الهنود في أوكرانيا.. "الكتلة" الأكبر للطلاب الأجانب تنشد "ممرا آمنا"
بعضهم نجح في عبور الحدود الأوكرانية والبعض الآخر لا يزال عالقا بمدن تشكل جبهات حرب بانتظار "ممر آمن" نحو دول الجوار ومنها إلى الديار.
الهنود؛ الجالية التي تعدّ نحو 20 ألف نسمة في أوكرانيا، معظمهم من الطلاب، استقطبوا الأضواء منذ أربعة أيام بشكل خاص، حين أعلنت نيودلهي أن طالبا من رعاياها قتل في أوكرانيا، داعية موسكو وكييف إلى تأمين ممر آمن للإجلاء.
ووفق بيانات لعام 2020 أصدرتها شركة "ستاتيستا" الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين، يهيمن الهنود على تركيبة الطلاب الأجانب في أوكرانيا بأكثر من 14 ألف طالب، يليهم بفارق كبير الطلاب المغاربة بنحو 6 آلاف.
وبالمركز الثالث أذربيجان بنحو 5 آلاف طالب، ثم تركمانستان بأكثر من 4 آلاف طالب، تليها نيجيريا بأكثر من 3 آلاف، وكل من مصر والصين بنحو 3 آلاف طالب أيضا، فيما تتذيل تركيا القائمة بأكثر من ألفي طالب.
فارون وعالقون
بحسب أحدث البيانات، كان هناك 20 ألف مواطن هندي في أوكرانيا قبل بدء الأزمة، تمكن 18 ألفا منهم من مغادرة البلد إلى دول مجاورة، بينهم من استطاع العودة إلى موطنه، فيما لا يزال البعض الآخر بالدول المجاورة لكييف بانتظار تذكرة العودة.
أما العالقون، فلا يزال السواد الأعظم منهم في مدينة خاركوف، حيث قالت صحيفة "بيونير" الهندية الناطقة باللغة الإنجليزية، إن ركوب القطارات المغادرة من خاركوف لا يسمح لأحد إلا للأوكرانيين.
ونقلت الصحيفة عن عدد من الطلاب الذين قالوا إنهم دفعوا ما بين 100 و200 دولار مقابل فرصة مغادرة خاركوف، لكنهم لم يتمكنوا من ركوب القطارات نحو وجهة آمنة.
وفي تصريحات سابقة، قالت الخارجية الهندية إن المئات من الهنود لا يزالون في مدينة خاركوف الأوكرانية، حيث قال المتحدث باسم الوزارة أريندام باغشي إن نيودلهي على اتصال بالجانبين الروسي والأوكراني بشأن السبل الممكنة لإجلاء مواطنيها من مدينتي خاركوف وسومي.
لماذا أوكرانيا؟
لطالما شكلت أوكرانيا وجهة جاذبة للطلاب، في نتاج يعتبر سليل سياسة انطلقت منذ العهد السوفيتي للاستثمار في التعليم العالي واستقطاب الطلاب الهنود ومن البلدان الأفريقية حديثة الاستقلال.
وبذلك، باتت أوكرانيا بمثابة الفسيفساء التي تتقاطع عندها جنسيات متعددة للطلبة ممن توافدوا عليها للدراسة.
وبحسب بيانات حكومية صدرت في عام 2020، استقبلت أوكرانيا إجمالا 76 ألف طالب أجنبي، يشكل الهنود المجموعة الأكبر بينهم، والأفارقة ربعهم.
ويدرس الطلاب الطب والهندسة وإدارة الأعمال، كما أن وجودهم يشكل أحد روافد الاقتصاد الأوكراني قبل أن تشن روسيا حربا دخلت أسبوعها الثاني، أجبرت الآلاف منهم على الفرار، فيما لا يزال آخرون عالقين.