أمريكا تضيّق الخناق على أوكرانيا.. وقف تبادل المعلومات الاستخبارية

في خضمّ الأزمة التي تشهدها العلاقات بين كييف والبيت الأبيض، أوقفت الولايات المتحدة، الأربعاء، تبادل المعلومات الاستخبارية مع أوكرانيا.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) جون راتكليف الأربعاء، لقناة «فوكس نيوز»: «كان لدى الرئيس ترامب سؤال حقيقي بشأن ما إذا كان الرئيس زيلينسكي ملتزما بعملية السلام».
وخاض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشادة كلامية حادة مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي الأسبوع الماضي، أعقبها تعليق المساعدات العسكرية الأمريكية الحيوية لأوكرانيا في إطار مواجهتها روسيا.
وأشار راتكليف إلى أنّ تجميد التعاون "على الجبهة العسكرية والجبهة الاستخبارية" مؤقت، مؤكدا أنّ الولايات المتحدة ستعمل مجدّدا "إلى جانب أوكرانيا".
وقال ضابط عسكري أوكراني مطلع على عمليات نظام إطلاق الصواريخ المتعددة بعيدة المدى المعروف باسم هيمارس، لصحيفة «واشنطن بوست»، إنه على مدى الشهر الماضي تقريبًا، لم تتلق مجموعة أوكرانية واحدة على الأقل مسؤولة عن إطلاق الصواريخ من الأنظمة الأمريكية إحداثيات لضرب مسافة تزيد على نحو 40 ميلاً خلف خط التماس.
والثلاثاء، قال ترامب إنّ زيلينسكي أبلغه بأنّ كييف مستعدّة لإجراء مفاوضات مع موسكو وإبرام صفقة بشأن المعادن.
وسعى زيلينسكي لإعادة ترامب إلى صفه، وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ صدامهما كان "مؤسفا"، وأنّه يريد "تصحيح الأمور".
وفي خطابه أمام الكونغرس في وقت لاحق الثلاثاء، قرأ ترامب بصوت عالٍ جزءا من رسالة زيلينسكي، قائلا للمشرّعين: "الرسالة تقول إن أوكرانيا مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات في أقرب فرصة للاقتراب من تحقيق سلام دائم. لا أحد يريد السلام أكثر من الأوكرانيين".
وقال مسؤولون أوكرانيون إن الانقطاع في تبادل المعلومات الاستخباراتية يشمل وقف بيانات الاستهداف التي تقدمها وكالات التجسس الأمريكية إلى كييف حتى تتمكن من إطلاق الأسلحة الأمريكية والطائرات دون طيار طويلة المدى المصنعة في أوكرانيا على أهداف روسية. ويقول بعض مشغلي الصواريخ الأوكرانيين إنهم لم يعودوا يتلقون المعلومات اللازمة لضرب أهداف داخل روسيا.
وبحسب مسؤولين فإن هذه الخطوة تمثل تراجعا كبيرا آخر عن نهج إدارة بايدن، التي أنشأت أنظمة خاصة لتبادل كميات وفيرة من المعلومات الاستخباراتية عن القوات العسكرية الروسية مع أوكرانيا - وهو أمر غير مسبوق تقريبا بالنسبة لدولة غير عضو في حلف شمال الأطلسي.