واشنطن وسيناريوهات حرب أوكرانيا.. خطط طوارئ تستعد لـ"نووي" روسيا
سيناريوهات مرعبة باتت بأفق الحرب الروسية بأوكرانيا تجبر واشنطن على وضع خطط للطوارئ لا تستبعد احتمال لجوء موسكو لضربة نووية لحسم النزاع.
فمع تزايد المخاوف بشأن تصعيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للحرب في أوكرانيا، قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة تدرس كيفية الرد على مجموعة من السيناريوهات المحتملة، بما في ذلك المخاوف من استخدام موسكو أسلحة نووية تكتيكية.
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية أن واشنطن تضع، منذ بداية الصراع، خطط طوارئ للرد، بما في ذلك على احتمال تصعيد الرئيس الروسي عبر خطوة قد تصل إلى حد هجوم نووي على أوكرانيا، عبر ما وصفه أحد المصادر بـ"عرض نووي"، مثل ضربة عسكرية محتملة على محطة زابوريجيا النووية، أو تفجير جهاز نووي على ارتفاعات عالية أو بعيدا عن المناطق السكنية.
وينبه المسؤولون إلى أن الولايات المتحدة لا ترصد استعدادات لضربة نووية. ومع ذلك، يعتبرها خبراء خيارات محتملة يجب أن تستعد لها واشنطن مع تعثر الحرب الروسية وضم موسكو لمزيد من الأراضي الأوكرانية.
كما أشار المسؤولون الأمريكيون إلى التهديدات العلنية للرئيس الروسي باستخدام الأسلحة النووية، حيث قال بوتين في خطاب متلفز الشهر الماضي: "إذا تعرضت سلامة بلادنا للتهديد، فسنستخدم بلا شك جميع السبل المتاحة لحماية روسيا وشعبنا. هذه ليست خدعة".
وقبل أيام، قال بوتين خلال حفل أعلن فيه ضم أربع مناطق أوكرانية، إن روسيا ستستخدم "كافة السبل المتاحة" للدفاع عن تلك المناطق، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "خلقت سابقة" للهجمات النووية بتفجيرات هيروشيما وناكازاكي في الحرب العالمية الثانية.
كل الاحتمالات واردة
النائب الديمقراطي مايك كويجلي، العضو بلجنة الاستخبارات بمجلس النواب، حذر في تصريحات لشبكة "سي إن إن" من أن "بوتين قادر على أي شيء. يجب أخذه على محمل الجد."
وتدرس الولايات المتحدة مجموعة من السيناريوهات المحتملة من أجل وضع خطط طوارئ لكيفية استجابتها وشركائها لأي هجمات مماثلة.
ويعتبر احتمال "العرض النووي" خيارا إذا لم يصل بوتين إلى حد الأمر بتوجيه ضربة نووية ضد القوات الأوكرانية أو المراكز السكنية، ليختار بدلًا من ذلك ما وصفه أحد المسؤولين بـ"استعراض التبجح".
ولا يزال سيناريو الضربة النووية أمرا غير محتمل، بالرغم من أن المخاوف بين المسؤولين الأمريكيين بشأن احتمال وقوع مثل هذا الهجوم تزايدت خلال الأسابيع الأخيرة، وقال مصدر مطلع إن "الهزيمة ليست خيارا لبوتين."
من جانبه، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في مقابلة مع "سي إن إن"، إنه لم ير ما يشير إلى قرار بوتين استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا. لأكون واضحا، الرجل الذي يتخذ ذاك القرار، أقصد، أنه رجل واحد."
وأضاف: "لا ضوابط على بوتين. كما اتخذ القرار غير المسؤول بغزو أوكرانيا، كما تعلمون، يمكن أن يتخذ قرارًا آخر. لكني لا أرى أي شيء بالوقت الراهن يقودني للاعتقاد أنه اتخذ مثل هذا القرار."
وفي ظل وجود معارضة عامة متنامية للحرب داخل روسيا، تعتقد واشنطن أن بوتين يتعرض لضغط كبير من القوميين المتشددين، الذين يدعون لمزيد من التصعيد بالصراع، بحسب ما قاله مصدر مطلع على المعلومات الاستخباراتية.