قتل شقيقاه برصاص روسي.. أوكراني يروي قصة نجاته من الموت
شكلت رواية ميكولا كوليتشينكو أساسا لإحدى قضايا جرائم الحرب العديدة التي يقوم الادعاء الأوكراني بإعدادها ضد روسيا
وروى كوليتشينكو أنه أجبر هو وشقيقاه على الركوع قرب حفرة بجوار حقل للقمح شمالي أوكرانيا، مقيدي الأيدي والأرجل ومحاطين بعدد من الجنود الروس، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية.
وقال كوليتشينكو إن الرصاصة الأولى قتلت شقيقه الأخ الأصغر، يفجين، فيما قتلت الرصاصة الثانية شقيقه الأكبر ديميترو، أما الرصاصة التي أصابته، فلحسن طالعه، دخلت قرب أذنه وخرجت فوق الجانب الأيمن من فمه، دون أن تتسبب في أضرار جسيمة في وجهه، لكنه ظل في الحفرة وجثث أخويه فوقه لساعات.
لكن النجاة من الإعدام بالنسبة لميكولا، البالغ من العمر 33 عامًا كانت مجرد بداية، فكان لا يزال أمامه رحلة مروعة إلى الوطن، هربا من القوات الروسية على طول الطريق.
ويواصل كوليتشينكو روايته قائلا إن القوات الروسية دخلت قرية دوفجيك، حيث قتل أخوة كوليتشينكو بعد أيام من بدء العملية العسكرية، بعد ضربة تعرض دورية روسية لهجوم قرب المنطقة، وبدأ الجنود الروس يفتشون القرية بحثا عن أي شخص قد يكون متورطا.
وقال كوليتشينكو إن جنديين دخلا فناء منزلهم وطلبا وثائق الشقيقين، ووصف كيف أجبروا على التعري حتى الخصر والركوع بجانب السياج. ووصل المزيد من الجنود، فيما دخل اثنان لتفتيش المنزل.
وسرعان ما خرج الجنود حاملين حقيبة تحتوي على ذخيرة وزي يفجن القديم قبل أن يجبروا الأشقاء الثلاثة على ركوب إحدى السيارات.
وبعد ثلاثة أيام من الاستجواب والتعذيب، قتل الجنود شقيقيه وأصابوه، قبل أن يلقوا الجميع في حفرة.
في القبر، مع التراب وجثة شقيقيه والدماء التي تسيل منه الدم أيقن كوليتشينكو أنها النهاية، لكن كل شيء كان ساكنا من حوله، فأدرك أن الجنود الروس قد رحلوا.
هنا استجمع كوليتشينكو قوته وتمكن من إزاحة التراب والخروج من القبر، لكنه كان عليه أن يجد طريقه إلى المنزل دون الاصطدام بالقوات الروسية.
وقال ميكولا إنه سار كثيرا حتى وصل إلى منزل خالي اختبأ فيه، قبل أن ينطلق فجرا، بعدها لجأ إلى منزل أحد السكان.
لم يقم كوليتشينكو في هذا المنزل طويلا، وكان مهموما بالعودة إلى منزله بعد رحلة طويلة.
عقب عودته إلى المنزل رفض دخول المستشفى خوفا من اعتقاله من قبل الروس، الذين كانوا يتمركزون خارج القرية، وبدلا من ذلك أعطت طبيبة محلية توجيهات بعلاجه عبر الهاتف.
بعد رحيل القوات الروسية عن القرية توجه هو شقيقته إلى موقع القبر، لكن الصدمة جعلته غير قادر على تحديد المكان. لكن القوات الأوكرانية تولت القضية وقامت باستخراج جثث يفجن وديميترو، وكانوا من بين العشرات الذين بدأوا في الوصول إلى مشرحة تشيرنيهيف بعد انسحاب القوات الروسية من المنطقة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن طبيب المدينة الشرعي قوله "لسوء الحظ، لم يكونوا أول مدنيين يتم إعدامهم"، ولم يكونوا الأخيرين أيضا.
ويعمل مدعي المنطقة العام، سيرغي فاسيليا، بجمع الأدلة على جرائم الحرب الروسية المحتملة في جميع أنحاء المنطقة.
وقال إن مهمة تحديد هوية الأفراد المشتبه بهم في إعدام الشقيقين بدأت للتو.
aXA6IDMuMTQ3Ljg2LjI0NiA= جزيرة ام اند امز