أوكرانيا بين خطة أمريكا ووثيقة أوروبا.. مفاوضات حاسمة في جنيف
وثيقة مضادة لخطة أمريكا للسلام في أوكرانيا، قدمتها أوروبا في محادثات استضافتها جنيف اليوم.
الوثيقة التي اطلعت عليها "رويترز" أظهرت أن الأوروبيين قدموا نسخة معدلة من خطة الولايات المتحدة للسلام في أوكرانيا ترفض القيود المقترحة على القوات المسلحة الأوكرانية والتنازلات المرتبطة بالأراضي.
وتقترح الوثيقة، التي أعدت للمحادثات بشأن الخطة في جنيف، أن يكون الحد الأقصى للقوات المسلحة الأوكرانية 800 ألف جندي "في وقت السلم" بدلا من الحد الأقصى الشامل البالغ 600 ألف الذي اقترحته الخطة الأمريكية.
وتنص الوثيقة أيضا على أن "المفاوضات بشأن تبادل الأراضي ستبدأ من خط التماس"، بدلا من التحديد المسبق بضرورة الاعتراف بمناطق معينة "بحكم الأمر الواقع" كما تقترح الخطة الأمريكية.
وقال مصدر مطلع على الوثيقة إن القوى الأوروبية الثلاث بريطانيا وفرنسا وألمانيا هي صاحبة الاقتراح المقابل.
وتتخذ الوثيقة من المقترح الأمريكي أساسا.
وتقترح الوثيقة أيضا أن تحصل أوكرانيا على ضمانة أمنية من الولايات المتحدة على غرار بند المادة الخامسة من ميثاق حلف شمال الأطلسي.
واجتمع مسؤولون من أوروبا والولايات المتحدة وأوكرانيا في جنيف اليوم الأحد لمناقشة مسودة الخطة الأمريكية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، بعد أن عبرت كييف وحلفاؤها عن قلقهم إزاء ما اعتبروه تنازلات كبيرة لصالح روسيا.
وأشاد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ورئيس ديوان الرئاسة الأوكرانية أندريه يرماك الأحد بـ"التقدم الجيد" المحرز في المحادثات الجارية في جنيف.
وقال يرماك للصحفيين "لقد أحرزنا تقدما جيدا للغاية، ونحن نمضي قدما نحو السلام العادل والدائم الذي يستحقه الشعب الأوكراني"، في حين قال روبيو إن المحادثات المستمرة "هي على الأرجح الأكثر إنتاجية وأهمية حتى الآن في هذه العملية برمتها".
وأمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حتى يوم الخميس للموافقة على الخطة المكونة من 28 نقطة والتي تدعو كييف إلى التنازل عن أراض وقبول فرض قيود على جيشها والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وساد ارتباك كبير منذ إعلان الخطة الأمريكية يتعلق بالجهات المشاركة في صياغتها، وقال حلفاء أوروبيون لأوكرانيا إنه لم تجر مشاورتهم.
وفي أثناء اجتماع المسؤولين في جنيف، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن الهدف هو صياغة خطة مقبولة لأوكرانيا، يمكن استخدامها في مفاوضات مع روسيا. وأضاف أن ذلك سيستغرق وقتا على الأرجح.
وأضاف على هامش اجتماع مجموعة العشرين في جوهانسبرج "في الوقت الحالي، لست مقتنعا بعد بأننا سنتوصل إلى الحل الذي يريده الرئيس ترامب خلال الأيام القليلة المقبلة".
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأحد إنه لا يمكن تغيير حدود أوكرانيا بالقوة، ولا يمكن ترك جيشها عرضة للهجوم، مشيرة إلى ضرورة أن يكون للاتحاد الأوروبي دور محوري في أي اتفاق سلام في أوكرانيا.
ورحب زيلينسكي بالجهود الدبلوماسية في جنيف معبرا عن أمله في أن تُفضي إلى نتيجة.
واستمدت كييف دفعة معنوية خلال الأسابيع القليلة الماضية بعد أن شددت الولايات المتحدة العقوبات على قطاع النفط الروسي، وهو المصدر الرئيسي لتمويل الحرب، بينما ألحقت هجماتها بالطائرات المسيّرة والصواريخ بعيدة المدى أضرارا كبيرة بقطاع الطاقة الروسي.
لكن مسودة خطة السلام تعيد الأفضلية الدبلوماسية إلى موسكو على ما يبدو. وتعتمد أوكرانيا بدرجة كبيرة على معلومات المخابرات والأسلحة الأمريكية لمواصلة حربها ضد روسيا.
ووصل روبيو والمبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف إلى جنيف اليوم الأحد لحضور الاجتماع الذي جرى ترتيبه على عجل.
وقال مسؤول أمريكي "نأمل في تسوية التفاصيل النهائية لصياغة اتفاق مفيد لهم (الأوكرانيين). لن يتم الاتفاق على أي شيء حتى يجتمع الرئيسان معا"، في إشارة إلى ترامب وزيلينسكي.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTg4IA== جزيرة ام اند امز