أزيز القصف وأنين الموت.. حرب روسيا وأوكرانيا تخطف الأضواء من كورونا
نجحت الحرب الروسية على أوكرانيا في سرقة الأضواء من فيروس كورونا؛ الجائحة التي استقطبت الاهتمام لنحو عامين قبل أن تتخلى مرغمة عن "عرشها".
تغطية إعلامية مكثفة حظيت بها الجائحة التي أثارت رعب العالم، ولم تفلح جميع الأحداث المفصلية التي شهدتها البشرية بالتوازي مع مرحلة انتشار الوباء في الحصول على صدى إعلامي مماثل، بل بدا مجرد الحديث عن "منافسة" ضربا من ضروب المبالغة.
صدى إعلامي غير مسبوق للوباء بدأ بالتلاشي تدريجيا مع بداية التصعيد الروسي على حدود أوكرانيا قبل أشهر قليلة، لكنه لم "يقض" تماما على كورونا التي ظلت تتصدر عناوين الأخبار بمتحورها الجديد "أوميكرون".
لكن ومنذ الأربعاء الماضي، أي عشية بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، استأثر الحدث بتغطية الإعلام في جميع أنحاء العالم، واتجهت الأنظار إلى البلد الواقع في أوروبا الشرقية، لتغيب كورونا عن الأضواء وتختفي تماما عن الأنظار والأسماع.
سلالة جديدة؟
رغم "اختفاء" كورونا من واجهات أخبار العالم بالأيام الستة الماضية منذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، إلا أن خبراء يحذرون من أن هذا "الغياب الإعلامي" قد يخلفه ظهور سلالة جديدة من الفيروس القاتل، ما قد يوجه الأنظار مجددا إلى "الحرب العالمية" ضد الوباء.
وضع يطرح استفهامات عديدة تشمل بالأساس: كيف يمكن للعمل العسكري الروسي الحالي أن يؤثر على جهود مواجهة كورونا في أوكرانيا؟ وهل يهدد الهجوم بظهور سلالة جديدة من الوباء؟
أسئلة تتباين الإجابات حولها لكن تتقاطع عند قناعة شبه راسخة بأن حالة الانحسار التي يشهدها الفيروس في أوكرانيا وأيضا في روسيا -على غرار دول العالم- قد لا تستمر طويلا في ضوء الوضع الإنساني الاستثنائي الذي تفرضه الحرب وتكدس النازحين واللاجئين.
فمع أن مستوى الرعاية الصحية في أوكرانيا متقدم، لكن مخاوف تساور خبراء من أن تزداد نسبة الوفيات مع العملية العسكرية، لأن أول ضحايا الحرب سيكونون المرضى في المستشفيات والذين يتلقون الأكسجين، ولذلك قد تزيد أعداد الوفيات إلى 3 أضعاف.
زيادة تفرضها الحاجة للأكسجين الذي قد ينقطع عن المرضى قبل حصولهم على الإغاثات الدولية، في نتيجة بديهية لنقص إمداد الأكسجين لمن هم في المستشفيات، دون استبعاد ظهور متحورات جديدة للفيروس، وهذا الأمر يمكن أن يحدث حتى في غياب الحرب، لكن العمليات العسكرية تفاقمه وتجعل تداعياته أكثر خطورة.
نداء أممي
في سياق متصل، أطلقت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة لها، الثلاثاء، نداء عاجلا لجمع 1,7 مليار دولار بهدف تقديم مساعدات إنسانية لأوكرانيا على خلفية الحرب الروسية.
وبحسب بيان صادر عن المنظمة، فإن من هذا المبلغ الإجمالي، سيساهم 1,1 مليار دولار في مساعدة ستة ملايين شخص في البلاد لفترة أولية مدتها ثلاثة أشهر.
وقدرت الأمم المتحدة أيضا أن 12 مليون شخص سيحتاجون إلى المساعدة في أوكرانيا بالإضافة إلى أكثر من 4 ملايين لاجئ تمكنوا من الفرار من المعارك إلى دول مجاورة.
aXA6IDMuMTUuMjI4LjMyIA== جزيرة ام اند امز