اعتقال جنود و"انتصار" واحتفاظ بالأراضي.. حرب أوكرانيا تدخل مرحلة جديدة
بعد قرابة 7 أشهر من الأزمة الأوكرانية التي لم تضع أوزارها بعد، دخلت "الحرب" مرحلة جديدة بدت فيها قوات كييف أكثر تماسكا عن ذي قبل.
تلك المرحلة الجديدة باتت فيها الدولتان تتدافعان للاحتفاظ بالأراضي؛ فبينما تشن أوكرانيا هجومًا مضادًا لاستعادة ما فقدته، تحاول روسيا الاحتفاظ بـ"المكاسب" التي حققتها سلفًا والبناء عليها.
فما جديد الوضع على الأرض؟
عندما دخلت القوات الأوكرانية مدينة إزيوم يوم السبت، كان ذلك أكثر من مجرد "انتصار عسكري كبير"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، التي قالت إن القوات الروسية "أجبرت على الفرار" من المدينة الشرقية الاستراتيجية بعد خمسة أيام فقط من بدء قوات كييف هجومًا جديدًا باتجاه الشرق عبر منطقة خاركيف.
وفيما نقلت الشبكة الأمريكية عن متحدث باسم لواء بوهون للقوات البرية الأوكرانية قوله، إن "الروس هربوا وتركوا وراءهم أسلحة وذخائر"، قالت "سي إن إن"، إن الأيام الخمسة الماضية شهدت أكثر الهجمات البرية طموحًا من قبل الأوكرانيين منذ أن شنت روسيا عمليتها العسكرية في أواخر فبراير/شباط الماضي.
وتظهر صور الفيديو والأقمار الصناعية التي حددتها شبكة "سي إن إن" جغرافيًا أن التقدم شمل هجمات متواصلة على مواقع القيادة ومخازن الذخيرة واحتياطيات الوقود بعيدًا عن الخطوط الأمامية.
"نجاحات" أوكرانية
وقال مسؤول أمريكي كبير إن القوات الأوكرانية حققت بعض النجاح في مهاجمة خطوط الإمداد الروسية، بقصد قطع وعزل القوات الروسية غربي نهر دنيبرو، مشيرًا إلى أن التقدم السريع لم ينته يوم السبت بدخول إزيوم، فأوكرانيا فتحت جبهة جديدة ضد الدفاعات الروسية على حدود منطقتي دونيتسك ولوهانسك.
سيرهي هايدي رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في لوهانسك، قال إن مدينة ليسيتشانسك كانت هدفًا للهجوم الجديد، زاعمًا أن لديه مقاطع صور وفيديو تظهر القوات الروسية وهي "تهرب" من مواقع الهجوم.
يأتي ذلك، فيما قالت مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إن روسيا نشرت طائرات هليكوبتر وأسلحة في منطقة خيرسون الأوكرانية، في محاولة لاعتقال الجنود الذين تركوا مواقعهم.
ونقلت المجلة عن هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية قولها، إنه "في إقليم خيرسون، اضطرت روسيا إلى نشر طائرات مروحية وأسلحة للبحث عن الهاربين وإعادتهم إلى مواقع القتال"، مشيرة إلى أنه "لوحظ تحرك مكثف للجنود الروس العزل عبر كالانتشاك باتجاه شبه جزيرة القرم".
خيار صائب
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي السبت إن الجيش الأوكراني استعاد "ألفي كيلومتر من الأراضي" في سبتمبر/أيلول، مؤكدا أن الجيش الروسي يتخذ "الخيار الصائب" بالفرار على وقع الهجوم الأوكراني المضاد في شمال شرق البلاد وجنوبها.
وأضاف زيلينسكي: "في الأيام الأخيرة، أظهر لنا الجيش الروسي أفضل ما لديه: ظهره. في أي حال، الفرار هو الخيار الصائب بالنسبة إليهم".
وكان الجيش الأوكراني، أعلن في بداية سبتمبر/أيلول الماضي، شن هجوم مضاد في الجنوب قبل أن يحقق هذا الاسبوع اختراقا مفاجئا وسريعا للخطوط الروسية في الشمال الشرقي، وتحديدا في منطقة خاركيف.
تعزيزات روسية
يأتي ذلك، فيما قالت شبكة "سي إن إن"، إنه بينما تتدافع القوات الروسية لمواجهة التقدم الأوكراني في الشرق، تحاول موسكو تعزيز وحداتها العسكرية المحاصرة هناك.
وأظهرت لقطات فيديو التقطها الصحفي العسكري الروسي يفغيني بودوبني يوم الجمعة مروحيات روسية تصل إلى المنطقة وواحدة على الأقل تقوم بتفريغ عربة مدرعة.
وأفاد بودوبني يوم الجمعة أن المقر العسكري الروسي كان يستخدم طائرات هليكوبتر من طراز Mi-26 لتعزيز الوحدات في خاركيف بالرجال والمركبات المدرعة على حد سواء، وإعادة نشر قوات الاحتياط في كل من كوبيانسك وإزيوم.
ونقلت وكالة الإعلام الروسية الرسمية عن رئيس إدارة مدينة إزيوم الموالية لروسيا فلاديسلاف سوكولوف، قوله إن الوضع في إزيوم "صعب للغاية".
وقال سوكولوف في تصريحات لوكالة "تاس" الروسية: "لقد بدأنا الإجلاء، وإن كان بوتيرة بطيئة، ولكن بقدر الإمكان، سننقلهم إلى أراضي الاتحاد الروسي".
حصيلة روسية
البيانات الأوكرانية التي لم يتم التثبت من صحتها، قوبلت بإعلان من وزارة الدفاع الروسية أكدت فيه أن قواتها الجوية أصابت خلال 24 ساعة، مقرا ومواقع لوحدات أوكرانية بما فيها تنظيم "كراكن"، في بالاكليا وتشوغويف بمنطقة خاركوف، ومركز قيادة في دونيتسك.
وقال المتحدث باسم "الدفاع الروسية" إيغور كوناشينكوف إن هذه الضربات "أسفرت عن مقتل ما يصل إلى 300 جندي أوكراني وتدمير 15 قطعة من المعدات العسكرية"، مؤكدًا استهداف سبعة مواقع قيادة للقوات الأوكرانية في مناطق متفرقة و48 وحدة مدفعية وقوات ومعدات عسكرية في 178 منطقة.
وأشار المسؤول العسكري الروسي إلى "تدمير" ستة مستودعات للذخيرة والأسلحة المدفعية الصاروخية، و"قمع" فصيلتين من قاذفات الصواريخ وخمس فصائل من المدفعية، وتدمير مدفع هاوتزر 155 ملم M777 أمريكي الصنع في دونيتسك.
وأكد تدمير محطة رادار الجوية في نيكولايف، وإسقاط 13 طائرة بدون طيار واعتراض 5 قذائف من راجمات الصواريخ هيمارس الأمريكية.
وأشار إلى أن مجموع ما تم تدميره منذ بداية العملية العسكرية في أوكرانيا، بلغ 293 طائرة، و152 مروحية، و1929 طائرة بدون طيار، و374 منظومة صواريخ مضادة للطائرات، و870 4 دبابة ومدرعة أخرى، و830 راجمة صواريخ و3375 قطعة من المدفعية الميدانية ومدافع الهاون و5432 مركبة عسكرية خاصة، على حد قوله.
aXA6IDMuMTYuNzUuMTU2IA== جزيرة ام اند امز