«تشاسيف يار».. هل تعجل روسيا بالرد على الدعم الأمريكي لكييف؟
كثفت روسيا من ضغوطها من أجل السيطرة على مدينة تشاسيف يار غداة تمرير الكونغرس الأمريكي مساعدات عسكرية لأوكرانيا.
وتعد تشاسيف يار الواقعة في شرق أوكرانيا جائزة القوات الروسية إذ تفتح طريقها إلى كراماتورسك المدينة الاستراتيجية التي تعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.
ومنذ سيطرتها على مدينة باخموت لم تحقق روسيا نصرا يعتد به في الساحات الأمامية، لكن الفوز بتشاسيف يار سيكون ردا في الوقت المناسب على الدعم الأمريكي لكييف بعد شهور من التردد.
وأعلنت روسيا اليوم الأحد سيطرتها على بلدة بوغدانيفكا في شرق أوكرانيا مكثفة ضغوطها للسيطرة على تشاسيف يار.
وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان إن "وحدات من القوات الجنوبية حررت بالكامل منطقة بوغدانوفكا (الاسم باللغة الروسية) في جمهورية دونيتسك الشعبية".
وتقع بوغدانيفكا وهي بلدة صغيرة كان عدد سكانها ما دون مئة نسمة قبل الحرب، على بعد أقل من 10كيلومترات من تشاسيف يار المدينة التي يتركز عليها الهجوم الروسي بعد السيطرة على باخموت شرقاً في ربيع 2023.
وتقع تشاسيف يار على مرتفع على بُعد أقل من 30 كيلومترا جنوب شرق كراماتورسك، المدينة الرئيسية في منطقة دونيتسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية والتي تعد محطة مهمة للسكك الحديد والخدمات اللوجستية للجيش الأوكراني.
ومن شأن السيطرة على تشاسيف يار أن تتيح للجيش الروسي فرصة التقدّم في المنطقة.
ولم يذكر الجيش الأوكراني بوغدانيفكا في تقريره الصباحي، لكن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف كان قد أقر بأن "الوضع متوتر" على الجبهة الشرقية حيث الجيش الروسي "متفوّق من حيث العديد".
ويأتي إعلان موسكو غداة تصويت مجلس النواب الأمريكي على مساعدات عسكرية واقتصادية بقيمة 61 مليار دولار لكييف بعد أشهر من العرقلة.
وقالت أوكسانا (50 عاماً) وهي ممرضة التقتها وكالة فرانس برس الأحد في وسط مدينة كييف "لقد وصلت أخيراً!"، في إشارة إلى المساعدات. ورأت أنها "سوف تساعد كثيرًا".
وأمل ستيبان (61 عاماً) وهو موظف لدى شركة شبكات السكك الحديد الأوكرانية، أن يكون الحصول على شحنات القذائف والذخائر "فورياً... لأن الرجال يعانون على خط الجبهة".
واعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مساء السبت بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي لصالح حزمة المساعدات أنها "ستنقذ آلاف الأرواح".
وأكد أنها "مساعدة مهمة جداً سيشعر بها جنودنا على خط الجبهة".
وتحدّث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن "مساعدة حيوية"، وحضّ مجلس الشيوخ على المصادقة عليها في أسرع وقت.
الأثر المؤجل
يعاني الجيش الأوكراني نقصا في الذخيرة، بالإضافة إلى صعوبة تجنيد متطوعين جدد، بعد أكثر من عامين من حرب أنهكته.
وميدانياً، لا تسير الأمور في صالح أوكرانيا بعد أشهر من فشل الهجوم المضاد الذي شنته في صيف العام 2023، وباتت روسيا تسيطر على نحو عشرين بالمئة من أراضيها.
وفي حين يتوقع أن تسمح المساعدات الأمريكية للقوات الأوكرانية بالتقاط أنفاسها في مواجهة الجيش الروسي، إلا أنّ الشحنات الأولى من القذائف والذخيرة الموعودة لن تؤثر على سير المعارك "قبل عدة أسابيع"، حسبما أكد المعهد الأمريكي لدراسة الحرب في تقريره الأخير.
في هذه الأثناء، قد يستفيد الروس من فترة الانتظار التي ستستمر أسابيع لمواصلة قصف البنى التحتية للطاقة في أوكرانيا وشنّ هجمات برية خصوصاً في دونباس.
ورأى الكرملين من جهته أن المساعدات الأمريكية الجديدة "لن تغير شيئاً" على الأرض.
وأكد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف السبت أن قرار توفير مساعدة لأوكرانيا "سيزيد الولايات المتحدة ثراء وأوكرانيا دماراً بقتل مزيد من الأوكرانيين بسبب نظام كييف".
ورحّب رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال بقرار مجلس النواب الأمريكي، معتبراً أنه "يوجه إشارة واضحة إلى الكرملين".
aXA6IDE4LjIyNi4yMDAuMTgwIA== جزيرة ام اند امز