت الأمور تسير على غير المأمول بالنسبة لموسكو.
فمن تراجع روسي على الأرض مرورًا بالتعهدات الغربية لتزويد أوكرانيا بمساعدات جديدة إلى عقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة حول أوكرانيا الأسبوع المقبل، سارت الرياح بما لا تشتهيه السفن الروسية.
تطورات تسارعت وتيرتها خلال السويعات القليلة الماضية، بعد تحذير حلف شمال الأطلسي أعضاءه من أن بوتين قد يختبر سلاحا نوويا على الحدود الأوكرانية.
فماذا حدث؟
أحدث ردود الأفعال على التلويح الروسي بالنووي وضم موسكو لـ4 مناطق أوكرانية، كان من البيت الأبيض الذي أعلن اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أبلغ نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بأن واشنطن ستزود كييف بمساعدات أمنية جديدة بقيمة 625 مليون دولار أمريكي، تشمل راجمات صواريخ (هيمارس).
وقال البيت الأبيض في بيان إن كاملا هاريس نائبة الرئيس انضمت إلى المكالمة، مشيرًا إلى أن واشنطن لن تعترف أبدا بضم روسيا لأراض أوكرانية.
اجتماع طارئ
وفيما تعهد الرئيس الأمريكي بمواصلة دعم أوكرانيا في دفاعها عن نفسها أمام في مواجهة "العدوان" الروسي مهما طال الأمد، تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة جلسة طارئة يوم الإثنين المقبل لمناقشة ضم روسيا لأربع مناطق بشرق أوكرانيا، وفقا لخطاب أرسلته الجمعية العامة إلى 194 دولة الأعضاء اليوم الثلاثاء.
وقال دبلوماسيون إنه سيتم إجراء تصويت على مشروع قرار يدين ممارسات موسكو خلال المداولات، فيما لم يتضح ما إذا كان التصويت سيجري يوم الإثنين أم لا، نظرا لوجود عدد كبير من المتحدثين.
وكانت روسيا قد عارضت مشروع قرار مشابه يوم الجمعة في مجلس الأمن الدولي الذي يضم 15 دولة وامتنعت الصين والهند والبرازيل والجابون عن التصويت، ومن المتوقع أن تقرر أغلبية كبيرة لصالح الإدانة في تصويت الجمعية العامة، إلا أنه سيتم الحكم على القرار مقارنة بنتيجتين سابقتين.
تهديدات بريطانية
وفي سياق متصل، قال وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي الثلاثاء، في فعالية على هامش مؤتمر حزب المحافظين، إنه يجب توقف مسلسل "أخطاء" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاستراتيجية، مشيرًا إلى أن أي استخدام للأسلحة النووية سيؤدي إلى عواقب.
وردا على سؤال حول كيفية رد بريطانيا على استخدام روسيا للأسلحة النووية التكتيكية، قال كليفرلي إنه لا يمكنه الخوض في التفاصيل ولكن سيكون هناك رد، مضيفا: "لا مفر من أن يكون الحال هو أن استخدام أي دولة لأسلحة نووية في أي مكان في العالم لن يمر دون رد.. لن أناقش الطبيعة أو الدرجة".
وبعد أن ذكرت صحيفة تايمز البريطانية أن حلف شمال الأطلسي حذر أعضاءه من أن بوتين قد يختبر سلاحا نوويا على الحدود الأوكرانية، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو لا تريد المشاركة في "الخطاب النووي" الذي ينشره الغرب.
وقال كليفرلي إن "الأخطاء الاستراتيجية التي ارتكبها بوتين أضرت بروسيا وتركته في عزلة متزايدة عالميا"، مضيفًا: "يتعين علينا أن نوضح بجلاء أن مسلسل أخطائه الإستراتيجية لا بد أن يتوقف... سنواصل دعم الأوكرانيين في الدفاع عن وطنهم ودعم القواعد والأعراف الدولية".
انسحاب غامض
يأتي ذلك، فيما أشارت خرائط لوزارة الدفاع الروسية إلى انسحاب سريع من مناطق في أوكرانيا، للقوات الروسية من مناطق في شرق وجنوب أوكرانيا، حيث تواجه "ضغوطا شديدة" من هجوم مضاد للقوات الأوكرانية.
وفيما لم تذكر الإفادة المصورة اليومية للوزارة أي عمليات انسحاب، ظهرت على الخرائط المستخدمة لموقع الهجمات الروسية، المنطقة المظللة التي تشير إلى السيطرة العسكرية الروسية أصغر كثيرا من أمس.
وفي شمال شرق أوكرانيا، بدا أن القوات الروسية، المنتشرة على خط المواجهة الممتد لنحو 70 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة كوبيانسك على طول نهر أوسكيل، قد تراجعت نحو 20 كيلومترا نحو الشرق حتى حدود منطقة لوجانسك، ما يعني أن القوات الروسية أخلت آخر ما تبقى لها في منطقة خاركيف الأوكرانية، فيما عدا رقعة صغيرة بين مدينة دفوريتشنا والحدود الروسية.
وفي منطقة خيرسون في جنوب أوكرانيا، تحول خط السيطرة الروسي على الضفة الشرقية من نهر دنيبرو 25 كيلومترا نحو الجنوب على الخريطة إلى خط ممتد إلى الغرب من بلدة دودتشاني المطلة على النهر.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg5IA== جزيرة ام اند امز