تلويح فرنسي جديد بإرسال قوات لأوكرانيا.. بالونة اختبار أم رسالة؟
في مقترح لطالما كرره الرئيس الفرنسي ولاقى معارضة أوروبية، أعاد إيمانويل ماكرون طرحه مجددًا، مؤكدًا أن «عمليات على الأرض» في أوكرانيا قد تكون ضرورية.
وكان الرئيس الفرنسي طرح الشهر الماضي مبادرة لإرسال قوات برية غربية إلى أوكرانيا لـ«إلحاق الهزيمة بروسيا»، في مقترح قوبل بانتقادات ورفض أوروبي، إلا أنه أعاد تكراره قبل أيام.
ورغم أن الدول الأوروبية تحاول إظهار وتقديم مزيد من الدعم لكييف في ظل تأخر المساعدات الأمريكية، إلا أن إرسال قوات لأوكرانيا يجابه بمعارضة أوروبية، فالمستشار الألماني أولاف شولتز أكد الشهر الماضي أن مشاركين في اجتماع أوروبي اتفقوا على أنه لن تكون هناك «قوات برية» أوروبية على الأراضي الأوكرانية.
فما الجديد؟
في مقابلة نشرتها صحيفة «لوباريزيان» مساء السبت، قال الرئيس الفرنسي إنّ عمليّات برّية في أوكرانيا من جانب الغرب قد تكون ضروريّة «في مرحلة ما».
وأوضح إيمانويل ماكرون في المقابلة التي أجراها بعد عودته من برلين حيث التقى الزعيمين الألماني والبولندي: «ربّما في مرحلة ما -أنا لا أريد ذلك ولن آخذ زمام المبادرة- يجب أن تكون هناك عمليّات على الأرض، أيًّا تكُن، لمواجهة القوّات الروسيّة»، مضيفا: «قوّة فرنسا تتمثّل في أنّنا نستطيع فعل ذلك».
في العاصمة الألمانيّة، التقى ماكرون المستشار أولاف شولتز ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، في استعراض للوحدة بين الدول الثلاث.
ويرفض ماكرون استبعاد فكرة إرسال قوّات برّية إلى أوكرانيا، وقد أثارت تصريحاته المتكرّرة حول هذا الموضوع مشكلات بين حلفاء باريس، في مقدّمهم ألمانيا، وقد قوبلت برفض شبه جماعي من المعارضة في فرنسا.
خلاف أوروبي؟
إلا أنه في مقابلته مع «لوباريزيان»، استبعد ماكرون وجود أيّ خلاف بين الفرنسيّين والألمان حول هذه القضيّة، قائلا: «أردت أن آتي إلى ألمانيا بسرعة كبيرة حتى لا يُثار نقاش حول اختلافات استراتيجيّة قد تكون موجودة، لأنّها غير موجودة».
وأضاف: «لم يكن هناك يوما أيّ خلاف بيني والمستشار على الإطلاق. لدينا توافق كبير جدا في وجهات النظر حول الأهداف والوضع، إنّ طريقة ترجمتها هي التي تختلف"، مسلّطا الضوء على ما أسماها "الثقافات الاستراتيجيّة" في البلدين.
وأوضح "ألمانيا لديها ثقافة استراتيجيّة من الحذر الشديد وعدم التدخّل، وهي تُبقي على مسافة من السلاح النووي. وهذا نموذج مختلف تماما عن نموذج فرنسا".
وأضاف الرئيس الفرنسي أنّه قرّر عدم زيارة كييف، وتوجّه بدلا من ذلك إلى برلين الجمعة لإجراء محادثات مع شولتز وتوسك، وهو أكّد أنه سيلتقي الرئيس فولوديمير زيلينسكي في أوكرانيا قبل منتصف مارس/آذار، في رحلة كان مقررا إجراؤها أصلا في فبراير/شباط قبل أن يتم إرجاؤها، وقد ذكر ماكرون أنّ زيارته لكييف ستتمّ في الأسابيع المقبلة.
بالونة اختبار؟
تأتي مقابلة ماكرون التلفزية بعد أن وافقت كل من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ في تصويت رمزي على اتفاقية أمنية تمتد لعشر سنوات، وقعها ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشهر الماضي.
وتقول شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية إن التصريحات الأخيرة التي أدلى بها ماكرون تهدد بوضعه في مواجهة مع حلفاء الناتو، الذين نأوا بأنفسهم في فبراير/شباط عن احتمال نشر قواتهم العسكرية الوطنية في أوكرانيا.
ويواجه أعضاء التحالف ضغوطا منفصلة لزيادة إنفاقهم الدفاعي إلى الهدف المتفق عليه سابقا، وهو 2% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني، ومن المقرر أن يحقق ثلثا الأعضاء هذا الهدف هذا العام، وفقا لأحدث التوقعات.
وقد تم استخدام مساهمات أعضاء الناتو حتى الآن لتزويد أوكرانيا بالذخيرة والمعدات العسكرية والصيانة، بدلاً من إرسال قوات إلى الأراضي الأوكرانية - وهي خطوة من شأنها أن تضع التحالف أقرب إلى الحرب مع روسيا. وقد ساعد المتطوعون الأجانب كلاً من روسيا وأوكرانيا في الحرب حتى الآن، ولكن ليس كجزء من أي انتشار عسكري رسمي.
aXA6IDE4LjIxNi4xNzQuMzIg جزيرة ام اند امز