القصف يطارد السلام.. موسكو وكييف في ليلة من نار ودبلوماسية
نيران روسيا وأوكرانيا تتقدم أسرع من الدبلوماسية، إذ تبادل البلدان "هجمات ضخمة"، بينما تسارعت وتيرة المفاوضات للوصول إلى صيغة "سلام منقح"
وفيما ظهر في جنيف "ضوء في آخر النفق" بعد اتفاق كييف وواشنطن على وثيقة منقحة للسلام بين أوكرانيا وروسيا، دوت الانفجارات الضخمة جبهات القتال.
هجوم أوكراني
وأعلن حاكم كراسنودار الروسية أن المنطقة تقيم الأضرار في ساعة مبكرة صباح الثلاثاء بعد هجوم أوكراني "ضخم" أسفر عن إصابة ستة أشخاص على الأقل.
وكتب الحاكم فينيامين كوندراتييف على تليغرام "خلال الليل، تعرضت منطقة كراسنودار لأحد أقوى الهجمات وأكثرها ضخامة من قبل نظام كييف. أصيب ستة من سكان المنطقة، وتضرر ما لا يقل عن 20 منزلا في خمس بلديات".
هجمات روسية
في المقابل، قالت وزارة الطاقة الأوكرانية في وقت مبكر صباح الثلاثاء إن هجوما "ضخما" استهدف منشآت، للطاقة فيما أفاد الجيش بتعرّض العاصمة كييف لهجوم بالمسيّرات والصواريخ.
وهزت انفجارات قوية العاصمة الأوكرانية كييف، وفق ما أفادت مراسلة وكالة "فرانس برس"، تزامنا مع إصدار سلاح الجو تحذيرا من هجوم صاروخي على مستوى البلاد في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء.
وقال سلاح الجو على تليغرام "هناك تهديد صاروخي يشمل كل أنحاء أوكرانيا"، فيما أعلن رئيس الإدارة العسكرية في كييف تيمور تكاتشنكو "وجود تهديد صاروخي باليستي".
وأضاف المسؤول أن "مسيّرات وصواريخ كروز معادية تحلّق في الأجواء. وهناك أيضا تهديد بإطلاق صواريخ بالستية وصواريخ كينجال".
وأشار إلى أن الدفاعات الجوية تم تفعيلها وهي "تُسقط أهدافا معادية"، داعيا السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وسمع دوي سلسلة من الانفجارات وتحليق مسيّرات، فيما سقط عدد من الصواريخ فوق العاصمة.
وأدى هجوم روسي ليل الإثنين على مدينة خاركيف في شرق أوكرانيا إلى مقتل أربعة أشخاص وإصابة 17.
مسار السلام
وتأتي تلك الهجمات بالتزامن مع سعي مسؤولين من الولايات المتحدة وأوكرانيا الإثنين إلى تضييق هوة الخلافات بينهم فيما يتعلق بخطة سلام لإنهاء الحرب مع روسيا، وذلك بعد الاتفاق على تعديل مقترح أمريكي رأت فيه كييف وحلفاؤها الأوروبيون أنه يلبي طموحات الكرملين.
ورد البيت الأبيض على اتهامات توجه إلى الرئيس ترامب، بأنه منحاز إلى روسيا في جهوده لإنهاء النزاع في أوكرانيا.
وصرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت بأن التسويق "لفكرة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تعمل مع الجانبين على قدم المساواة لإنهاء هذه الحرب، خاطئ تماما".
وأضافت ليفيت أن ترامب أبدى "تفاؤلا وأملا" بإمكان العمل على خطة تنهي هذه الحرب.
وثيقة منقحة
وقالت واشنطن وكييف في بيان مشترك إنهما أعدتا "إطارا منقحا للسلام" عقب محادثات جرت في جنيف الأحد. ورغم عدم الكشف عن أي تفاصيل، قوبلت هذه المحادثات بترحيب حذر من بعض حلفاء أوكرانيا.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن وفد أوكرانيا المشارك في المحادثات مع المسؤولين الأمريكيين في سويسرا سيعود إلى البلاد لإطلاعه على النتائج.
من جانبه، ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى تحقيق تقدم جديد.
وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال قائلا "هل من الممكن حقا أن يتحقق تقدم كبير في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا؟ لا تُصدّقوا ذلك حتى ترَوه، لكن قد يكون هناك أمر إيجابي يحدث بالفعل".
نقطتا خلاف
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولاين ليفيت في وقت لاحق إن هناك نقطتي خلاف متبقيتان، لكننا "واثقون من قدرتنا على حلهما".
وأضافت أن ترامب يريد التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، ولكن لا يوجد اجتماع مقرر حاليا بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي.
وكانت مصادر مطلعة ذكرت أن زيلينسكي من الممكن أن يسافر إلى الولايات المتحدة في أقرب وقت هذا الأسبوع لمناقشة الجوانب الأكثر حساسية من الخطة مع ترامب.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي إن الخطة تتضمن في الوقت الحالي نقاطا "صحيحة"، ولكنه سيناقش القضايا الحساسة مع ترامب.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTA5IA==
جزيرة ام اند امز