برنامج أوكرانيا السري.. أشباح في عهدة هواة لصد الجيش الأحمر
من موقع مجهول في أوكرانيا وتحت شمس حارقة تقترب طائرة مسيرة بلا أزيز ويصعب رؤيتها.
أشباح يقول عنها صانع الطائرات بدون طيار فاليري بوروفيك إنها مصممة للهجوم على المواقع الروسية، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ويعتبر بوروفيك واحداً ضمن عشرات من مطوري الطائرات المسيرة المنتشرة في شتى أنحاء أوكرانيا.
وظهرت الموجة الأولى من الطائرات الأوكرانية المسيرة عندما سيطرت روسيا للمرة الأولى على شبه جزيرة القرم وأجزاء من دونباس عام 2014، وثمانية أعوام أخرى لاحقا عندما شنت موسكو عمليتها العسكرية الخاصة في البلد السوفياتي السابق.
ونشرت الطائرات بدون طيار للمرة الأولى لمساعدة المدفعية في تحديد مواقع الأهداف الروسية والآن، يعتقد كثيرون أنها تستخدم لضرب الأهداف داخل الأراضي الروسية.
وقال بوروفيك إنه وفريقه طوروا هذه المسيرة لاستخدامها مع طائرات المراقبة المسيرة الأخرى التي صنعوها أيضا، مشيرا إلى أن مداها يصل إلى 40 كيلومترا ويمكنها حمل رأس حربي يزن ما يتراوح بين اثنين و3 كيلوغرامات.
وأضاف: "نركز (هجماتنا) في الغالب على المعدات (الروسية) الباهظة"، لافتا إلى أن شركته بصدد توسيع نطاق إنتاجها بعد توقيع اتفاق مع أحد المصانع في أوكرانيا، الأمر الذي سيزيد الإنتاج من 50 مسيرة في الشهر إلى أكثر من ألف. وتصدر في عدة نماذج وأشكال وأحجام.
ووصل صانعو الطائرات بدون طيار الأوكرانيون والأجانب في وقت مبكر بساحة مفتوحة على أطراف كييف، للمشاركة في مسابقة للطائرات بدون طيار تنظمها وزارة التحول الرقمي.
وقال نائب رئيس الوزراء ووزير التحول الرقمي ميخايلو فيدوروف: "اليوم نبحث عن مطوري مسيرات بتقنية (منظور الشخص الأول)، قبل إجراء مسح للمطورين.
وتعبير منظور الشخص الأول مستوحى من ألعاب الفيديو خاصة التي ترتبط بألعاب القتال بالأسلحة، وتشير إلى زاوية الرؤية من منظور المستخدم الذي لا يتواجد بالفعل في ساحة المعركة لكنه ينخرط فيها عبر الطائرة المسيرة.
وأوضح: "كل بضعة أسابيع، نجري عدة دراسات، نرى ما يحدث في هذا الاتجاه، نبحث عن مطوري مسيرات جدد، وندرس النتائج. من المهم للغاية بالنسبة لنا إيجاد شركات يمكنها توسيع نطاق والبحث في أشكال استخدام جديدة، لأن هذه هي حرب تكنولوجية."
وأشار إلى أن "مسيرات منظور الشخص الأول تصبح أكثر أهمية على الخطوط الأمامية لأنها فرصة لتوجيه ضربة مباشرة، مما يساعد في تضييق نطاق تركيز المدفعية. لذا نحتاج عشرات الآلاف من مسيرات منظور الشخص الأول كل شهر."
وأشارت "سي إن إن" إلى أنها جزء من مبادة حكومية تسمى "جيش الطائرات دون طيار"، التي خففت قيود الاستيراد والضرائب على تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، مما حفز تطوير الصناعة المحلية لتزويد جيش البلاد بشكل أفضل.
ويحرص العديد من مطوري المسيرات على المشاركة، كما أنهم منفتحون على تكييف إبداعاتهم مع الاحتياجات العسكرية؛ لأنهم يأملون في الحصول على دعم الحكومة الأوكرانية من أجل رفع مستوى الإنتاج.
وقال دينيس سيجا، أحد المشغلين في الحدث: "أثبتت طائرتنا بدون طيار أنها فعالة للغاية، حيث يتم تفكيكها بسرعة ويمكنك العمل فورًا بعد 5 دقائق. يمكنك مغادرة منطقة العمل بسرعة لإنقاذ أرواح طيارينا."
وأضاف سيجا أن الطائرات بدون طيار كانت هواية قبل الحرب، ثم أصبحت لا غنى عنها، موضحا: "استخدامها سهلة للغاية، لاسيما إذا سير الطيارون مسيرات مشابهة. أعتقد أن (الطيارين) سيفهمون بديهيا كيفية التعامل معهم."
وهذا جزئيًا ما يبحث عنه الجيش الأوكراني، لكن المسؤول عن شراء الطائرات بدون طيار للجيش الأوكراني، العميد يوري شيهول قال إن الطائرات بدون طيار قد غيرت الحرب، ويدعي أن كييف يمكنها استخدام جميع أنواع الطائرات بدون طيار.
وأوضح: "كل نوع من الطائرات المسيرة له استخدام مختلف تماما. هناك حاجة لكل من المسيرات الزهيدة والباهظة الثمن. والطائرات المسيرة ذات مختلف أنواع الاتصالات. كلما زادت النماذج الموجودة لدينا، كلنا زادت قنوات الاتصال، كلما ازدادت كفاءة عملنا."
وأشار إلى أن الهدف النهائي يتمثل في إنتاج ضخم، قائلا: "حوالي 30 شركة في أوكرانيا تعمل بالفعل على إنتاج هذه المسيرات بكميات كبيرة، ويتمثل هدفنا في شراء ما يصل إلى 200 ألف بحلول نهاية العام. حتى الآن وقعنا عقودا لشراء 2000، وهذا لبضع أسابيع فقط. كل أسبوع، يتم توسيع نطاق هذه العملية".
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA= جزيرة ام اند امز